حمل التطبيق

      اخر الاخبار  السفير المصري: لبنان يقوم بجهد جيد باعتراف اميركا وفرنسا وقد لمسنا خلال جولتنا الدبلوماسية مع قائد الجيش أن الجيش يقوم بدور كبير ومهم   /   الجيش الأردني يحبط محاولة تسلل غير مشروعة لـ 3 أشخاص على الحدود الشمالية   /   حركة المرور كثيفة من ‎الحازمية باتجاه ‎الفياضية   /   الجميّل: منطقة جنوب الليطاني باتت خالية من أي سلاح وهذا أمر يجب أن يُعلن رسميًا في وقت قريب كي يشعر أهل الجنوب بالأمان ويتوقف تعرضهم للقصف والأذى   /   الجميّل: الطريقة الوحيدة لحماية لبنان ومنع تكرار المآسي هي بسط سلطة الجيش على كامل الأراضي اللبنانية   /   النائب ‎سامي الجميّل بعد لقائه السفير الأميركي ميشال عيسى: الانتقال الى منطقة شمال الليطاني هو امتحان جديد للدولة لاثبات جديتها من جهة ولحزب الله من جهة أخرى   /   معلومات الجديد: وزير الإعلام بول مرقص قدّم مطالعة قانونية مستفيضة الى مجلس الوزراء مبدياً ملاحظاته على قانون الودائع   /   الخارجية المصرية: الاتصالات مستمرة مع المسؤولين في ليبيا بشأن المصريين المفقودين   /   وزير المالية يستقبل السفير الاميركيّ ميشال عيسى   /   حركة المرور كثيفة من مستديرة ‎الصالومي باتجاه ‎الحايك حتى جسر الواطي   /   حركة المرور كثيفة من مستديرة رزق الله ‎سن الفيل حتى تقاطع الشيفروليه بالاتجاهين   /   الشرطة الفرنسية أطلقت النار على شخص هدد باستخدام سكين بمدينة غرونوبل   /   مراسل الأفضل نيوز: مسيرات معادية تحلق في أجواء مدينة صور وقرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا إلى شمال نهر الليطاني   /   الرئيس بري يوقع القوانين التي أقرها المجلس النيابي في جلسته المنعقدة في 29 أيلول و18 كانون الأول   /   ‏مخزومي: نتمنّى أن يتمّ تسليم السّلاح رحمةً بالشّعب وكي نتمكّن من جلب الاستثمارات إلى البلد   /   مخزومي: الاتفاق بين لبنان وإسرائيل واضح بموافقة العالم كلّه وهو أنّ حمل السلاح ممنوع إلا بيد القوى الشرعيّة في البلد فيكفي السلاح الذي دمّر البلد ونحتاج إلى صحوة   /   النائب فؤاد مخزومي من دار الفتوى: بحثنا مع المفتي دريان في موضوع سحب السلاح وفق وعد الحكومة ولكن في المقابل نسمع الشيخ نعيم قاسم يقول عكس الاتفاق الذي حصل   /   الرئيس عون لوفد اتحاد مجالس رجال الأعمال اللبنانية الخليجية: لبنان بدأ يستعيد عافيته رغم الجرح النازف في الجنوب ومسؤوليتكم كبيرة في المساهمة في نهضته الاقتصادية   /   مسيّرة إسرائيلية تحلق على علو منخفض جداً في أجواء مدينة صور وقرى وبلدات القضاء   /   الخارجية التركية: الوزير فيدان يزور ‎سوريا اليوم رفقة وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات   /   مصادر دبلوماسية تركية للعربية: المحادثات مع دمشق ستركز على المخاطر الأمنية بجنوب سوريا   /   الكرملين: الأجهزة الأمنية أبلغت الرئيس بوتين باغتيال الفريق سارفاروف في موسكو فور وقوعه   /   ‏الداخلية السورية: ضبط صواريخ مضادة للطيران بمدينة البوكمال في دير الزور معدة للتهريب   /   الطيران المسيّر الإسرائيلي يحلق على علو متوسط في أجواء مدينة صيدا   /   محلقة اسرائيلية معادية تلقي قنبلة صوتية بين بلدتي علما الشعب والضهيرة   /   

احتفالٌ مُعلّقٌ حتّى إشعارٍ آخر: رعبٌ صامتٌ وتجاهلٌ مُريع!

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كريستال النوّار - خاص الأفضل نيوز

 

غداً، في 20 تشرين الثاني، تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للطّفل وهو يوم عالمي "من أجل الأطفال"، وفرصة سنويّة لإعادة إلزام أنفسنا بالحماية العادلة لحقوق كلّ فتاة وفتى. 

 

في هذا اليوم، يتّحد الأطفال في كلّ أنحاء العالم لرفع أصواتهم تضامناً مع الأطفال الأكثر حرماناً وضعفاً في العالم.

 

هذا الاحتفال مُعلَّقٌ حتّى إشعار آخر في لبنان بسبب الحرب، وخصوصاً بعدما أُعلن أنّ أكثر من 200 طفل استُشهدوا خلال شهرين جراء العدوان الإسرائيلي العنيف. عن أيّ احتفالٍ وأيّ يوم عالمي وسط المجازر التي تُرتكب يوميًّا؟

 

التأثير خطير على الأطفال، فقد أصبحت علامات الاضطراب النفسي مُقلقة وواضحة بشكلٍ متزايد، والأكثر إثارة للقلق أنّ الازدياد في عدد الأطفال الذين يُقتلون بهذه الوحشيّة بات لا يُثير أيّ ردّة فعل لدى أصحاب النّفوذ.

 

في هذا الإطار، يكشف المتحدث باسم "اليونيسف" جيمس إلدر أنّ "ما يزيد عن 3 أطفال قُتلوا في متوسّطٍ ​​يوميّ في لبنان خلال الشّهرين الماضيين، كما أُصيب عددٌ أكبر بجروحٍ وصدماتٍ نفسيّة". والأيّام الـ 10 الأخيرة كانت الأكثر وحشيّة، لماذا؟

 

دعونا نستعرض كيف مرّت هذه الأيّام الأخيرة على الأطفال في لبنان... نبدأ من يوم الأحد 10 تشرين الثاني الحالي حيث قُتل 7 أطفال من العائلة نفسها، والإثنين قُتل طفلان آخران مع والدتهما وجُرح 10 آخرون، أمّا يوم الثلاثاء فقُتل 13 طفلاً، ويوم الأربعاء قُتل 4 أطفال، بعد أن حاولوا الفرار من القتال. يوم الخميس أيضاً، قُتل 3 أطفال، والسّبت في 16 تشرين الثاني قُتل 5 أطفال من بينهم 3 من عائلة واحدة، ويوم الأحد قُتلت فتاتان توأمان تبلغان من العمر 4 سنوات. هذا كلّه مع العلم أنّ مئات الآلاف من الأطفال أصبحوا بلا مأوى.

 

نعم، هذه الأرقام في لبنان. الوضعُ مروّعٌ فعلاً، وهنا تُشير الاختصاصيّة والأستاذة في علم الاجتماع جان دارك عبدالله، في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز"، إلى أنّ الأطفال يعيشون مأساةً في هذه الحرب، فحتّى الكبار لا يعرفون كيف يتعاملون مع الوضع، كيف الحال إذاً بالنسبة للأطفال؟! هذا الظّرف له انعكاسات اجتماعيّة ونفسيّة قويّة على الأطفال، مع الأخذ بالاعتبار أنّ هناك عدداً كبيراً منهم في المناطق التي تتعرّض للقصف المُباشر تركوا منازلهم ونزحوا منها و"هيدي لحالها منّها هينة".. كلّ الأمور التي اعتادوا عليها والتي كانت تؤمّن لهم جزءاً من الاستقرار النّفسي، فقدوها بسبب الحرب، وبالتّالي فقدوا الأمان والاستقرار. كما أنّ العيش مع عائلاتٍ أخرى يمنع الأهل من إبقاء أطفالهم بعيدين عن بعض الأمور التي كانوا قادرين على تجنيبهم إياها في المنزل.

 

وتُضيف عبدالله: "يتعرّض الأطفال أيضاً لقلقٍ كبير جداً وخوف من الموت ومن كلّ شيء، وهناك أطفال يختبرون الموت أمام أعينهم عندما يستشهد أحد المعارف أو الأهل أمامهم! وهذا قاسٍ جداً"، مشدّدةً على أنّ هذه التأثيرات قد تُرافق الطّفل لسنواتٍ عدّة من حياتهم، فيشعرون دائماً في المستقبل بقلق واكتئاب ويُعانون من "تروما" الحرب ومن الأصوات المُرتفعة، "حتّى أصوات فرقيع ما بِعودوا يتحمّلوا. نحنا جيل حرب ومنعرف قدّيه أثّرت علينا وبعدها وإن شاء الله منتخلّص منها".

 

كيف يُمكننا حماية أطفالنا قدر الإمكان في هذه المرحلة؟ تُجيب عبدالله أنّه صعب جدًّا أن نتمكّن من حماية أطفالنا في هذه الأوضاع، مع الإشارة إلى أنّ الأهل في وضع مُعاناة لا يُحسدون عليه أيضاً، ولكن نضع أولويتنا الأطفال. لذلك، لا بدّ من تركهم يُعبّرون عن قلقهم بكلّ راحة من دون مُمارسة أيّ ضغوط تمنعهم من قول مشاعرهم، ويجب أن ندعهم يبكون ويخافون... "شي طبيعي، نحنا عم نخاف قدّامهم"، ويجب ألا نقول لهم "إنتوا أقوياء، ما تبكوا" هذا خطر لا يجوز قوله، و"ما لازم نكذب عليهم، نقلّن إيه في حرب ونحنا قدّ ما فينا رح نحميكم، إنت لازم تخاف ونحنا خايفين كمان، بس نحنا قد ما فينا رح نبعدك عن أماكن الخطر التي تتعرّض للقصف".

 

كما يجب أن نُصغي إليهم ونقدّر مخاوفهم، ولا نضغط عليهم بأمور أخرى. "أهمّ شي ما نكذب عليهم وما نمنعهم يبكوا".

 

من جهة أخرى، وفي خبرٍ ينسف كلّ حقوق الإنسان، حكمت إسرائيل بالسّجن الفعلي على ابن الـ 14 عاماً لمدّة عامٍ كامل، وذلك بعد أن قضى عاماً ونصف العام في الحبس المنزليّ بتهمة رشق مستوطنين في القدس بالحجارة. وكان قد اعتُقل مع أحد أشقائه واثنين من أصدقائه في تشرين الثّاني من العام الماضي، إلا أنّه تمّ الإفراج عن الجميع ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، وبقي هو في السجن. 

 

وعلى الرّغم من أنّ الطفل لم يبلغ السنّ القانونيّة للاعتقال، إلا أنّه اعتُقل وطالبت النيابة، خلال حبسه المنزليّ، بحبسه لمدّة 3 سنوات فعليّة. ويأتي الحكم، بعد أن صادق الكنيست على قانونٍ جديد، مطلع الشهر الحاليّ، يسمح بفرض عقوبة السّجن على أطفال فلسطينيين لم يبلغوا من العمر 14 عاماً! فهل اندهشنا من وحشيّة هذا الكيان؟ طبعاً لا! ولكن غياب الصّدمة بات يتحوّل إلى صمتٍ مُريع وبات عادةً، وهذا لا يجوز. 

 

الوضعُ غير المقبول بات يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى أمر مقبول، وما هو مروّع ينحرف إلى خانة المتوقّع. ومرة أخرى، لا تُسمع صرخات الأطفال، وصمتُ العالم يزداد مع صمّ الآذان، ومرّة أخرى نسمح لِما لا يمكن تصوّره بأن يُصبح واقعاً يعيشه الطّفل يوميًّا.