ليديا أبودرغم - خاصّ الأفضل نيوز
تستمر الإدارة الأميركية بعرض مسرحياتها من خلال سيناريوهات جديدة في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، لا تمت إلى الواقع بصلة، خاصة وأن رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو لا يزال "يطنّش "عمَّا يصدر عن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن شكلاً ومضموناً وينفي الكلام الأميركي عن التفاهم على 90% من القضايا وأن الاتفاق وشيك، مع وجود قضايا حرجة مازالت عالقة في محادثات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ما لم ينفه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والتي تتعلق بتبادل الرهائن ومحوري نتساريم وفيلادلفيا اللذين تريدهما "إسرائيل" بالدرجة نفسها التي تصرّ حماس على أن تبقيا ضمن سيطرة قطاع غزة من حيث أهميتهما الاستراتيجية سواء من الناحية العسكرية والسياسية والاستراتيجية: فمحور "فيلادلفيا"، الذي يمتد بطول 14 كيلومتراً على طول الحدود بين غزة ومصر، ويشمل معبر رفح، والذي كان حتى أيّار الماضي، المنفذ الوحيد لغزة إلى العالم الخارجي الذي لا تسيطر عليه "إسرائيل"، يشكّل نقطة استراتيجية بالنسبة للأمن الإقليمي، حيث تتولى السلطات المصرية والفلسطينية مسؤوليات أمنية واسعة فيه وشريان الحياة لحماس.
في حين أن محور "نتساريم" يفصل بين مدينة غزة وشمالها من جهة، والمنطقة الوسطى وجنوب قطاع غزة من جهة أخرى، ويمتد طوله إلى حوالي 7 كيلومترات، وتسيطر عليه "إسرائيل" بغرض تسهيل عودة الاستيطان لقطاع غزة والتحكم بحركة المدنيين شمالاً وجنوباً، ومنع عودة النازحين لشمال القطاع.
فعلى المستوى السياسي يحاول نتنياهو تحقيق أكبر قدر من المكاسب من وراء البقاء في المحورين، وهو ما يؤجل حسم مصيره السياسي وتفكيك حكومته.
أما على المستوى العسكري فبقاء القوات في المحورين وتجميد المفاوضات يعني استمرار الحرب لأجل غير مسمى وهو ما يترتب عليه المزيد من الضحايا والخسائر في الأرواح والعتاد، ما يهدد حجم وقوة جيش الاحتلال، ويقوض من إمكانياته مستقبلًا، خاصة بعد نشر المؤسسة العسكرية ولأول مرة تقارير واضحة عن خسائرها في المدرعات والعتاد العسكري والنقص الكبير في المدربين والقادة بسبب الحرب، وهي التقارير التي تدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الجيش وقدرته على التعامل مع المستجدات خاصة في حال فتح معركة واسعة على الجبهة الشمالية مع "حزب الله"، في حين أن الحرب تتوسع جنوب قطاع غزة بعد أن كانت تصب تركيزها على الشمال منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر وتحول التركيز الآن على محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر والقطاع بزعم تدمير الأنفاق التي تستعملها حماس لتهريب الأسلحة.
محور فيلادلفيا الذي أثار خلافاً مصرياً- إسرائيلياً، يعيد السجال من جديد بين تل أبيب والقاهرة التي تعتبر العمليات الإسرائيلية على طول الحدود انتهاكًا لمعاهدة سلام عام 1979 بين البلدين، ورفضت فتح جانبها من معبر رفح حتى تعيد "إسرائيل" جانب غزة إلى السيطرة الفلسطينية، وهو ما ترفضه "إسرائيل" التي لا تزال تتمسك بالسيطرة عليه بل وتحاول إخراجه من أي اتفاق.
يعتبر محور فيلادلفيا حالياً إحدى النقاط الخلافية الأساسية في المفاوضات غير المباشرة بين "إسرائيل" وحماس، التي تجري بوساطة مصر وقطر وبدعم أميركي للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فهل تنجح المحادثات وما هو الثمن؟ ومن هي الضحية؟.

alafdal-news
