ليديا أبو درغم - خاصّ الأفضل نيوز
غرق الكيان الصهيوني في وَحل عدوانه على لبنان، الذي سيتحول إلى كارثة بحسب الإعلام الأميركي، الذي عنونت صحفه أن "تل أبيب أمامَ مفترق طرق، محذرةً الصهاينة من الغطرسة كما أسمتها، وتوسيعِ الحرب، وما ينتظرهم صعبٌ جداً، والمعنويات التي كسبوها من الاغتيالات لقيادات "حزب الله" سرعان ما ستبدّدها خسائر الميدان مع توسيع الرقعة الجغرافية للإشتباك.
لقد رفعت "إسرائيل" منسوب المخاوف من الخطط التي تبيتها في حربها في لبنان عندما وسعت دائرة المناطق التي يقصفها طيرانها يومياً، بعد تحويل العمليات العسكرية للمقاومة من حيفا إلى المطلة وكريات شمونة ما يمثّل استراتيجياً تقدماً بالأهداف التي وضعتها المقاومة في لبنان حتى الوصول إلى الهدف الأخير وهو إنهاك الكيان وإهلاكه وهو ما يؤكّده اضطرار البنتاغون للحضور إلى تل أبيب بعسكرِه ومنظومات "ثاد" المضادة للصواريخ الباليستية بهدف تعزيز دفاعات "إسرائيل" الجوية تحسباً لرد قوي من إيران وتعكس في الوقت نفسه خسائر مُنيت بها "إسرائيل" في ضربتي نيسان الماضي والأول من تشرين الأول.
على هندسة القائد الشهيد "على طريق القدس" السيد حسن نصرالله، تشتعل الجبهة في كلّ محاورِها بعمليات نوعية على امتداد الليل والنهار، ما يجعل العدو الصهيوني عاجزاً عن تحقيق أي خرق يُذكر على محاور الاشتباكات الحدودية، إضافة إلى فشله في التصدي لموجات الصواريخ التي بقيت تضرب قواعده ومواقعه العسكرية والحيوية، من الحدود حتى جنوبي حيفا وشمالي تل أبيب، وعكا وصفد وطبريا وكريات شمونة وعشرات المواقع والمستوطنات في الجليل والجولان.
وجاء هذا التصعيد النوعي الخطير ليضفي مزيداً من الشكوك حول الجهود الديبلوماسية الناشطة من أجل التوصل إلى وقف للنار في لبنان الذي لا يزال يبدو بعيد المنال وسط اشتداد حرارة المواجهات الميدانية علماً أن اللافت في هذا الجهود يتمثل في ارتفاع ملحوظ في وتيرة الاتصالات الأميركية والفرنسية مع الجانب اللبناني والإيراني في ما يعكس القلق الغربي من اتساع الحرب في لبنان.
في ظل ثبات أسطوريّ لمواقع المقاومة على طول الجبهة الحدودية الممتدة بطول 120 كلم، والفشل المتمادي لجيش الاحتلال في إحداث أي اختراق، وبدء ظهور علامات التعب والوهن والخوف على جيش الاحتلال ومستوطني الكيان والتساؤل عن موعد توقف الصواريخ وعودة المهجّرين، تقف "إسرائيل" عند مفترق طرق: القبول بوقف إطلاق النار والتراجع عن توسعها بريّاً أو التعنت والجموح باستمرار عدوانها ما يضعها أمام السؤال الذي يطرح نفسه، كم ستتحمل من الاستزاف المتواصل؟.