أماني النّجار - خاصّ الأفضل نيوز
تعجّ مراكز إيواء النّازحين بمئات المدنيّين الذين يواصلون الفرار من القصف والمعارك تاركين مُدنهم وقُراهم.
ومع حلول فصل الخريف تكثر الأمراض خصوصًا الإنفلونزا والربو، فما بالكم بالوضع الصّحي مع تواجد أعداد كبيرة ضمن مكان مغلق ومكتظ.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع أحد أعضاء لجنة حركة دعم الإنسانية السّيد بلال سعيد وقال: "تتضمّن مدرسة مكسة ١٢٠ نازحًا موزّعين على ١٢ غرفة أي بمعدل ١٠ إلى ١٥ فردًا في الغرفة الواحدة، علمًا أنها تتّسع ل ٨٠ شخص فقط، وهذا ما يشكّل ضغطًا كبيرًا على المبنى لناحية تأمين المراحيض والمستلزمات، وقد واجهنا تحدّيات عدّة لتأمين حاجاتهم من المياه؛ لأنّ المدرسة لم يكن فيها سوى خزانين للمياه، ما اضطرنا لتأمين ثلاثة إلى أربعة صهاريج يوميًّا، إلى أن قدّمت البلدية ثلاثة خزانات إضافية ما ساهم في حل المسألة جزئيًّا، كما نواجه مشكلة التّعقيم في الغرف خوفًا من حدوث حالات جرب أو انتشار للقمل؛ لأنّ جميع الجمعيات التي تواصلنا معها لا تقدّم سوى الطعام والفرش والحرامات، وعليه قُمنا بتأمين مواد التّنظيف من خلال لجنة الدّعم التي أسّسناها منذ سنتين من أجل دعم الأُسر الفقيرة".
وأضاف: "تواصلنا مع إحدى الجمعيات التي قدّمت سخّان مياه "أوربت" يعمل على المازوت من أجل الاستحمام، إلّا أنّ كلفة المازوت لتشغيله مرتفعة وليس هناك من يؤمّن هذه المادّة نظرًا لعدد النّازحين الكبير في المدرسة، إضافة إلى حاجيات أُخرى قُمنا بتأمينها على نفقتنا كلجنة، مثل الثّياب الداخلية والأدوية وحليب الأطفال وأسطوانات الأوكسيجين لإحدى النّساء النّازحات، علمًا أنّ مستوصف مكسة قام بتأمين جزء مهم من الأدوية التي يحتاج النّازحون إليها".
وفي حديثٍ مع السّيدة فاطمة (نازحة في مدرسة مكسة) لموقعنا قالت: "إنّ الوضع مأساوي جدًّا، يشترك الجميع بدورتي مياه فقط، وهذا يتطلّب الانتظار لوقت طويل لقضاء الحاجة، أمّا الغسيل فهو يدويّ وهناك نقص في الملابس خصوصًا الملابس الدّاخلية، ونعاني أيضًا من تداخل أصوات الأحاديث وأصوات لعب الأطفال، كما أنّنا مللنا من الأكل الجاهز فأشتهي أن نعود إلى منزلنا ونلتف حول مائدتنا".
إنّ بعض المنظمات والجمعيات في لبنان التي تعمل تحت عناوين إنسانيّة، هي على اتّصالٍ مباشر بالنّازحين وتعمل على إغاثتهم.
في هذا الصدّد، تحدّث موقعنا مع مؤسّس الجمعية اللّبنانية للدراسات والتّدريب الدكتور رامي اللّقيس وقال: "منذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان وحتى ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٤، نفذّت الجمعية اللّبنانية للدراسات والتدريب (LOST) المبادرات الإنسانية التالية:
توزيع الوجبات الساخنة: ١٧٣،٢١٤
- بعلبك: ٤٩،٥٥٥ وجبة
- عرسال: ٩،٥٠٢ وجبة
- دير الأحمر: ٤٧،٨٧٤ وجبة
- زحلة: ٢٣،٤٧٠ وجبة
- العين والفاكهة: ٢٧،٦٥٧ وجبة
- القاع: ١٥،١٥٦ وجبة
دعم المياه والمستلزمات غير الغذائية:
- ٧٠٠،٠٠٠ ليتر من المياه للاستخدام المنزلي
- ١،٢٩٠ فرشة نوم
- ١٠٠٠ حصة غذائية للعائلات في بعلبك
- ١،٥٣٠ بطانية
- ٥٠٠ مخدة
- ١،١٠٨ حصة من مستلزمات النّظافة الشّخصية
- ٢،٧٦٣ حصة من عدة الشّتاء
- ٥٠٠ حصة من عدة الأطفال
- ٣٥١ حصة من المستلزمات النسائية
- ٢٠،٣٠٠ عبوة مياه للشرب
الحماية والدعم التعليمي:
- تقديم دعم نفسي واجتماعي لأكثر من ٣،٥٠٠ طفل
- ٥٠٠ حصة من المستلزمات التعليمية والترفيهية للأطفال".
وأضاف: "تأتي هذه الجهود في إطار دعم الجمعية للأفراد النازحين في مراكز الإيواء والمنازل في محافظتي بعلبك-الهرمل والبقاع".
يبقى السّؤال الذي طالما يراودنا، إلى متى سيبقى هذا الوطن جريحًا؟
علينا أن لا نعتاد المشهد وأن لا نرضخ ولكل يوم آخر مهما بدا من غير آخر.