كريستال النوّار - خاصّ الأفضل نيوز
قصفٌ وأخبار وتحليلات على مدار السّاعة مع صور وفيديوهات مُرعبة للدّمار والقتل الوحشي، بالإضافة إلى خطر مُتنقّل ومُستقبل مجهول..
هكذا تُلخَّص يوميّاتنا في الفترة الأخيرة، و"البطل" هو مَن يستطيع النّوم أكثر من 3 أو 4 ساعات متواصلة.
وسط ما نعيشه، تبدو كلمة "قلق" خفيفة جدًّا و"نيّال يلّي بعدو بعقلاتو".
فالتعرّض المُستمرّ للضّغط النّفسي يُدمّر الصحّة الجسديّة والنفسيّة والعقليّة، إذ يزيد من الشّعور بالتّعب والإجهاد ويحدّ من مستوى التركيز، مع مجموعةٍ من الأضرار التي تؤذي الدّماغ وتنعكس سلباً على النّشاطات اليوميّة الروتينيّة البسيطة..
وطبعاً على النّوم!
هذا ما يقوله الصّيدلي بسّام لموقعنا، لافتاً إلى أنّ "عدداً هائلاً من الزّبائن يأتي يوميًّا لشراء أدوية مُهدّئة شائعة أو مُكمّلات غذائيّة تُساعد على الاسترخاء والنّوم.. وأسمع دائماً عبارة "ما عم نام.. عطيني أيّ دوا شو ما كان".
ويقول بسّام إنّ نسبة مبيع هذه الأدوية كبيرة جدًّا و"ما عم نلحّق".
ومَن لا يجد طلبه في الصّيدلية، يتصفّح هاتفه وإذ تتوالى المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي عارضةً لأنواعٍ من العلكة والأقراص بنكهاتٍ عدّة وفق الطّلب. ويحتوي بعض هذه الـ gummies على "الميلاتونين" وهو هرمون يؤدّي دوراً في عمليّة النوم، أو مواد مُهدّئة مثل الأشواغاندا التي تُساعد في تخفيف القلق وخفض مستويات الكورتيزول الذي يُعرف بهرمون الإجهاد، أو خل التفاح apple cider vinegar بهدف الحفاظ على الطّاقة والتّقليل من التّعب والإرهاق. مع العلم أنّ الأسعار تتراوح بين الـ 20 و30 دولاراً مع تسهيلات وتخفيضات "buy 1 get 1 free" أو خدمة توصيل مجّاني إلى المنازل.
في هذا الإطار، تُشير الاختصاصيّة النفسيّة كريستينا نخلة إلى الاتّجاه الشّائع والملحوظ نحو مكمّلات الميلاتونين وأقراص الأشواغندا من دون وصفة طبيّة و"كيف ما كان كرمال تزبّط نومها"، وهذا ما لا تنصح به أبداً.
وتشرح نخلة في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز"، أنّ "النّوم مرتبط بالصحّة النفسيّة بشكلٍ كبير، ولذلك يُلاحظ البعض تراجعاً في اضطرابات النّوم بعد تناولهم هذه الأقراص، بالإضافة إلى تحسّن في صحّتهم النفسيّة وتراجع التوتّر والقلق، فيستمرّون في تناولها"، مُشدّدةً على أنّ "هذا ليس حلاً، وهو يُمكن أن يكون طريقة موقّتة ولفترة محدودة لتنظيم دورة النّوم، وتحت إشرافٍ طبّي، ولكن لا يجوز الاعتياد عليها لتُصبح عادة يوميّة ومستمرّة".
كذلك، فإنّ الدراسات ما زالت جارية حول إمكان تسبّب هذه الأقراص بعوارض جانبيّة مضرّة على المدى البعيد، كما أنّ البعض قد يأخذها ويعتاد عليها من دون أن يستفيد أو قد يتفاعل جسمه معها بطريقة غير مرغوب بها، كما تقول نخلة.
وتُضيف: "يجب الانتباه أيضاً لأنّها يُمكن أن تُسبّب تداعياتٍ صحيّة سلبيّة إذا تعارضت مع أدوية أخرى يتمّ استهلاكها، مثل مشاكل في المعدة، حساسيّة، أو ردّة فعل أخرى بحسب كيفيّة تفاعل الجسم، وزيادة التّعب والإرهاق والنّعاس الدائم، انخفاض مستوى السّكر بالدم، ومشاكل هرمونيّة.
لذلك فإنّ اللجوء إلى هذه المكمّلات يجب أن يكون تحت إشرافٍ طبي ضمن وصفةٍ واضحة تُحدّد الكمية وأوقات أخذ الأقراض مع اتّباع هذه النّصائح بدقّة ومسؤوليّة".
الوضع صعبٌ جدًّا ويفوق القدرة على التحمّل، ولكن الاندفاع إلى حلولٍ غير صحيّة لا يُجدي نفعاً بل يزيد الطّين بلّة.
لذلك، تنصح نخلة بعلاج التوتّر والقلق وكلّ المشاعر السلبيّة من جذورها واللجوء إلى اختصاصي بالصحّة النفسيّة لتشخيص الحالة وإيجاد العلاج المناسب لها، لأنّ كلّ حالة تختلف عن الأخرى. وتُشدّد على أنّ العلاج بالأدوية يجب أن يتزامن مع علاجٍ نفسيّ عند اختصاصي لكي يُعطي النتائج المرجوّة.