حمل التطبيق

      اخر الاخبار  التحكم المروري: حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎الضبية باتجاه ‎ذوق مكايل وصولا حتى ‎جونية   /   سرايا القدس: قصفنا مع كتائب القسام بقذائف الهاون تجمعًا لجنود وآليات العدو الصهيوني عند مدينة حمد شمال خان يونس   /   المتحدث باسم وكالة تنسيق الشؤون الإنسانية: قطاع غزة هو أكثر بقاع الأرض جوعًا   /   المتحدث باسم الوكالة الأممية لتنسيق الشؤون الإنسانية: مراكز المساعدات الجديدة في غزة مصائد موت   /   إعلام إيراني: مقتل العالم النووي سليمان سليماني بضربات إسرائيل الأخيرة   /   الطائرات المسيرة الإسرائيلية لا تزال تحلق على مستويات منخفضة في سماء النبطية جنوب لبنان   /   إدارة محطة زابوروجيا النووية: مسيرة أوكرانية استهدفت عددًا من موظفي المحطة على بعد 350 مترًا من وحدة التشغيل   /   انفجارات في مدينة سمار شرقي أوكرانيا بعد رصد صواريخ فرط صوتية   /   "نمد يد المساعدة".. مراد يهنئ قيادة اتحاد بلديات قلعة الاستقلال   /   الجيش الإسرائيلي: هاجمنا موقعا لحزب الله بمنطقة جبل البوفور جنوب لبنان   /   التحكم المروري: قتيل نتيجة حادث إنقلاب صهريج على طريق عام ضهر البيدر باتجاه بحمدون وحركة المرور كثيفة في المحلة   /   النائب ‎بلال عبدالله لـ"الجديد": أي سلاح في الداخل يجب أن يُسلّم إلى الدولة اللبنانية   /   غارة إسرائيلية جديدة في محيط الغارات السابقة في علي الطاهر   /   غارات إسرائيلية على التلال المحيطة بمدينة النبطية   /   سلسلة غارات يُسمع دويها في أرجاء الجنوب   /   حزب الله: شهادة الحاج رمضان هي وسام فخر لطريق القدس وفلسطين وبشارة نصر   /   حزب الله: نتقدم بأحرّ تعازينا إلى إيران باستشهاد القائد الكبير مسؤول ملف فلسطين والقدس في منطقتنا اللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)   /   حزب الله: الحاج رمضان سَخّر كل طاقاته وإمكاناته في سبيل خدمة المقاومة الفلسطينية   /   بلدية بيروت عبر"إكس": إطلاق حملة رش مبيدات وتعقيم مستوعبات نفايات في مناطق عدة في العاصمة ضمن جهود تحسين النظافة والصحة العامة   /   فنيش: : الحرب التي شنت على إيران أثبتت ألّا قيمة للمنظمات الدولية والرهان عليها   /   الوزير السابق محمد فنيش لإذاعة النور: واجهت إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية التحديات والحصار المفروض عليها وخرجت أكثر قوة   /   هآرتس: مقاولون يتلقون 5 آلاف شيكل لهدم كل منزل في غزة وكل دقيقة تمر بلا هدم يعتبرونها خسارة   /   سلاح الجو الأوكراني: روسيا أطلقت علينا الليلة الماضية 8 صواريخ و363 مسيّرة   /   ماكرون: ندعو إيران لعدم استئناف التخصيب   /   ماكرون: سنتخذ إجراءات مضادة إذا فرضت أميركا علينا رسومًا بنسبة 10%   /   

رهان النصر المحتوم

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كتب نجيب نصر الله في لأخبار

 

غير بعيد عن هدف المقاومة المرحلي بـ«إيلام العدو» وتكبيده الخسائر، يبدو أن ألم بعض اللبنانيين جراء الضربات التي تنزلها المقاومة بجيش العدوّ أكبر من ألم العدوّ نفسه. وإنّ تأثر هذا البعض، المعلن بالكلمة والصوت والصورة، بأخبار ما يسمّيه العدوّ، تخفيفاً من الوطأة، بـ«الحدث الصعب»، يفوق التأثر الصهيوني نفسه، وفي أحيان غير قليلة يتقدّم عليه. ألم هؤلاء، وهم قلّة قليلة فاقدة لسويّة الإنسان وفطرته، وتأثّرهم المشين جراء الخسائر التي تلحق بالعدوّ، يأتي في امتداد سقوط أخلاقي وقيمي ووطني وإنساني سابق على العدوان وهمجيته. بل هو، في جوهره، سقوط مساعد له ومساهم فيه، وامتداد للسقوط الموثق بالأسماء والأفعال خلال عدوان ٢٠٠٦. وهو في واحد من جوانبه الكثيرة ترجمة أمينة واستبطان واع وغير واع لخسّة تكوينية أصيلة لا علاج لها إلا... بالكيّ الثوري الذي لا يجب أن يتأخر أكثر مما تأخر. والخسّة هذه، تعود، في جذورها العميقة، إلى خليج الأسن والعفن. أي صحراء البداوة التي تخصّصت بالتآمر على عموم العرب، ورعت واستنبتت ثقافة الموت الوهابي المقيت التي غزت الحواضر العربية من بغداد إلى القاهرة، مروراً بدمشق وبيروت، فعطّلت التقدم وسمّمت الوعي وضربت العمران ونالت من الاقتصاد وشوّهت الثقافة ولوّثت الأدب وصحّرته. فالخليج المتآمر على فلسطين اليوم، والمشارك، غير المستتر، في الحرب على أهل غزة والضفة ولبنان وسوريا والعراق، هو الخليج ذاته الذي موّل إسقاط مصر جمال عبد الناصر، وهو الخليج نفسه الذي شارك في تحطيم العراق وتفجير وحدته، وهو الخليج نفسه الذي خرّب سوريا وأفقر شعبها وشتّته بين المنافي، والذي ساهم في تدمير ليبيا وشلّ قدراتها، وهو الخليج نفسه الذي مدّ ويمدّ أياديه الخبيثة إلى لبنان في محاولة جديدة ومتجددة لإشعال الفتنة بين أبناء الشعب الواحد بهدف واحد أحد: ملاقاة الحرب الأميركية - الإسرائيلية الهمجية. فصمود المقاومة والعجز الإسرائيلي المشهود في الميدان وتعاظم خسائر جيشه تشكل عناصر إقلاق وخوف تدفع بهذا الخليج مجدداً إلى لعب ورقة الفتنة التي لا يجيد غيرها، لكن يفوتهم أن المقاومة حاضرة ومتنبّهة ولن تسمح لأيٍّ كان بإلهائها ولا بحرفها عن بوصلة المواجهة مع العدو.

 

ففي خليج الأسن والعفن هذا، ثمة من يرقص على الدماء. وثمة من يستثمر في الجراح. وثمة من يبيع في الأوجاع، وثمة من يشتري بالدموع، وثمة من يتاجر بالعذابات، وثمة من يستعذب الخنوع، وثمة من يستطيب الهوان، وثمة من يزيّن الاستسلام، وثمة من يموّل آلة حرب العدوّ... ومع ذلك، فإن أولوية اليوم هي أولوية المواجهة الميدانية، وردّ العدوان وتكبيد أداته الإسرائيلية المباشرة ورعاتها الغربيين أعظم الخسائر وأفدحها، وصولاً إلى هزيمته. وهي الأولوية التي تتقدم على غيرها من الأولويات.

 

الانتصار المؤكد في الميدان سيترك، ومن غير أدنى شك، أثره الإيجابي على عموم المنطقة العربية، وسيفتح أمامها أفقاً بلا حدود أو سدود. وإن نتائج هذا الانتصار سترتدّ وبالاً ليس على العدو وحسب، بل على الأتباع، كل الأتباع، من عرب الخسّة في سعودية آل سلمان، إلى أهل الوضاعة في إمارات آل زايد، مروراً بلقطاء الزمن في مصر عبد الفتاح السيسي، وصولاً إلى أيتام الارتزاق والسفالة في لبنان... إلى غيرها من ساحات وحلقات الصدأ الإنساني والقيمي والوطني.

 

الميدان هو الميدان. وهو المقرر الحاسم في مستقبل المنطقة وشعوبها. وفيه وعبره تبنى المعادلات وتصاغ الموازين. وهي المعادلات والموازين التي لن تكون إلا وفق إرادة المقاومين الصناديد في لبنان وفلسطين واليمن وسوريا والعراق الذين يخوضون أصالةً ووكالةً معركة استعادة الحق العربي ومعه الوحدة والكرامة. والثقة بالميدان ونصره كبيرة وكبيرة جداً. وهي ترقى إلى مرتبة الإيمان والقناعة الصميمة التي لا يداخلها ظنّ أو ريب.

 

إنه رهان الميدان الذي سيتحقق نصراً مؤزّراً يليق بالشهداء كما بالتضحيات، ولا رهان للمقاومين ولا لشعبهم الصابر والصامد من رهان غيره.

 

إنه رهان النصر الذي لا ريب فيه. وإن غداً منتصراً لناظره قريب.