عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
مع فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، يستعد العالم للتعامل مجددا مع شخصية غريبة الأطوار سبق له أن اختبرها في ولايتها السابقة التي امتدت من 2016 حتى 2020 وها هي تعود إلى الحكم مجددا على حساب مرشحة الحزب الديموقراطي كامالا هاريس.
أما بالنسبة إلى لبنان فستبدأ منذ الآن التكهنات بالنسبة إلى تأثير فوز ترامب على مسار الحرب الإسرائيلية وما إذا كان الرئيس الجديد سيضغط لوقفها أم سيغطيها كما فعلت الإدارة الديموقراطية.
وليس خافيا أن الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2024 انطوت على أهمية خاصة ربطا بالمعركة الشرسة التي دارت بين هاريس وترامب، وبانعكاسات هذا الاستحقاق على القضايا الدولية الإقليمية في ظل الهيمنة الأميركية على عدد من ساحات العالم ومحاولتها مد نفوذها إلى ساحات أخرى هي مسرح للنزاع بين واشنطن وخصومها.
ولكن، كيف تعامل الأميركيون من أصل لبناني في الولايات المتحدة، مع السباق الرئاسي الذي ترافق مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان؟
تؤكد شخصية فاعلة في الجالية اللبنانية في ولاية ميتشغن لـ "الأفضل نيوز" أن شريحة واسعة من أبناء الجالية امتنعت عن التصويت لكل من هاريس وترامب في موقف احتجاجي وعقابي، اعتراضا على السياسة المعتمدة منهما ومن الحزبين الجمهوري والديموقراطي حيال الشرق الأوسط، خصوصا في ما يتصل بدعمهما للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
وتلفت تلك الشخصية إلى أن تجربة الجالية مع حكم الحزبين الجمهوري والديموقراطي كانت سيئة ومحبطة، مشيرة إلى أن كلاهما كان شريكا للكيان الإسرائيلي في حروبه وفي مشاريع تصفية الحقوق الفلسطينية المشروعة، مشددة على أنه في أيام الديموقراطيين شنت إسرائيل حرب 2006 والحرب الحالية برعايتهم السياسية والعسكرية، وظهر فيلم الربيع العربي المشبوه الذي كان من إخراجهم، وفي أيام الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب تم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة وجرى الاعتراف بضم الجولان إلى الكيان وأُلغي الاتفاق النووي مع إيران وقُتل قاسم سليماني.
وتكشف الشخصية أنَّ اجتماعات عقدت بين ممثلين عن الجالية اللبنانية وفريقي ترامب وهاريس "وكنا نقول لهما إن المطلوب أمر واحد وهو وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان والكف عن تغطية نتنياهو في ارتكاباته وجرائمه لكننا لم نحصل على رد مطمئن ومقنع، فكان القرار بعدم الاقتراع لأي من المرشحَين الاثنين."
وتروي الشخصية أن لقاء عُقد كذلك مع الموفد الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين وشرحنا له موقفنا بالتفصيل، إنما من دون أي طائل.
وتضيف الشخصية: لقد رفضنا أن ننتخب أحد المرشحَين، فقط انطلاقا من النكاية بالآخر، وفضلنا مقاطعتهما معا حتى نوجه رسالة حازمة إلى الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء بأن عليهم تعديل سياستهم أو خياراتهم الخارجية والأخذ في الحسبان مواقف اللبنانيين والعرب من أصل أميركي، ونأمل في أن تعطي هذه الرسالة مفعولها ونقطف مردودها في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في الولايات المتحدة.
وتلفت الشخصية البارزة في الجالية اللبنانية إلى أن كلا من هاريس وترامب يعتبر أنَّ لـ"إسرائيل" حق الدفاع عن النفس في حين أن ما تفعله عبر عدوانها على غزة ولبنان هو ارتكاب جرائم موصوفة ضد الإنسانية بقنابل وأسلحة من صنع أميركي، "ونحن لا يمكن أن نقبل بأن نكون شهود زور على هذا الواقع."
وتوضح الشخصية نفسها أنه حين تكون المنافسة محمومة و"عالمنخار" في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كما كانت هذه المرة، تزداد أهمية الصوت العربي ومن ضمنه اللبناني لأنه يصبح عندها بيضة القبان التي قد ترجح كفة على أخرى، ومن هنا فإن خيار المقاطعة حال دون أن يستفيد المتنافسان من الفارق الذي يمكن أن يصنعه هذا الصوت.