جهاد مراد - خاصّ الأفضل نيوز
يبدو أنه لا يعرف مع من يتعامل ، هذه أمور "ما بتمشيش معنا ".. بهذه الكلمات اختصر الرئيس نبيه بري موقفه من المقترح الأميركي لوقف العدوان الصهيوني على لبنان.
والحال، أكثر من تصريح للرئيس نبيه بري أكد فيه أن القرار الأممي ١٧٠١ يَجُبُّ ما قبله، ولبنان متمسك بتطبيقه دون زيادة أو نقصان؛ بمعنى أنَّ تقمُّص الـ ١٧٠١ للـ ١٥٥٩ أو ١٦٨٠ لا يعدو كونه تشاطرٌ صهيوني مكشوف ومناورة خرقاء لن تأخذ لبنان وتضحيات شعبه وإنجازات مقاومته إلى ضفة التنازلات والهوان والاستسلام لسببين، أولا: شخصية الرئيس نبيه بري غير القابلة للكسر أو الخضوع للتهويل، والمعروف عنه صلابة موقفه المتمسك بالحقوق القومية للبنان ومصالحه السيادية .
السبب الثاني : رهان الرئيس نبيه بري على الميدان، وثقته بالقبضات الفولاذية الممسكة بجدارة واقتدار وبسالة عَزَّ نظيرها بناصية عدة القتال، ناهيك عن الروح التي تقاتل على الجبهات، تصنع التحولات وتصوغ الانتصارات وتجهض بالدم القاني مخططات العدو الصهيوني وأهدافه المضمرة والمعلنة.
لقد كان حاسمًا قاطعًا موقف الرئيس نبيه بري لجهة رفض لجنة الإشراف على تطبيق الـ ١٧٠١ والتي تضم عددًا من الدول الغربية، والتي شكلت عقدة تفاوضية حتى اللحظة.
باختصار شديد الـ ١٧٠١ بكامل مندرجاته وتطبيقاته -سواء في لبنان أو على الجانب الآخر الملزم للدولة العبرية- لن يخضع لابتزاز العدو الإسرائيلي؛ لأن الأخير يُسوِّف ويماطل ويخادع ويكسب الوقت لممارسة أقصى حدود ساديته وإجرامه لإلحاق الأذى المعنوي والنفسي والمادي بجمهور المقاومة، وتراه يلحس مبرد الاستنزاف المتراكم ظنًّا منه أن إيلام اللبنانيين سيعدِّل من مواقفهم أو يبدِّل من قناعاتهم، بل على العكس، العدو الصهيوني يتألم في أمنه واقتصاده والهجرة المعاكسة تؤرقه.
إنه كماشٌ قويٌّ عنوانه من " يصرخ أولاً " في خضم حرب ضَروس، والرئيس نبيه بري ذراعه راسخة لم ولن تهتزَّ، والعدو في نهاية المطاف سيجبَر على تقديم تنازلات لأن استدامة الحرب رغم أكلافها على لبنان إلا أنها تُحمِّل النكبة لكيان يعتاش على الصدقة الغربية التي لن تدوم لترتدَّ على أميركا والغرب الجماعي مديونية وتضخمًا اقتصاديًّا هي واقعة أصلًا.
بالتالي لا تعديلات على الـ ١٧٠١، لا حرية استباحة جوية للبنان، لا معاهدة سلام، لا تفريط بالسيادة اللبنانية، لا قوات متعددة الجنسيات خبرناها في الثمانينات ولا حدود آمنة للعدو مجانا لذا الـ ١٧٠١ إمَّا أن يُطبَّقَ بحذافيره أو فلينتظر العدو الصهيوني ١٧٠١ وسنة حتى يحلم بالأهداف التي وضعها نصب عينيه....." راقبوا الميدان ".