حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الجيش الإسرائيلي: هاجمنا موقعا لحزب الله بمنطقة جبل البوفور جنوب لبنان   /   التحكم المروري: قتيل نتيجة حادث إنقلاب صهريج على طريق عام ضهر البيدر باتجاه بحمدون وحركة المرور كثيفة في المحلة   /   النائب ‎بلال عبدالله لـ"الجديد": أي سلاح في الداخل يجب أن يُسلّم إلى الدولة اللبنانية   /   غارة إسرائيلية جديدة في محيط الغارات السابقة في علي الطاهر   /   غارات إسرائيلية على التلال المحيطة بمدينة النبطية   /   سلسلة غارات يُسمع دويها في أرجاء الجنوب   /   حزب الله: شهادة الحاج رمضان هي وسام فخر لطريق القدس وفلسطين وبشارة نصر   /   حزب الله: نتقدم بأحرّ تعازينا إلى إيران باستشهاد القائد الكبير مسؤول ملف فلسطين والقدس في منطقتنا اللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)   /   حزب الله: الحاج رمضان سَخّر كل طاقاته وإمكاناته في سبيل خدمة المقاومة الفلسطينية   /   بلدية بيروت عبر"إكس": إطلاق حملة رش مبيدات وتعقيم مستوعبات نفايات في مناطق عدة في العاصمة ضمن جهود تحسين النظافة والصحة العامة   /   فنيش: : الحرب التي شنت على إيران أثبتت ألّا قيمة للمنظمات الدولية والرهان عليها   /   الوزير السابق محمد فنيش لإذاعة النور: واجهت إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية التحديات والحصار المفروض عليها وخرجت أكثر قوة   /   هآرتس: مقاولون يتلقون 5 آلاف شيكل لهدم كل منزل في غزة وكل دقيقة تمر بلا هدم يعتبرونها خسارة   /   سلاح الجو الأوكراني: روسيا أطلقت علينا الليلة الماضية 8 صواريخ و363 مسيّرة   /   ماكرون: ندعو إيران لعدم استئناف التخصيب   /   ماكرون: سنتخذ إجراءات مضادة إذا فرضت أميركا علينا رسومًا بنسبة 10%   /   11 شهيدًا في قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة منذ فجر اليوم   /   هآرتس: يتم إطلاق النار على طالبي المساعدات كأنهم قوة هجوم والفلسطينيون هناك غير مسلحين ولا يشكلون أي تهديد لأحد   /   هآرتس" عن ضباط وجنود إسرائيليين: مراكز تقديم المساعدات أشبه بساحة قتال   /   درون اسرائيلية ألقت قنبلة صوتية بجانب آليتين في بلدة راميا أثناء قيامهما بتحميل خردة حديد ولا اصابات   /   الأونروا: يجب رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة لنواصل عملنا   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: مكتب النائب العام يعارض طلب نتنياهو سحب شهادته في محاكمته خلال الأسبوعين المقبلين   /   لقاء ثنائي بين الرئيسَين عون وسلام في قصر بعبدا   /   الميادين: الأمن الإيراني يلقي القبض على جاسوس للكيان الإسرائيلي في كيلان كان يقوم بجمع المعلومات الخاصة بمراكز الصناعات الدفاعية   /   ‏قائد الجيش العماد رودولف هيكل أطلع الرئيس عون على التطورات الأمنية وإجراءات الجيش لحفظ الأمن والاستقرار في البلاد   /   

وهم سقوط حزب الله

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كتب علي حيدر في "الأخبار":


بات واضحاً أن الضربات الصاروخية المكثَّفة التي وجهها حزب الله إلى شمال فلسطين المحتلة في الايام الماضية، جاءت ترجمة لقرار بالتصعيد الى مستوى جديد من استهداف العمق الاسرائيلي، الى حيفا وما بعدها. لذلك، تعمّدت قيادة المقاومة الاسلامية التأكيد على عودة منظومة القيادة والسيطرة «أقوى وأصلب مما كانت»، بالتزامن مع ارتقاء عملياتي صاروخي يُعزِّز ما ورد في البيان، لتضفي مصداقية على المواقف التي تضمنها، وتؤكد أن ما يجري هو ترجمة لقرار بالانتقال الى مرحلة جديدة في المواجهة، بالتزامن مع انهمار عشرات الصواريخ على الكريوت وحيفا، وعلى قاعدة غليلوت في تل ابيب الكبرى.

من أبرز مزايا هذا الارتقاء الصاروخي أنه أتى بعدما استنفد العدو الكثير من أوراقه الرئيسية التي كان يراهن عليها لإحداث تحول جذري في معادلات القوة وتعبيد الطريق أمام قواته لتحقيق أهدافه المنشودة في أقرب وقت وبأقل الخسائر. وتنبع أهمية هذا التطور الصاروخي ايضاً من كونه أتى بعد الضربات الهائلة التي نفذها العدو، ولذلك فإن رسائلها تتجاوز حجمها العسكري. إذ أظهرت أن العدو فشل في اجتثاث قدرات حزب الله الصاروخية، وشكلت ترجمة عملية لحقيقة أن اداء المقاومة يتم ضمن اطار تحكم وسيطرة القيادة العليا ووفق الخطط الموضوعة، وهو ما يؤشر الى اتجاه القتال التصاعدي في المرحلة التي دخلتها الحرب.

يعني ذلك أن الصورة التي توهّمها العدو، ومن راهن عليه خلال الايام الماضية، بأن المقاومة فقدت القدرة و/ أو الارادة على المواجهة، وانعكس في التزامها بالسقف العملياتي الذي كنا نشهده، قد بدأت تتبدّد، وستتلاشى في قادم الايام على وقع استمرار هذا الاتجاه التصاعدي والمتغيرات الميدانية المرتقبة في أكثر من عنوان.

مع ذلك، تنبغي الاشارة الى أن من أسباب تصعيد ردود المقاومة الاسلامية في هذه المرحلة وليس قبل ذلك، أنها احتاجت وقتاً لامتصاص الضربات الكبيرة التي تعرضت لها. ولذلك ربط بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية بين الارتقاء في الردود وبين استعادة منظومة القيادة والسيطرة. 

وإلى ذلك، لا تزال أمام المقاومة مروحة من المتغيرات والعوامل التي تعزز فرص احباط أهداف الحرب وصولا الى إنهائها. فقد شكل الرد الصاروخي الايراني متغيراً نوعياً، كونه يمثل عملياً دخولاً في المعركة. لذلك كانت الضربة قاسية ونوعية واستهدفت قواعد عسكرية واعترف جيش العدو بذلك، في حين أنه كان بامكان ايران الردّ بمستويات أقل شدة. وترى اسرائيل أن الرد الصاروخي الايراني لم يترك لها خياراً لرد جدي ومؤثر، سيؤدي، في حال تنفيذه، الى رد ايراني مضاد. وسيدفع ذلك التطورات في مسار واتجاه مختلفين، وستترتب عليه نتائج وتداعيات على لبنان وغزة، إما باتجاه التدحرج نحو حرب كبرى أو اختصار أمد المعركة نحو اتفاق ما.

ورغم أن العدو يتعامل مع التوغل البري على أنه نوع من التهديد للمقاومة والضغط على سكان الجنوب، إلا أن ما أعدّته المقاومة وبانت نتائجه على الحافة الامامية، يشكل مؤشراً على أن هذا السيناريو سيتحول ايضاً الى فرصة للمقاومة ولبنان من أجل الحاق خسائر كبيرة بجيش العدو. وهو متغير نوعي مهم في الضغط على مؤسسة القرار السياسي والامني لتقليص أمد المعركة الى أقل فترة ممكنة ومنعه من تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية الاستراتيجية. والى حين ذلك، فإن العدو معني بالتوغل حتى لو كانت خسائره مؤلمة في البداية. إلا أن تحول جنوده الى أهداف للمقاومين، ومنع قواته من الاستقرار ومن الوجود الآمن، سيؤدي الى تغيير المعادلة وتحويل اتجاهات الضغط ايضا.

بالموازاة، لن يجدي هذا التوغل في حماية العمق الاسرائيلي القريب والبعيد. أضف الى ذلك أن ارتقاء حزب الله الى سقف جديد في استهداف الجبهة الداخلية، والذي من الواضح أنه سيتواصل تصاعدياً على وقع التطورات السياسية والميدانية، سيتحول ايضا الى عامل ضغط كبير على القيادتين السياسية والامنية، لأنه كلما طال الوقت ستتعمق الضربات أكثر، الأمر الذي سيفرض نفسه على طاولة القرار السياسي والامني في تل ابيب وحتى في واشنطن.

مع ذلك، تبقى الركيزة الاساسية لمفاعيل هذه الخيارات وإحباط أهداف هذه الحرب مرتبطة بشكل جوهري بصمود بيئة المقاومة وإدراكها لمخاطر التسليم بشروط العدو ومطالبه، وما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج تهدد مستقبل لبنان والمنطقة. ولذلك يحاول العدو عبر سياسة التدمير والحملات السياسية والاعلامية الموجهة، اعادة انتاج وعي بيئة المقاومة عبر التأثير في تفكيرها، على أمل أن يؤدي ذلك الى تغيير تقديراتها ونظرتها للمستقبل. إلا أن هذه البيئة أثبتت في الكثير من التجارب وعيها وثقتها بالمقاومة وقيادتها، فكيف عندما يكون القربان الذي قدمته على هذا الطريق شهيدها العظيم السيد حسن نصر الله.