مريم حرب - خاصّ الأفضل نيوز
من دون أي إنذار مسبق، شنّ الطيران الإسرائيلي غاراته على مراكز الدفاع المدني. بعد مركز دردغيا في قضاء صور، طالت مركز بعلبك، ليرتفع عدد الشهداء إلى 27 شهيدًا و76 جريحًا في مجمل الغارات التي طالت مراكز وآليات الدفاع المدني أثناء تأدية العناصر لواجبهم،
الغارات على مركزي دردغيا وبعلبك تطرح علامات استفهام حول خلفية الاستهداف.
يجهل الدفاع المدني سبب استهداف مراكزه في أكثر من منطقة، وأكّد رئيس قسم التدريب في الدفاع المدني، نبيل صالحاني في حديث لموقع "الأفضل نيوز" أنّ "المراكز معروفة والآليات تحمل شعارات الحماية المدنية الدولية المعترف بها دوليًا ولبنان موقّع على معاهدات لعدم التعرّض لعناصر الدفاع المدني وبالتالي استهداف المراكز يشكلّ انتهاكًا للاتفاقات الدولية".
فاستهداف الدفاع المدني والأجهزة الصحيّة الطبّية وسيارات الإسعاف يشكل خرقًا للقوانين الدولية ولاتفاقية جنيف التي تفرض على كل الأطراف المسلحة خلال النزاعات والحروب عدم قصف هذه الأجهزة.
وسبق أن تقدّمت الحكومة اللبنانية بشكوى ضدّ إسرائيل عقب الغارة التي استهدفت مركز الدفاع المدني في دردغيا، إلّا أنّه حتى هذه اللحظة مصير هذه الشكوى كمصير الشكاوى التي رفعها لبنان إلى مجلس الأمن بالانتهاكات الإسرائيلية والتي لم تلق أي تجاوب.
وكانت إسرائيل تذرّعت بأن المراكز الطبية وسيارات الإسعاف التي تستهدفها تخفي أسلحة ومسلحين، لتبرّر إجرامها بحق عناصر مهمّتهم إنقاذ الناس ومساعدتهم.
ولفت صالحاني إلى أنّه وفي ظلّ العدوان المستمرّ على لبنان، يؤازر اللبنانيون عناصر الدفاع المدني عقب أي غارة لانتشال الجرحى والبحث عن مفقودين أو شهداء تحت الركام، خصوصًا أنّ الإمكانات المتوفرّة بيد العناصر ضئيلة جدًّا ولا تلبي الحاجات على الأرض".
إلى الأزمة الاقتصادية التي صعّبت مهام الدفاع المدني لناحية تأمين المعدّات اللازمة وصيانة الآليات، دمّرت الحرب 32 مركزًا بشكل كلّي أو جزئي ما دفع بالمديرية العامة إلى إعادة نشر عناصرها في مراكز بعيدة نسبيًّا عن القصف حفاظًا على سلامتهم، إضافة إلى تدمير 45 آلية.
ممّا لا شكّ فيه أنّ استهداف مراكز الدفاع المدني يندرج في إطار إعاقة عمليات الإنقاذ والإسعاف وسط صمت دولي مريب. ورغم كلّ الصعوبات ونقص المعدات، لا يزال عناصر الدفاع المدني يقومون بالمهمّات الموكلة إليهم بكل تفانٍ غير آبهين بالمخاطر المحدقة وهدفهم الوحيد إنقاذ الأرواح.