حمل التطبيق

      اخر الاخبار  إسرائيل هيوم: إسرائيل تدرس استئناف قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغالانت   /   مراسل الأفضل نيوز: معلومات أولية تفيد بارتقاء ٤ شهداء وجريح بحالة خطرة جراء العدوان الذي طال بلدة مقنة   /   الخارجية الفرنسية: رد فعل باريس على اعتقال الجنائية الدولية لنتنياهو سيكون متوافقا مع مبادئ المحكمة   /   حماس: ندعو دول العالم للتعاون مع المحكمة لجلب مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت ووقف جرائم الإبادة بحق المدنيين في غزة   /   مراسل الأفضل نيوز: غارة معادية تستهدف بلدة سحمر في البقاع الغربي   /   وزير الخارجية الهولندي: مستعدون للتحرك بناء على أوامر الاعتقال الصادرة من الجنائية الدولية   /   مراسل الأفضل نيوز في البقاع: غارة معادية تستهدف بلدة بوداي   /   إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي في المناطق الواقعة شمالي صفد   /   غارة معادية تستهدف بلدة بريتال البقاعية   /   عراقجي: لدينا إرادة حقيقية للتعاون مع الوكالة وحل المشاكل العالقة لكن التحرك الأوروبي يتعارض مع هذا التوجه   /   مراسلة الأفضل نيوز: إخلاء مبنى العجوز في تعلبايا بعد ورود اتصال تهديد لأحد القاطنين بضرورة الإخلاء والقوى الامنية بدأت تحقيقاتها   /   وزير الخارجية الايراني عباس عراقتشي: زيارة غروسي إلى طهران كانت سياسية   /   القناة 12 العبرية: النيابة العامة الإسرائيلية تقدم لائحة اتهام بحق المتحدث باسم نتنياهو بتهمة تسريب معلومات أمنية بهدف المس بأمن إسرائيل   /   الجنائية الدولية ترفض طعنين قدمتها إسرائيل بشأن صلاحيات المحكمة وولايتها   /   الحدث: تم إبلاغ نتنياهو بصدور أمر الاعتقال ضده خلال اجتماعه مع هوكشتاين   /   غانتس: قرار محكمة لاهاي عمى أخلاقي وعار تاريخي لن يُنسى أبداً   /   لابيد: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت مكافأة للإرهاب   /   مراسلة الأفضل نيوز: غارة معادية جديدة تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت   /   الطيران المعادي خرق جدار الصوت فوق عدد من المناطق اللبنانية وصولا الى بيروت   /   المقاومة الإسلامية: استهدفنا قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، للمرّة الثانية، بصليةٍ صاروخيّة   /   مراسل الأفضل نيوز في الجنوب: غارة على مجرى نهر الليطاني طريق الخردلي (قبل حاجز الجيش) أدت إلى انقطاع طريق مرجعيون - النبطية عبر جسر الخردلي   /   المقاومة الإسلامية: تصدينا لطائرة مسيّرة معادية من نوع هرمز 900 في أجواء القطاع الغربي، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على مغادرة ‌‏الأجواء ‏اللبنانيّة   /   مراسل الأفضل نيوز في البقاع: غارة معادية تستهدف بلدة بيت شاما   /   مراسل الأفضل نيوز في الجنوب: نفذ الطيران الحربي المعادي غارة جوية مستهدفا بلدة الطيري في قضاء بنت جبيل   /   المقاومة الإسلامية: استهدفنا موقع الإنذار المُبكر "يسرائيلي" (مركز جمع استخباري رئيسي يتبع لفرقة الجولان 210) على قمّة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل   /   

وهم سقوط حزب الله

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كتب علي حيدر في "الأخبار":


بات واضحاً أن الضربات الصاروخية المكثَّفة التي وجهها حزب الله إلى شمال فلسطين المحتلة في الايام الماضية، جاءت ترجمة لقرار بالتصعيد الى مستوى جديد من استهداف العمق الاسرائيلي، الى حيفا وما بعدها. لذلك، تعمّدت قيادة المقاومة الاسلامية التأكيد على عودة منظومة القيادة والسيطرة «أقوى وأصلب مما كانت»، بالتزامن مع ارتقاء عملياتي صاروخي يُعزِّز ما ورد في البيان، لتضفي مصداقية على المواقف التي تضمنها، وتؤكد أن ما يجري هو ترجمة لقرار بالانتقال الى مرحلة جديدة في المواجهة، بالتزامن مع انهمار عشرات الصواريخ على الكريوت وحيفا، وعلى قاعدة غليلوت في تل ابيب الكبرى.

من أبرز مزايا هذا الارتقاء الصاروخي أنه أتى بعدما استنفد العدو الكثير من أوراقه الرئيسية التي كان يراهن عليها لإحداث تحول جذري في معادلات القوة وتعبيد الطريق أمام قواته لتحقيق أهدافه المنشودة في أقرب وقت وبأقل الخسائر. وتنبع أهمية هذا التطور الصاروخي ايضاً من كونه أتى بعد الضربات الهائلة التي نفذها العدو، ولذلك فإن رسائلها تتجاوز حجمها العسكري. إذ أظهرت أن العدو فشل في اجتثاث قدرات حزب الله الصاروخية، وشكلت ترجمة عملية لحقيقة أن اداء المقاومة يتم ضمن اطار تحكم وسيطرة القيادة العليا ووفق الخطط الموضوعة، وهو ما يؤشر الى اتجاه القتال التصاعدي في المرحلة التي دخلتها الحرب.

يعني ذلك أن الصورة التي توهّمها العدو، ومن راهن عليه خلال الايام الماضية، بأن المقاومة فقدت القدرة و/ أو الارادة على المواجهة، وانعكس في التزامها بالسقف العملياتي الذي كنا نشهده، قد بدأت تتبدّد، وستتلاشى في قادم الايام على وقع استمرار هذا الاتجاه التصاعدي والمتغيرات الميدانية المرتقبة في أكثر من عنوان.

مع ذلك، تنبغي الاشارة الى أن من أسباب تصعيد ردود المقاومة الاسلامية في هذه المرحلة وليس قبل ذلك، أنها احتاجت وقتاً لامتصاص الضربات الكبيرة التي تعرضت لها. ولذلك ربط بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية بين الارتقاء في الردود وبين استعادة منظومة القيادة والسيطرة. 

وإلى ذلك، لا تزال أمام المقاومة مروحة من المتغيرات والعوامل التي تعزز فرص احباط أهداف الحرب وصولا الى إنهائها. فقد شكل الرد الصاروخي الايراني متغيراً نوعياً، كونه يمثل عملياً دخولاً في المعركة. لذلك كانت الضربة قاسية ونوعية واستهدفت قواعد عسكرية واعترف جيش العدو بذلك، في حين أنه كان بامكان ايران الردّ بمستويات أقل شدة. وترى اسرائيل أن الرد الصاروخي الايراني لم يترك لها خياراً لرد جدي ومؤثر، سيؤدي، في حال تنفيذه، الى رد ايراني مضاد. وسيدفع ذلك التطورات في مسار واتجاه مختلفين، وستترتب عليه نتائج وتداعيات على لبنان وغزة، إما باتجاه التدحرج نحو حرب كبرى أو اختصار أمد المعركة نحو اتفاق ما.

ورغم أن العدو يتعامل مع التوغل البري على أنه نوع من التهديد للمقاومة والضغط على سكان الجنوب، إلا أن ما أعدّته المقاومة وبانت نتائجه على الحافة الامامية، يشكل مؤشراً على أن هذا السيناريو سيتحول ايضاً الى فرصة للمقاومة ولبنان من أجل الحاق خسائر كبيرة بجيش العدو. وهو متغير نوعي مهم في الضغط على مؤسسة القرار السياسي والامني لتقليص أمد المعركة الى أقل فترة ممكنة ومنعه من تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية الاستراتيجية. والى حين ذلك، فإن العدو معني بالتوغل حتى لو كانت خسائره مؤلمة في البداية. إلا أن تحول جنوده الى أهداف للمقاومين، ومنع قواته من الاستقرار ومن الوجود الآمن، سيؤدي الى تغيير المعادلة وتحويل اتجاهات الضغط ايضا.

بالموازاة، لن يجدي هذا التوغل في حماية العمق الاسرائيلي القريب والبعيد. أضف الى ذلك أن ارتقاء حزب الله الى سقف جديد في استهداف الجبهة الداخلية، والذي من الواضح أنه سيتواصل تصاعدياً على وقع التطورات السياسية والميدانية، سيتحول ايضا الى عامل ضغط كبير على القيادتين السياسية والامنية، لأنه كلما طال الوقت ستتعمق الضربات أكثر، الأمر الذي سيفرض نفسه على طاولة القرار السياسي والامني في تل ابيب وحتى في واشنطن.

مع ذلك، تبقى الركيزة الاساسية لمفاعيل هذه الخيارات وإحباط أهداف هذه الحرب مرتبطة بشكل جوهري بصمود بيئة المقاومة وإدراكها لمخاطر التسليم بشروط العدو ومطالبه، وما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج تهدد مستقبل لبنان والمنطقة. ولذلك يحاول العدو عبر سياسة التدمير والحملات السياسية والاعلامية الموجهة، اعادة انتاج وعي بيئة المقاومة عبر التأثير في تفكيرها، على أمل أن يؤدي ذلك الى تغيير تقديراتها ونظرتها للمستقبل. إلا أن هذه البيئة أثبتت في الكثير من التجارب وعيها وثقتها بالمقاومة وقيادتها، فكيف عندما يكون القربان الذي قدمته على هذا الطريق شهيدها العظيم السيد حسن نصر الله.