حمل التطبيق

      اخر الاخبار  هيئة بث العدو: الخلاف الأساسي في المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و"اسرائيل" يتمحور حول عضوية فريق مراقبة تنفيذ الاتفاق   /   زيلينسكي: لا يمكن استعادة شبه جزيرة القرم إلا بالدبلوماسية   /   التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من جسر الكولا باتجاه نفق سليم سلام   /   جيش العدو يوجه انذارًا عاجلًا إلى سكان ٣ قرى في ‎جنوب لبنان   /   جيش العدو: مقتل جندي من لواء غولاني في معارك جنوبي لبنان   /   ‏القناة 12 العبرية: التقديرات تشير إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما للتوصل إلى اتفاق مع لبنان   /   تحليق للطائرات المسيّرة المعادية على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت ومحيطها   /   جيش الاحتلال يصدر انذار بإخلاء مبان في حارة حريك بالضاحية الجنوبية   /   مراسلة الأفضل نيوز في البقاع: تحليق مسير على علو منخفض فوق منطقة البقاع الغربي   /   مراسل الأفضل نيوز: غارة معادية على بلدة البص -صور استهدفت منزل جهاد طه المسؤول في حركة حماس في مخيم البص - صور   /   غارات معادية تستهدف بلدتي الشعيتية والشهابية قضاء صور   /   انتهاء لقاء المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين مع الوزير رون ديرمر وقد وصف اللقاء من الجانب "الإسرائيلي" بأنه "بناء"   /   القناة 12 العبرية عن بيانات وزارة الصحة: زيادة استهلاك الإسرائيليين للأدوية النفسية خلال الربع الثالث من 2024   /   القناة 12 العبرية: بيانات وزارة الصحة تشير إلى تدهور خطير في الحالة النفسية للإسرائيليين   /   بوريل: هناك حدود لحق الدفاع عن النفس ومستوى الدمار في ‎غزة لا يبرره حق الدفاع عن النفس   /   معاريف: التحقيقات تشير إلى مسؤولية قائد لواء غولاني بالسماح للباحث الإسرائيلي بالدخول إلى جنوب لبنان   /   المقاومة الإسلامية: استهدفنا تجمعًا لجنود جيش العدو في محيط موقع السماقة بصليةٍ صاروخيّة   /   بلينكن: نعلن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 275 مليون دولار   /   المقاومة الإسلامية: استهدفنا تجمعًا لجنود جيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة ‎الخيام بصليةٍ صاروخيّة   /   غارات معادية تستهدف بلدتي كفرصير وشبعا جنوبي ‎لبنان   /   السيناتور الأميركي بيرني ساندرز: أغلبية الشعب الأميركي تعارض إرسال مزيد من الأسلحة لتمويل آلة حرب نتنياهو   /   هيئة بث العدو: نحو 300 ألف إسرائيلي سيطلبون العلاج النفسي بعد الحرب على غزة   /   إعلام العدو: بالإضافة إلى إصابة قائد لواء جولاني بجروح متوسطة أُصيب قائد سرية في الكتيبة 13 التابعة للواء جولاني بجروح خطيرة في نفس الاشتباك   /   إعلام العدو: إصابة قائد لواء غولاني بجروح بعدما فتح عناصر "حزب الله" النار عليه جنوبي لبنان   /   جيش العدو: مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال معركة جنوبي لبنان   /   

احتفالٌ مُعلّقٌ حتّى إشعارٍ آخر: رعبٌ صامتٌ وتجاهلٌ مُريع!

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كريستال النوّار - خاص الأفضل نيوز

 

غداً، في 20 تشرين الثاني، تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للطّفل وهو يوم عالمي "من أجل الأطفال"، وفرصة سنويّة لإعادة إلزام أنفسنا بالحماية العادلة لحقوق كلّ فتاة وفتى. 

 

في هذا اليوم، يتّحد الأطفال في كلّ أنحاء العالم لرفع أصواتهم تضامناً مع الأطفال الأكثر حرماناً وضعفاً في العالم.

 

هذا الاحتفال مُعلَّقٌ حتّى إشعار آخر في لبنان بسبب الحرب، وخصوصاً بعدما أُعلن أنّ أكثر من 200 طفل استُشهدوا خلال شهرين جراء العدوان الإسرائيلي العنيف. عن أيّ احتفالٍ وأيّ يوم عالمي وسط المجازر التي تُرتكب يوميًّا؟

 

التأثير خطير على الأطفال، فقد أصبحت علامات الاضطراب النفسي مُقلقة وواضحة بشكلٍ متزايد، والأكثر إثارة للقلق أنّ الازدياد في عدد الأطفال الذين يُقتلون بهذه الوحشيّة بات لا يُثير أيّ ردّة فعل لدى أصحاب النّفوذ.

 

في هذا الإطار، يكشف المتحدث باسم "اليونيسف" جيمس إلدر أنّ "ما يزيد عن 3 أطفال قُتلوا في متوسّطٍ ​​يوميّ في لبنان خلال الشّهرين الماضيين، كما أُصيب عددٌ أكبر بجروحٍ وصدماتٍ نفسيّة". والأيّام الـ 10 الأخيرة كانت الأكثر وحشيّة، لماذا؟

 

دعونا نستعرض كيف مرّت هذه الأيّام الأخيرة على الأطفال في لبنان... نبدأ من يوم الأحد 10 تشرين الثاني الحالي حيث قُتل 7 أطفال من العائلة نفسها، والإثنين قُتل طفلان آخران مع والدتهما وجُرح 10 آخرون، أمّا يوم الثلاثاء فقُتل 13 طفلاً، ويوم الأربعاء قُتل 4 أطفال، بعد أن حاولوا الفرار من القتال. يوم الخميس أيضاً، قُتل 3 أطفال، والسّبت في 16 تشرين الثاني قُتل 5 أطفال من بينهم 3 من عائلة واحدة، ويوم الأحد قُتلت فتاتان توأمان تبلغان من العمر 4 سنوات. هذا كلّه مع العلم أنّ مئات الآلاف من الأطفال أصبحوا بلا مأوى.

 

نعم، هذه الأرقام في لبنان. الوضعُ مروّعٌ فعلاً، وهنا تُشير الاختصاصيّة والأستاذة في علم الاجتماع جان دارك عبدالله، في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز"، إلى أنّ الأطفال يعيشون مأساةً في هذه الحرب، فحتّى الكبار لا يعرفون كيف يتعاملون مع الوضع، كيف الحال إذاً بالنسبة للأطفال؟! هذا الظّرف له انعكاسات اجتماعيّة ونفسيّة قويّة على الأطفال، مع الأخذ بالاعتبار أنّ هناك عدداً كبيراً منهم في المناطق التي تتعرّض للقصف المُباشر تركوا منازلهم ونزحوا منها و"هيدي لحالها منّها هينة".. كلّ الأمور التي اعتادوا عليها والتي كانت تؤمّن لهم جزءاً من الاستقرار النّفسي، فقدوها بسبب الحرب، وبالتّالي فقدوا الأمان والاستقرار. كما أنّ العيش مع عائلاتٍ أخرى يمنع الأهل من إبقاء أطفالهم بعيدين عن بعض الأمور التي كانوا قادرين على تجنيبهم إياها في المنزل.

 

وتُضيف عبدالله: "يتعرّض الأطفال أيضاً لقلقٍ كبير جداً وخوف من الموت ومن كلّ شيء، وهناك أطفال يختبرون الموت أمام أعينهم عندما يستشهد أحد المعارف أو الأهل أمامهم! وهذا قاسٍ جداً"، مشدّدةً على أنّ هذه التأثيرات قد تُرافق الطّفل لسنواتٍ عدّة من حياتهم، فيشعرون دائماً في المستقبل بقلق واكتئاب ويُعانون من "تروما" الحرب ومن الأصوات المُرتفعة، "حتّى أصوات فرقيع ما بِعودوا يتحمّلوا. نحنا جيل حرب ومنعرف قدّيه أثّرت علينا وبعدها وإن شاء الله منتخلّص منها".

 

كيف يُمكننا حماية أطفالنا قدر الإمكان في هذه المرحلة؟ تُجيب عبدالله أنّه صعب جدًّا أن نتمكّن من حماية أطفالنا في هذه الأوضاع، مع الإشارة إلى أنّ الأهل في وضع مُعاناة لا يُحسدون عليه أيضاً، ولكن نضع أولويتنا الأطفال. لذلك، لا بدّ من تركهم يُعبّرون عن قلقهم بكلّ راحة من دون مُمارسة أيّ ضغوط تمنعهم من قول مشاعرهم، ويجب أن ندعهم يبكون ويخافون... "شي طبيعي، نحنا عم نخاف قدّامهم"، ويجب ألا نقول لهم "إنتوا أقوياء، ما تبكوا" هذا خطر لا يجوز قوله، و"ما لازم نكذب عليهم، نقلّن إيه في حرب ونحنا قدّ ما فينا رح نحميكم، إنت لازم تخاف ونحنا خايفين كمان، بس نحنا قد ما فينا رح نبعدك عن أماكن الخطر التي تتعرّض للقصف".

 

كما يجب أن نُصغي إليهم ونقدّر مخاوفهم، ولا نضغط عليهم بأمور أخرى. "أهمّ شي ما نكذب عليهم وما نمنعهم يبكوا".

 

من جهة أخرى، وفي خبرٍ ينسف كلّ حقوق الإنسان، حكمت إسرائيل بالسّجن الفعلي على ابن الـ 14 عاماً لمدّة عامٍ كامل، وذلك بعد أن قضى عاماً ونصف العام في الحبس المنزليّ بتهمة رشق مستوطنين في القدس بالحجارة. وكان قد اعتُقل مع أحد أشقائه واثنين من أصدقائه في تشرين الثّاني من العام الماضي، إلا أنّه تمّ الإفراج عن الجميع ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، وبقي هو في السجن. 

 

وعلى الرّغم من أنّ الطفل لم يبلغ السنّ القانونيّة للاعتقال، إلا أنّه اعتُقل وطالبت النيابة، خلال حبسه المنزليّ، بحبسه لمدّة 3 سنوات فعليّة. ويأتي الحكم، بعد أن صادق الكنيست على قانونٍ جديد، مطلع الشهر الحاليّ، يسمح بفرض عقوبة السّجن على أطفال فلسطينيين لم يبلغوا من العمر 14 عاماً! فهل اندهشنا من وحشيّة هذا الكيان؟ طبعاً لا! ولكن غياب الصّدمة بات يتحوّل إلى صمتٍ مُريع وبات عادةً، وهذا لا يجوز. 

 

الوضعُ غير المقبول بات يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى أمر مقبول، وما هو مروّع ينحرف إلى خانة المتوقّع. ومرة أخرى، لا تُسمع صرخات الأطفال، وصمتُ العالم يزداد مع صمّ الآذان، ومرّة أخرى نسمح لِما لا يمكن تصوّره بأن يُصبح واقعاً يعيشه الطّفل يوميًّا.