محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
قبل صدور نتيجة الانتخابات الرئاسية في أميركا نفّذ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو انقلابه السياسي داخل حكومته، فأقال وزير الدفاع غالانت المقرب من الإدارة الأميركية برئاسة بايدن، والذي كان يُحكى عن تحضيره لتولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية في المرحلة المقبلة، فحضّر نتنياهو حكومته وحصّنها تمهيداً لوصول ترامب إلى البيت الأبيض، إلى جانب الأسباب التي تتعلق بالداخل الإسرائيلي.
وصل ترامب إلى البيت الأبيض، وسيستلم عمله بعد شهرين ونصف الشهر، وهو ما يفتح الباب أمام الكثير من السيناريوهات المرافقة لمسار الحرب في المنطقة، أفضلها أن تنتهي الحرب قبل استلام ترامب، وأسوأها أن تشتعل الحرب الإقليمية.
بحسب مصادر سياسية لبنانية متابعة فإن وصول ترامب يقدم لنتنياهو فرصة زمنية إضافية لاستكمال حربه والوصول إلى هدفه الأسمى بضرب إيران، وتُشير عبر "الأفضل" إلى أن أفضل سيناريو هو أن يساهم الميدان اليوم بجرّ نتنياهو إلى طاولة التفاوض، ووقف الحرب قبل أسابيع من وصول ترامب، علماً أن الإدارة الأميركية الحالية برئاسة بايدن ستسعى لنزع وقف الحرب، لكن تأثيرها سيكون شبه معدوم، فما لم يتمكن بايدن من فعله قبل الانتخابات الرئاسية، سيكون من الصعب عليه فعله بعد فوز ترامب والجمهوريين.
السيناريو الثاني بحسب المصادر هو أن يُقدم نتنياهو على استفزاز إيران أكثر، وتصعيد حربه على جبهات الحلفاء، وأن يكون قد جهز لإيران مفاجآت تشبه ما قام به مع حزب الله في لبنان، وتُشير المصادر إلى أن الإيرانيين اليوم في وقت صعب وظروف معقدة فما راهنوا عليه سابقاً وتحملوا لأجله كل الضربات القاسية كان لأجل الانتخابات الأميركية والتعويل على فوز الديمقراطيين، وبالتالي فإن حسابات الرد الإيراني على إسرائيل ستكون معقدة للغاية هذه المرة.
بحسب المصادر فإن المقاومة في لبنان كانت وصارت أشد اقتناعاً بأن نتنياهو لا يريد وقف الحرب في هذه المرحلة، وبعد وصول ترامب أصبح الأمر أكثر وضوحاً، وبالتالي فإنه بالنسبة إليها لن يوقف نتنياهو سوى الميدان وجلب الألم لإسرائيل، وهنا الحديث عن جبهة لبنان وكل باقي الجبهات الأخرى، لذلك تتوقع المصادر أن تكون المرحلة المقبلة شديدة القساوة، دون التعويل على الأميركيين وما يُحكى عن زيارة سيجريها المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى تل أبيب خلال الأيام القليلة المقبلة.
وترى المصادر أن الحسابات باتت واضحة، وهي عبارة عن حرب إسرائيليّة لتغيير الشرق الأوسط وينبغي التعامل معها ومواجهتها على هذا الأساس، فهي ليست متعلقة بجبهة واحدة فقط.
بالنسبة إلى المقاومة فإن الانتخابات الأميركية لن تؤثر على المشهد العام في وقت قريب، لذلك سيكون التركيز خلال المرحلة المقبلة على الميدان العسكري قبل الميدان السياسي الذي لم يحن وقته بعد.
تعيش المنطقة اليوم أخطر مرحلة في تاريخها الحديث، وترى المصادر أن هذه المنطقة عالقة اليوم بين مخطط إسرائيل وأميركا لتغيير المنطقة، ومن يرفضون هذا المشروع ويهدفون لإفشال مشروعه، وما بين رغبة نتنياهو ووعود ترامب فترة زمنية صعبة مفتوحة على كل الاحتمالات.