ميشال نصر-خاصّ الأفضل نيوز
خفضت الانفراجة الطارئة على خط التيار الكهربائي منسوب التوتر العالي الداخلي، في مقابل الاستعصاء السياسي عن سابق إصرار وتصميم، على رغم سيل المبادرات الإنقاذية، والاحتدام العسكري الذي ينتظر فرجاً يأتيه من غزة فتنسحب عودة للهدوء جنوباً ، مغلقة الأبواب أمام الانزلاق نحو الحرب المفتوحة، وسط إظهار حزب الله سيطرته الكاملة واستعادته للمبادرة على طول الجبهة امتدادا إلى الجولان، بعد تطورات الأيام الماضية.
مصادر متابعة لسير التطورات على الجبهة الجنوبية، قرأت في تركيز حزب الله ضغطه على مسرح عمليات الجولان السوري على أنه ضربة معلم، إذ أصاب بخطوته تلك مجموعة من الأهداف الاستراتيجية المهمة، والتي قد يكون لها تأثير كبير في مجريات الأحداث، خصوصا أن الحزب كان أعد العدة لفتح هذه الجبهة واستخدامها منذ 2014 مع دخوله الحرب السورية، حيث وجه قسما أساسيا من مجهوده باتجاه تلك المنطقة، من خلال تجنيد عملاء في الداخل، وإقامة شبكة مواقع وتحصينات على طول خط تلك الجبهة.
وتتابع المصادر أن حارة حريك أصابت اكثر من عصفور في خطوتها تلك، أبرزها:
- رغبة حزب الله في إدخال منطقة مزارع شبعا من ضمن أي تسوية حدودية يعمل عليها، خصوصا أن كل الطروحات التي حملها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين معه، أبقت مصير تلك المنطقة الجغرافية معلقا وغير محسوم الهوية، رغم الإصرار اللبناني على أنها أرض لبنانية محتلة.
- تأكيدها على وحدة المسارات والجبهات، إذ كان سبق لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أن تحدث في السابق أكثر من مرة ، عن وحدة الجبهة من الجولان جبلا إلى الناقورة بحرا في أي مواجهة واقعة، وعليه جاءت الخطوة لتأكيد وحدة الجبهة، التي تقود دمشق مواجهتها السياسية.
مع الاشارة هنا، إلى أنه في بداية المعارك سبق وأظهر المقاومون عمدا في شريط مسجل صناديق ذخيرة عليها شعارات وكتابات تعود للجيش السوري، فضلا عن أنه عشية مهاجمة طهران "لإسرائيل"، انطلقت مجموعة من الصواريخ من الداخل السوري باتجاه "إسرائيل"، هذا دون إغفال تعمد بعض إعلاميي المقاومة التأكيد على أن الرئيس السوري سلم حارة حريك مجموعة دفاع جوي متطورة.
- ضرب الخطط "الإسرائيلية" العسكرية الموضوعة، إذ بُعيدَ اندلاع المواجهات وامتدادها إلى الشمال وخصوصا الجبهة اللبنانية، عمد الجيش "الإسرائيلي" إلى تنفيذ خطة إعادة انتشار على طول الجبهة تلافيا للإصابات والخسائر، معتمدا منطقة الجولان "حديقة خلفية"، حيث عمد إلى حشد قواته في تلك المنطقة التي بقيت حتى الأمس تنعم بالهدوء، حيث إن مستوطنيها لم يشعروا حتى قبلا بتداعيات الحرب، وبقي النشاط الاقتصادي فيها عاديا.
- أكد حزب الله أن تلك المنطقة مسيطر عليها بالنار، وبالتالي كل الخطط وأوامر العمليات التي تحدثت عن أن أي هجوم أو تغول باتجاه الأراضي اللبنانية سينطلق من الجولان نزولا باتجاه الحدود اللبنانية، باتت خارج الخدمة فعليا، وغير قابلة لتحقيق أهدافها، بعدما أظهرت جولة الهدهد 2 أن تلك المنطقة تحت الرصد الدقيق.
- استمرار قيادة حزب الله العسكرية في سعيها لإنجاز خطة إعماء "إسرائيل" عبر ضرب كل نقاط المراقبة والتجسس التي تستخدمها وتطال المنطقة وصولا إلى إيران، ما يشل قدرتها الاستعلامية وقدرات سلاح جوها على المناورة والتحرك.
وختمت المصادر بأن حزب الله في خطوته تلك قد وسع من نطاق ساحة العمليات، دون أن يخرق قواعد الاشتباك، بإبقاء المواجهة محصورة ضمن الكيلومترات الخمسة من جانبي الحدود، وإن كان دخول منطقة الجولان سيضع مجموعة جديدة من المستوطنين تحت رحمة صواريخ الحزب، وبالتالي التحضير لإجلائهم وضرب النشاط الاقتصادي فيها.