ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
فجأة وبشكل دراماتيكي انقلب المشهد وتسارعت أحداثه، من تل أبيب التي تحرك رئيس وزرائها، فاجرى تعديلًا حكوميًّا، قاد وزير دفاعه الجديد إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس، ليستيقظ العالم على صدمة فوز دونالد ترامب، وفريقه اللبناني، في الانتخابات الرئاسية، والأهم في الكونغرس، ما يعطي الجمهوريين حرية مطلقة في الحركة، بعد أن وجه صفعتين كبيرتين، الأولى للديمقراطيين، والثانية، للدولة العميقة التي كثر الحديث عنها، والتي كانت بغالبية أطرافها داعمة لكامالا هاريس، باستثناء "سيليكون فالي" التي مال تجمعها لصالح دونالد ترامب، في مؤشر واضح إلى التغيير الحاصل في الولايات المتحدة، مع انتقال النفوذ لصالح "الدولة العميقة الجديدة" وسلاحها، "التكنولوجيا المعرفية" بدلاً من شركات النفط، وقد شكل ساحتها الأولى، الحرب الحالية ضد لبنان.
واضح من القراءة الأولى، ومن مجريات اللقاءات التي عقدت مع مسؤولين أساسيين في حملة الرئيس دونالد ترامب، أن لبنان يحظى باهتمام معين لدى الإدارة التي ستشكل قريبًا، وأن العنصر اللبناني سيكون حاضرًا بقوة، رغم أن التركيز والجهد الأساسي في المنطقة سيكون عنوانه إيران، بملفيها، النووي، من جهة، وأذرعها من جهة ثانية، وهنا أيضاً للبنان حصة كبيرة، في ظل دور "درة تاج المحور" في المنطقة.
مصادر لبنانية من واشنطن أشارت إلى أن الفريق الرسمي للرئيس ترامب سيضم عددًا لا بأس به من الأشخاص الذين سيتسلمون مواقع قيادية، من وزارة الخزانة التي ستكون صاحبة الكلمة الأساسية في إدارة الملف اللبناني في الفترة المقبلة، إلى البيت الأبيض حيث سيكون الوجود اللبناني طاغيًا، أضف إلى ذلك عددًا من المسؤولين الأميركيين الذين نسجوا علاقات شخصية مع الكثير من اللبنانيين، والذين سيكون لهم تاثير كبير في القرار، لجهة أسماء كثيرة ستطرح لبنانيًّا في الفترة القادمة.
وتشير المصادر في هذا الخصوص إلى أن المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية، السفير دايفيد شينكر، لن يتسلم أي وظيفة رسمية نتيجة ارتباطه بعقد موقع مع أحد أبرز مراكز الأبحاث الأميركية، إنما قد يكون موفدًا خاصًّا إلى بيروت، فيما سيكون السيد بولس، مدير الحملة الانتخابية، كبير مستشاري البيت الأبيض، فيما يرجح تعيين الوزير السابق مايك بومبيو رئيسًا لمجلس الأمن القومي، فيما توقعت المصادر أن تكون التعيينات "الأمنية والعسكرية" مفاجأة "العهد الترامبي".
وكشفت المصادر أن السياسة الخارجية، خصوصًا في ما خص الشرق الأوسط سبق وعمل على وضع خطوطها العريضة على مدى الستة أشهر المنصرمة والتي ستكون محورها إيران، من خلال النقاط التالية، التي في حال نفذت من شأنها أن تجعل طهران، بلداً في تناغم مع محيطه والعالم، وهي: أولًا، وقف عمليات تطوير البرنامج النووي وبرامج الصواريخ الباليستية، ثانيًا، وقف دعم "الإرهاب" وخاصة حماس، حزب الله، الجهاد الإسلامي، المليشيات الشيعية في سوريا والعراق، وجماعة الحوثي، ثالثًا، الانسحاب من سوريا والعراق، رابعًا، تسليم قيادات القاعدة الموجودين على أراضيها، خامسًا، الإفراج عن كافة المعتقلين الأميركيين لديها، سادسًا، وقف عمليات القرصنة الإلكترونية.
وتتابع المصادر، بأن القرار بالنسبة للبنان واضح ويمكن اختصاره بعبارة واحدة، "آن الأوان لإنهاء وجود كل الميليشيات الطائفية في لبنان، من جهة، وانتخاب رئيس للجمهورية من جهة ثانية، سيادي وغير فاسد، ليقود عملية إنقاذ لبنان لا إدارة أزمته، معتبرة أن الحرب الإسرائيلية يجب أن تتوقف إلا أن لذلك شروطه وتوازناته، مشككة في نجاح الإدارة الديمقراطية، في تحقيق إنجاز ما على هذا الصعيد خلال الفترة الفاصلة عن شباط القادم، مؤكدة أن فريق الرئيس ترامب سيباشر اتصالاته بإسرائيل، في هذا الخصوص.