د. أكرم حمدان - خاصّ الأفضل نيوز
تُوحي الأجواء المحيطة باللقاءات والاجتماعات التي عقدها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته الرابعة إلى لبنان، بأن ما حمله هوكشتاين في جعبته هذه المرة لم يقتصر فقط على البحث عن "الحل الدبلوماسي" للحرب التي يشنها العدو الصهيوني على غزة وعلى جنوب لبنان منذ أكثر من عشرة أشهر.
وعلم "الأفضل نيوز" من مصادر مواكبة للقاءات الموفد الرئاسي الأميركي، أن هذه الزيارة ربما تختلف عن سابقاتها لعدة أسباب ومنها:
1- أنها جاءت بطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن وقبيل استئناف المفاوضات بين الاحتلالِ وحركة حماس في قطر والتي يبدو أن بايدن يُراهن عليها هذه المرة خلافاً للمرات السابقة ولأسباب داخلية وخارجية لها علاقة بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
2- كرر هوكشتاين من خلال التصريح الرسمي المكتوب والمعد سلفاً من مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، معادلة التفاوض عبر بري وأن الحل الديبلوماسي ما زال ممكنًا الوصول إليه وأن لا أحد يريد حربًا شاملة بين لبنان وإسرائيل.
3- أوحى في تصريحه إلى التفاهم أو التوافق مع بري أنه لم يعد هناك وقت أو أعذار من أي طرف لتضييع الوقت وأن الوصول إلى الصفقة في غزة سوف يساعد أيضًا في إيجاد حل ديبلوماسي في لبنان وذلك سيمنع حصول انفجار أو حرب أوسع.
4-كرست اللقاءات مع الرئيسين بري وميقاتي وحدة الموقف الرسمي اللبناني الداعي إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وتهديداتها وأن مدخل الحل هو في وقف إطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات مجلس الأمن لا سيما القرار 1701 الذي يضمن استقرار الجنوب، وهذا ما أكد عليه بري وميقاتي خلال اللقاء مع هوكشتاين.
5-تفاؤل وارتياح حذر مرفق بقلق شديد من قبل الرئيس بري "من الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية من خلال سياسة الاغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في العاصمة الإيرانية طهران أو العاصمة اللبنانية بيروت ناهيك عن سلسلة المجازر الإسرائيلية اليومية التي ترتكب في حق الأطفال والمدنيين في قطاع غزة ولبنان وليس آخرها ما حصل في حق المصلين فجرًا في مدرسة التابعين في قطاع غزة"، تلك السياسة التي تُدلل، برأي بري "على تصميم إسرائيل المضي بالتصعيد العسكري وإفشالها أي مسعى لوقف الحرب".
6-تمسك لبنان بالتمديد لمهام قوة "اليونيفل" وفقًا لمنطوق القرار الأممي 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً منذ اللحظات الأولى لصدوره عام 2006.
إلّا أن ما تقدم لا ينفي إشارة المصادر المتابعة إلى أن زيارة هوكشتاين هذه المرة، فيها مساحة أو مسحة من الارتياح والتفاؤل الحذر بسبب التعنت الإسرائيلي، ولكن يبدو أن الإدارة الأميركية تُمارس هذه المرة ضغطاً أقوى على نتانياهو وإسرائيل لأن الوقت بات يُداهم الجميع وكذلك الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية.
وذهبت المصادر في توصيف قرار الدعم الأميركي الأخير بمبلغ 20 مليار دولار إلى إسرائيل، بالتساؤل: لماذا لا يكون من باب الرشوة وأوراق الضغط مثلا؟
وقرأت في اللقاءات التي عقدها هوكشتاين مع وفد نواب المعارضة وقائد الجيش العماد جوزف عون، تجاوزاً لملف الحرب وإن كان قائد الجيش معنيًّا به بشكل مباشر، لتقول بأن الموفد الأميركي تطرق إلى ملف الاستحقاق الرئاسي انطلاقاً من اليوم التالي لانتهاء الحرب فيما لو نجحت المفاوضات في إنجاز الصفقة ووقف العدوان على غزة.
وتشير المعلومات إلى أن البحث في هذا الملف طُرح في عين التينة كما مع وفد نواب المعارضة، فاللقاء مع بري استغرق ساعة وخمس دقائق خلافاً للقاءات السابقة، كما أن رهان الإدارة الأميركية على وقف الحرب يعني البحث في ترتيبات الوضع على الحدود الجنوبية وهذا يتطلب وجود رئيس جمهورية وحكومة جديدة كاملة الأوصاف لإدارة المفاوضات وما قد يليها من ترتيبات.
في المحصلة، الملف الرئاسي كان حاضراً ولا ندري إن كان نجح هوكشتاين في إقناع المعارضة بالمشاركة في الحوار الذي سيسبق جلسة انتخاب الرئيس والذي ربما سيجري خلاله التفاهم على سلة متكاملة، تُنتج رئيسًا وتكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة جديدة.

alafdal-news
