نوال أبو حيدر- خاصّ الأفضل نيوز
تضاعفت نسبة البطالة في لبنان خصوصًا بعد الأزمة الاقتصادية التي تغلغلت في أعماقه، كما وجرّاء الأوضاع والظروف الراهنة التي تسيطر عليه من كل حدب وصوب، ما أدّى إلى تفاقم نسبة البطالة اليوم مقارنةً بالأعوام الماضية، والملفت في الأمر أن بطالة الشباب باتت الأعلى نسبيًا.
وبطبيعة الحال، دفعت الأزمات المتراكمة والمتداخلة في لبنان الكثير من الأسر إلى النضال من أجل البقاء، ومما لا شكّ فيه أنّ الأسرة اللّبنانية تواجه في أيّامنا هذه تحديات سياسية واقتصادية وضغوطًا اجتماعية، لتأمين الحدّ الأدنى من متطلبات الحياة، ما حثَّ نسبة كبيرة من الشباب للهجرة إلى بلاد الاغتراب لتأمين فرص عمل ومستقبل واعد.
وفي هذا السياق، كان قد أشار تقرير "التشغيل والآفاق الاجتماعية في الدول العربية - اتجاهات 2024" الصادر عن منظمة العمل الدولية، إلى أنّ نصف البطالة المسجّلة في لبنان هي بطالة طويلة الأمد، ستثقل كاهل الاقتصاد والمجتمع لفترة زمنية طويلة، فما جديد أزمة البطالة في لبنان للعام 2024؟
من هنا، أكدّ الكاتب والخبير الاقتصادي، أنطوان فرح، عبر موقع "الأفضل نيوز" أنّه "من يدعي أن لديه الأرقام والإحصاءات المحددة حول نسبة البطالة في لبنان فهو إمّا واهم وإمّا يحاول تضليل الشعب، لأنّه في الحقيقة ليس لدينا أرقام دقيقة للبطالة، الأمر المؤسف، كَون هذه الظاهرة تعتبر من المؤشرات المهمة في الاقتصاديات".
وتابع: "الشركات التي تدعي أنّها شركات إحصائية وتقوم بتقديم الإحصاءات ليست سوى وجهات نظر تتقدّم بها، ولكن الأكيد هو أنّ الجميع موافق على أنّ نسبة البطالة مرتفعة جدًا، وبطبيعة الحال هذا الأمر لا يحتاج مراقبة اقتصادية فهو واضح كنور الشمس أمام الجميع".
وفي سياقٍ متصل، رأى فرح أنّ "أسباب البطالة في لبنان معروفة، كَون اقتصادنا منكمش من حدود ال55 مليار دولار في آواخر العام 2019 إلى حوالي ال20 مليار دولار اليوم، وبالتالي هذا الانكماش المنخفض من الطبيعي أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة".
ولم ينكر أنّ "ارتفاع هجرة الشباب ارتفعت بنسبة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ولكن الأمر الأهم هو أنّ الهجرة خففت من حدّة البطالة، وإلاّ كانت النسب ستكون أكبر بكثير مما نحن عليه اليوم".
وعلى الرغم من كل ذلك، شدّد فرح على أنّ "جميع الاقتصاديين يتوافق على رأي واحد وهو التخفيف من حدّة البطالة، من خلال القيام بنمو اقتصادي وخلق مؤسسات جديدة تستوعب الشباب، كما وتخطي أزمة الانهيار التي نغوص بها، أضف إلى خطة إنقاذ واتّفاق مع صندوق النقد الدولي ليصبح المشهد طبيعي، ومن هنا يكون لدينا خطة خمسية أو عشرية لنمو اقتصادي الذي بدوره يخلق فرص عمل ويخفف من البطالة".
وأمام هذا الواقع، لم يستبعد أنّ "الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأوّل ساهمت بارتفاع نسبة البطالة، لأنّها أثرت سلبيًا على القطاع السياحي الذي كان يستوعب يد عاملة وعمّال وموظفين بأعدادٍ كبيرة".
وختم فرح: "الدولة اللّبنانية لا تعلم كم تبلغ نسبة الموظفين لديها، وكل مرّة أرادت فيها أن تقوم بإعداد سلسلة الرتب والرواتب تتساءل عن عدد الموظفين لديها لمعرفة التكلفة التي ستتكبدها، الأمر غريب، فماذا نتوقع من دولة لا تفقَه بأعداد موظفيها فهل ستكشف نسبة البطالة في لبنان؟".