جوني منير - الجمهورية
تشخص الأنظار ÙÙŠ الشرق الأوسط على جولة التÙاوض الجديدة Øول المل٠النووي ÙÙŠ Ùيينا بعد أن تأخّر موعد انعقادها كثيراً.
الإنطباع الغالب هو أنّ هذه العودة إلى الاتÙاق مسألة Ù…Øسومة ليجري معها طمس مرØلة والبدء بمرØلة جديدة على صعيد خارطة النÙوذ ÙÙŠ المنطقة. وليس سراً أنّ لبنان هو Ø£Øد اكثر الساØات تأثراً بخارطة النÙوذ السياسي الجديدة ÙÙŠ المنطقة، بØكم الوجود القوي لـ»Øزب الله» Ø£Øد اهم ØÙ„Ùاء ايران والأكثر قدرة وخبرة متتالية وتنظيماً.
وإلى جانب ذلك، ثمة أزمات عاصÙØ© تهزّ الكيان اللبناني وتدÙع به ليكون جاهزاً أمام إعادة تدوير زواياه بما يتلاءم مع التوازنات الإقليمية الجديدة المطروØØ©.
لا جدال بأنّ الانهيارات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي تضرب لبنان، ساهمت ÙÙŠ تÙكّك العديد من إدارات وأجهزة الدولة اللبنانية، والتي شكّلت طوال العقود الماضية مغاور للÙساد والمØسوبيات والزبائنية السياسية، Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø·Ø¨Ù‚Ø© السياسية.
وكان لا بدّ لهذا الهيكل المهترئ أن يسقط يوماً، لكن ارتÙاع مستوى الÙساد إلى درجة الوقاØØ© واستخدام الدولة كمطية Ù„Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠØ© من دون خجل خلال السنوات الماضية، أدّى إلى تسريع Øال الانهيار، أض٠إلى ذلك Ø¥Øجام العواصم الغربية الغنية عن مساعدة الØركة الاقتصادية اللبنانية. ومعه كان واضØاً مواÙقة العالم الغربي على تÙكّك Ù…Ùاصل وإدارات الدولة اللبنانية بإستثناء الجيش، تمهيداً لإعادة بناء دولة جديدة ÙˆÙÙ‚ أسس Øديثة ووÙÙ‚ توازنات سياسية جديدة تتلاءم مع التوازنات الإقليمية الكبرى. ÙˆØ§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الØرص الغربي على الجيش، إضاÙØ© إلى Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø³Ø³Ø© العسكرية على اجتياز المرØلة الصعبة والخطرة ÙÙŠ لبنان بأقل الأضرار الممكنة، إنما يهد٠اولاً لمنع إنزلاق البلد ÙÙŠ أتون الÙوضى الشاملة وتÙكّك المناطق اللبنانية وتمزّق النسيج الاجتماعي اللبناني من جديد Øلال مرØلة تÙكّك المؤسسات الرسمية. وثانياً الارتكاز على الجيش كقاعدة صلبة لإعادة بناء مؤسسات الدولة من جديد عندما ÙŠØين الوقت.
استØقاقان أساسيان ينتظران لبنان ليشكّلا معاً نقطة الانطلاق باتجاه الØقبة الجديدة التي تنتظر لبنان. الأول وهو الاستØقاق النيابي، والثاني وهو الاستØقاق الرئاسي. وبمعنى أوضØØŒ من المÙترض أن تشكّل نتائج الانتخابات النيابية البنية التØتية للنظام السياسي الجديد، وان يشكّل وصول رئيس جديد للجمهورية انجازاً لتÙاهمات سياسية جديدة وتدشيناً Ù„Øقبة ستدوم عقود عدة إلى الأمام.
مع الأس٠بعض القوى السياسية، ولا سيما المسيØية منها، لا تزال تتعاطى مع الاستØقاق النيابي من زاوية ضيّقة جداً، ولها علاقة بتØصيل مقاعد او Øجز مساØØ© Ù†Ùوذ داخل المجلس النيابي. وكما ÙÙŠ Ù…Øطات تاريخية سابقة ومنها على سبيل المثال Ù…Øطة 1989-1990ØŒ Ùإنّ
القوى المسيØية لا تبدو جاهزة ÙˆØاضرة لمواكبة التØولات الكبرى، وهو ما يجعل المسيØيين ضØيتها ÙÙŠ كثير من الأØيان. من هنا الاهتمام الاستثنائي للÙاتيكان تجاه المل٠اللبناني، Ùهو يدرك جيداً ما ÙŠØصل ÙÙŠ الشرق الاوسط لناØية إعادة رسم خارطة المنطقة، وهو يدرك ايضاً مدى ضع٠الرؤيا لدى المسؤولين المسيØيين. لذلك، ربما لم يتردّد البابا Ùرنسيس ÙÙŠ اتهامهم علناً ÙÙŠ رسائل ثلاث، منذ عيد الميلاد الماضي، بالأنانية وتغليب المصلØØ© الخاصة على المصلØØ© العامة.
ولم يعد سراً انّ رأس الكنيسة الكاثوليكية لا يترك لقاء له مع مسؤول دولي كبير الّا ÙˆÙŠØ·Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ù„Ù Ø§Ù„Ù„Ø¨Ù†Ø§Ù†ÙŠØŒ ويطلب بإلØØ§Ø Ø§Ù„Ù‘Ø§ يكون لبنان ثمناً للتسويات الاقليمية الØاصلة. ويجري الآن التØضير لزيارة سيقوم بها وزير خارجية الÙاتيكان الى لبنان مطلع شهر شباط المقبل، لمتابعة المل٠اللبناني.
لذلك، يبدو الاستØقاق النيابي مهمّاً جداً ÙÙŠ هذا الاطار. وبدا انّ المخاطر المطروØØ© والناجمة عن موجة الهجرة الواسعة للبنانيين Ù…ØØ· اهتمام من المراجع الدولية المتابعة للشأن اللبناني.
من هنا ايضاً العدد الكبير نسبياً للبنانيين الموجودين ÙÙŠ الخارج، والذين سجّلوا اسماءهم للمشاركة ÙÙŠ العملية الانتخابية. ولا تبدو الاوساط الدولية قلقة من Øصر اصوات 244442 لبنانياً سجّلوا اسماءهم ÙÙŠ انتخاب 6 نواب Ùقط. Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¬Ø Ø§Ù†Ù‘ المجلس الدستوري سيقسم جوابه رداً على الطعن الذي تقدّم به «Ø§Ù„تيار الوطني الØر» الى جزءين: الاول، ويقضي بالتأكيد على قرار السلطة الإجرائية ÙÙŠ تØديد موعد Øصول الانتخابات، اي شهر ايار المقبل. اما بقية الطعن Ùسيعمل على ردّه ولو من Øيث الشكل، بما يعني انّ اللبنانيين ÙÙŠ الخارج سيقترعون للمقاعد الـ 128.
ÙˆØ§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ù‡Ù†Ø§ØŒ انّ اقتراع المغتربين سيؤثر على النتائج ÙÙŠ بعض الدوائر. وبعد Ø§ØªØ¶Ø§Ø Ø§Ù„Ø®Ø§Ø±Ø·Ø© الجديدة للمجلس النيابي المقبل من المÙترض البدء بورشة إعادة ترتيب آلية عمل السلطة ÙÙŠ لبنان، تمهيداً لإعادة بناء المؤسسات التي تهدّمت، وبمساعدة المؤسسات الدولية التابعة للامم المتØدة، او بكلام اكثر تعبيراً، بإعادة تركيب الدولة التي تÙكّكت. هذه الورشة ستتراÙÙ‚ مع ورشة المنطقة، وثمة صيغ عدة تÙØ·Ø±Ø Ù„Ù„Ù…Ø´Ø±ÙˆØ¹ اللبناني، كمثل عقد مؤتمر دولي لإعادة انتاج لبنان الجديد. وتبدو ÙÙŠ هذا الاطار Ùرنسا ÙÙŠ طليعة المهتمين بتنظيم مؤتمر من هذا النوع، خصوصاً بعد تجربة مؤتمر سان كلو عام 2007. Ùلقد أعطت Ùرنسا يومها اشارة بأنّها مهتمة وقادرة ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه على رعاية مؤتمر لبناني له علاقة بإعادة انتاج صيغة Øكم جديدة ÙÙŠ لبنان.
ÙˆØ§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù†Ù‘ هذه الورشة الكبرى، والتي من المÙترض ان تلي المجلس النيابي الجديد، ستشكّل المدخل الجدّي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولأنّ اعادة إنتاج صيغة Øكم جديدة تستوجب ايضاً اكتمال الشروط الاقليمية المطلوبة، ومنها التÙاهم على التسوية السياسية النهائية ÙÙŠ سوريا، Ùإنّ الترجيØات لا تستبعد Øصول Ùترة Ùراغ رئاسي قبل ولوج الØÙ„ النهائي.
مع الإشارة هنا الى انّ الترابط بين المل٠اللبناني ومل٠التسوية ÙÙŠ سوريا والملÙات الاقليمية، له وجوه عدة، منها السياسية وتوازناتها، اضاÙØ© الى مل٠الغاز ÙˆØصص الدول الكبرى، لا سيما روسيا.
هي الورشة الكبرى التي ستنطلق مع الانتخابات النيابية المقبلة، والتي ستÙختتم مع الانتخابات الرئاسية، إيذاناً بإقÙال المرØلة الانتقالية والبدء بالمرØلة التأسيسية.