عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
على الرغم من الانشغال الروسي بالحرب مع أوكرانيا ومن خلفها الغرب، إلا أن موسكو تواكب باهتمام وقلق ما يجري في المنطقة، خصوصًا على جبهتي غزة والجنوب اللتين تتركان تداعيات على مجمل الإقليم.
وما يعزّز هواجس الروس في هذه المرحلة شعورهم بأن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتهور في قرارته وخياراته، وبالتالي يجر المنطقة في اتجاهات محفوفة بالمخاطر.
َوعلى وقع الاستعدادات الإيرانية المستمرة للرد على اغتيال اسماعيل هنية في طهران، كانت لافتة زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو للجمهورية الإسلامية قبل أيام، في توقيت دقيق وحساس، فيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين، أن "طهران طلبت من موسكو أنظمة دفاع جوي متطورة، وأن روسيا بدأت في تسليمها رادارات ومعدات دفاع جوي".
ووفق مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع، فإن لدى موسكو انطباعًا بأن نتنياهو يراهن على ضعف الإدارة الأميركية في هذه الفترة، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وامتناع جو بايدن عن الترشح اليها مجددا، وبالتالي يفترض نتنياهو، تبعًا لتقديرات المسؤولين الروس، أنه يستطيع أن يتصرف كما يشاء في الوقت الضائع، وصولًا إلى محاولة زج الأميركيين أنفسهم في المستنقع الإقليمي.
وكشفت المصادر ل "الأفضل نيوز" أنه وخلال اجتماع عُقد أخيرًا بين مسؤول روسي وسفيرة الكيان الإسرائيليّ في موسكو، توجّه إليها المسؤول بالقول: بعد اجتياحكم جُزءًا من الجنوب اللبناني عام 1978 أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية أقوى، وعقب اجتياحكم الأوسع عام 1982 وصولًا إلى بيروت ظهر حزب الله الذي بات يشكل تهديدًا أكبر لكم، وبعد اغتيالكم اسماعيل هنية في طهران حلّ مكانه في رئاسة حركة حماس القائد الميداني يحيى السنوار، فما هي جدوى خياراتكم وماذا جنيتم منها؟
وأوضحت المصادر أن موسكو نصحت إيران وحزب الله بتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة يسعى إليها بنيامين نتنياهو بالدرجة الأولى حتى يخوضها معه بل أمامه الأميركيون.
وأفادت المصادر الدبلوماسية أن روسيا دعت طهران إلى عدم إعطاء نتنياهو الذريعة لشن هجوم واسع، مستقويًا بالولايات المتحدة التي حشدت قواها في البحر المتوسط، وبالتالي هي تنصح إيران والحزب بأن يكون ردّهما على "إسرائيل" موزونًا.
وتعتبر المصادر أن تل أبيب، ونتيجة عامل المسافة الجغرافية إلى جانب ورطتها المتفاقمة في قطاع غزة، ليست قادرة لوحدها على خوض حرب كبيرة ضد الحزب وإيران معًا، وإن تكن تستطيع تنفيذ عمليات عسكرية محددة، في حين أن واشنطن التي تملك قواعد وأساطيل في محيط إيران هي الأقدر على مواجهتها عسكريًّا.
وتلفت المصادر إلى أن "إسرائيل" تريد الحرب الشاملة ولكنها غير جاهزة لها لوحدها حاليًّا، بينما أميركا قادرة عليها ولكنها لا تريدها تفاديًا لتهديد مصالحها.

alafdal-news
