عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
ليس خافيًا أن روسيا تشكل رقما صعبا في المعادلات والتوازنات الدولية والإقليمية، لكن واشنطن مصرة على التعامل مع هذا الرقم وفق معادلة "الطرح" أو "الضرب" في سياق سعيها إلى توسيع نفوذها ومواجهة أي عقبة تعترضه.
والأكيد أن مصلحة منطقتنا تحديدا تقتضي وجود عالم متعدد الأقطاب، يرتكز على التوازن بين القوى الدولية بعيدا عن أي أحادية أو وكالة حصرية، لأن من شأن ذلك أن يعزز فرص الاستقرار المستدام والتسويات المتوازنة.
وضمن هذا السياق، تؤكد مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في موسكو لـ"الأفضل نيوز" أن روسيا هي لاعب أساسي في المنطقة ولا يمكن تجاوزها، على رغم من المحاولات الأميركية المستمرة لتجاهل دورها.
وأشارت إلى أن زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر موفدا من نتنياهو لموسكو أخيرا إنما تشكل دلالة واضحة على حيوية الدور الروسي في الإقليم، خصوصا أن للروس حضورا وازنا في سوريا بكل ما تمثله من موقع محوري في الجغرافيا السياسية.
وأوضحت المصادر أن هناك ارتياحا روسيا في العلن والسر لفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لافتة إلى أن الروس يعتبرون أن بإمكانهم التفاهم مع ترامب خلافا لما كان عليه الوضع في ولاية جو بايدن.
وكشفت المصادر عن أن هناك نحو 21 ألف عقوبة أميركية وأوروبية مفروضة على كيانات وشخصيات مختلفة في روسيا التي لا تتوقع بطبيعة الحال أن يتم رفع تلك العقوبات بمجرد تسلم ترامب سدة الرئاسة رسميا في 20 كانون الثاني المقبل، لكنها ترجح أن يقلص على الأقل التمويل اللامحدود الذي تحصل عليه أوكرانيا في إطار الدعم الغربي لها في مواجهة موسكو.
وكشفت المصادر عن أن إدارة بايدن مدت أوكرانيا منذ بداية الحرب مع روسيا بنحو 200 مليار دولار توزعت بين شحنات أسلحة ومساعدات مالية، فيما وصلت نسبة دعم تحالف الناتو لها إلى 50 مليار دولار تقريبا.
ولفتت المصادر إلى أن ترامب يرفع شعار "أميركا أولا" وكل المؤشرات تفيد، تبعا للتقديرات الروسية، بأنه سيبني سياساته على أساس هذه القاعدة.
وأشارت المصادر الواسعة الاطلاع إلى أنه من غير المتوقع في حسابات موسكو أن يدفع ترامب في اتجاه وقف الحرب الأوكرانية - الروسية على الفور وفق شروط الكرملين، ولكن هناك انطباعًا في موسكو بأنه من الممكن الوصول معه إلى صفقة مقبولة وهذا ما يميزه عن بايدن الذي ساهم عبر قراراته في تصعيد التوتر مع القيادة الروسية.