خالد عرار - خاص الأفضل نيوز
لدى أحد السياسين المتابعين للمشهدين السياسي والميداني في المنطقة قراءة مختلفة عما سواها، تنفي أن يكون حشد القدرات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، هو لتحذير إيران من تجاوز الخطوط الحمراء في ردها على الكيان الصهيوني الذي اغتال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في العاصمة طهران، ولا من أجل التلويح بالقوة لضبط رد حزب الله على اغتيال السيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية. إنما هو من أجل ما هو أكبر وأخطر من كل ما يعلن وأكدت القراءة السياسية أن هذا الحشد له هدفين استراتجيين مشتركين بين الإدارة الأمريكيّة والعدو الإسرائيليّ.
الأول يتعلق باستراتيجية ملحة لدى الحكومة الإسرائيليّة وهي إعادة نازحي مدن وقرى الجليل الأعلى إلى بيوتهم ومدارسهم وحقولهم ومصانعهم، حيث فشلت كل مساعي الترهيب والترغيب التي حملها كل موفدي الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحده الأمريكية، في وقت عجزت فيه القدرات العسكرية الإسرائيلية على مدار عشرة أشهر من تحقيق هذا الهدف، في حين تستمر جبهة إسناد غزة في الجنوب اللبناني في زيادة هذا العبء الاستراتيجي على الحكومة الإسرائيليّة مادّيًّا واقتصاديًّا، أضف إلى الرمزية التي تشكلها هذه المستوطنات في الوجدان الصهيوني لما كان لها من دور رئيسي في إنشاء الكيان الغاصب.
لذلك ترى القراءة السياسية أنه من الطبيعي أن يحاول نتنياهو استثمار هذا الحضور الأمريكي العسكري في المنطقة واغتنام الفرصة لتوجيه ضربة سريعة لكنها واسعة ومكثفة للمقاومة الإسلامية في لبنان لإبعاد الخطر عن المستوطنات وتأمين عودة دائمة وآمنة إلى المستوطنين، وضرب قدرة حزب الله على الاستمرار في إسناد غزة.
وأشارت القراءة إلى فرضية أن لا ينتظر نتنياهو رد حزب الله على اغتيال السيد فؤاد شكر، بل قد يلجأ إلى توجيه ضربة استباقية.
أما الهدف الثاني وفق القراءة السياسية المذكورة الذي يحظى باهتمام كبير لدى الإدارة الأمريكيّة ومتابعة دقيقة من قبل أجهزتها الاستخباراتية والتي قيل أنها تمتلك معلومات قاطعة بأن إيران باتت على عتبة إنتاج قنبلتها النووية التي يرى فيها الغرب الجمعي ضربًا للحصرية النووية التي تمتلكها إسرائيل في المنطقة، لذلك عندما اتهمت القيادة الإيرانيّة واشنطن بالوقوف إلى جانب العدو الإسرائيليّ في عملية اغتيال هنية في طهران، لأنها تدرك جيدًا ما تخطط له أمريكا لضرب بعض المنشآت النووية، ولأن أمريكا هي الوحيده التي تمتلك صواريخ فراغية ضخمة قد تنجح بالوصول إلى بعض المنشأت النووية العميقة في باطن الأرض.
هذه الفرضيّة استدعت حضورًا سريعًا لأرفع فريق عسكري روسي إلى طهران وعلى رأسه "شويغو" لإجراء نقاش استراتيجي معمق بين الجانبين وتوفير كل ما يلزم للمواجهة عملا بالمعاهدة المشتركة بين الدولتين.
وختمت القراءة بالسؤال: هل لهذين الهدفين أن يتحقّقا؟.
الجواب على هذا السؤال متروك للأيام، والليالي، والميدان. ومن حق جمهور محور المقاومة أن ينتابه بعض القلق، لكن ليس من حقه أن يستمر بهذا القلق بعد أن يشاهد بأم العين ما وعد به صاحب الوعد الصادق سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ولا بد من الإشارة من أن المنطقة قادمة على تصعيد كبير والتسويات على قدر النتائج المنتظرة.

alafdal-news
