عماد مرمل - خاص الأفضل نيوز
بعد لقاءات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في لبنان، أتت زيارة رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف بفارق أيام قليلة لتعكس قرار طهران بإقامة نوع من جسر جوي دبلوماسي مع بيروت، على وقع الحرب الإسرائيليّة التي يتعرض لها لبنان.
وكان لافتًا أن قليباف تعمد إيصال جزء من رسائله إلى من يعنيه الأمر، قبل أن يحط في العاصمة اللبنانية، إذ تقصد أن يقود الطائرة بنفسه ويوزع الصورة، في إشارة رمزية إلى أنه يتحدى المخاطر والتهديدات، على وقع التلويح الإسرائيلي بضربة عسكرية لإيران.
ولئن كانت مهمة عراقجي في بيروت قد خضعت إلى اجتهادات سياسية عدة، خصوصًا من قبل خصوم طهران الذين اعتبروا أن الوزير الإيراني أتى ليفرض إرادة بلاده السياسية على المسؤولين اللبنانيين ويمنع فصل الجنوب عن غزة في سياق أي مسعى لوقف إطلاق النار، إلا أن قاليباف رد بشكل غير مباشر على مقولة مصادرة قرار الدولة اللبنانية، من خلال تأكيده دعم كل القرارات الصادرة عن الحكومة والمقاومة في لبنان.
وليس خافيًا أن طهران تعرضت منذ فترة، خصوصًا بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إلى حملة اتهمتها بالتخلي عن حزب الله وبيعه تحت الطاولة في صفقة مع الأميركيين، علمًا أن أصحاب الحملة أنفسهم عادوا واتهموا إيران بأنها ترسل الموفد تلو الآخر إلى لبنان لإبقائه تحت سيطرتها عبر تحالفها مع الحزب على حساب سيادة الدولة!
وتؤكد أوساط قريبة من حزب الله أن بعض من روج بأن إيران ساومت على الحزب في مكان ما، إنما لا يفهم طبيعة الروابط التي تجمعها به ولا يعرف كيف تفكر الجمهورية الإسلامية.
وتشير الأوساط إلى أنه لم يكن أمرًا عابرًا أن يخاطب مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي السيد الشهيد حسن نصرالله خلال حفل تأبينه في طهران باعتباره "أخيه"، لافتة إلى أن الأمين العام للحزب كان شريكًا للقيادة الإيرانية في رسم خيارات محور المقاومة وليس "متلقيًا" كما يروج الخصوم.
وتشدد الأوساط على أن إيران تقف حاليًّا إلى جانب الحزب أكثر من أي وقت مضى في مواجهة محاولة الاجتثاث التي يتعرض لها.
وتشير الأوساط إلى أن طهران تشعر بعد استشهاد السيد نصرالله بأنه أصبح من واجبها زيادة الدعم الممنوح إلى الحزب بغية التعويض نسبيًّا عن غياب "السيد" والتخفيف من وطأته، وهذا ما سيُترجم لاحقًا، على سبيل المثال لا الحصر، عبر مساهمتها في ورشة إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيليّ.
وتعتبر الأوساط أن علاقة إيران بالحزب هي مبدئية، أي حتى ما فوق الاستراتيجية، مع ما يعنيه ذلك من أنها ثابتة وراسخة وبالتالي لا يمكن أن تتأثر بنيتها التحتية بأي عوامل طارئة أو متحركة.