أشار مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي في ذكرى استقلال لبنان الـ 81 إلى أنه "تعود ذكرى الاستقلال على كل وطن ليستدرك الناس معها نعيمَ استقرار واستمرارَ صلاحٍ للبلاد والعباد. وأما في وطني لبنان فمنذ استقلاله كانت الإجابة قولا وفعلا: أعطيناهم الاستقلال ولكن لم نعطهم الاستقرار".
وأضاف، في بيان، "لبنان وذكرى الاستقلال بين مطرقتين: الأولى: اعتداء الخارج على الدولة أرضاً وشعباً بحرًا وبرًا جواً وأرضاً حتى صار لبنان ساحة لصراع الآخرين على أرضه. والمطرقة الثانية: تقويض الدولة من أبناء الوطن مرة باسم الطائفية ومرة باسم الحزبية ومرة باسم المناطقية".
وتساءل، "ويبقى السؤال متى ينعم لبنان بالاستقرار حتى يعيش نعمة الاستقلال؟ ولبنان والهوية العربية، لبنان والانتماء إلى المحاور، لبنان والتبعية لدولة بعيدة أو قريبة".
وأكد أنه "آن الأوان ليكون لبنان مطمئناً بشعبه وطنًا للمقيم والمغترب، ببعده العربي جغرافية، وسياسته المحافظة على الدستور وروحه مصلحة لجماعة الشعب والوطن وليس مصلحة للبعض على حساب الوطن".
وتوجه في نداء لإصلاح المؤسسات وصونها للخروج من هذا النفق المظلم قائلا، "تأتي ذكرى الاستقلال والمؤسسات بحاجة إلى بناء في هيكليتها ومضمونها من رئاسة جمهورية شاغرة إلى كل المؤسسات التي قتلتها الطائفية والحزبية وكأن الدولة هي للقوي ملكاً يستقوي بها على الضعيف نفوذاً وتعدياً".
ولفت إلى "لبنان جميل بجغرافيته وطبيعته وشعبه الطيب. ولبنان في حاجة أن يحبه شعبُه كما يحبه الآخرون... لبنان القوي بأهله مغتربين ومقيمين وبهويته العربية والإسلامية، وبصداقته للدول الغربية. سنفرح بالاستقلال عندما تكون مؤسساتنا بخير وشعبنا بأمان لننعم بأرض الوطن استقراراً. ويبقى الأمل عندما نجد من وطننا لشعبه حاضناً ومن شعب لبنان لدولته وفياً ، وعندما يكون الغير للبنان مقدراً ومحترماً ومعظماً".
وذكر بأن "الدستور واتفاق الطائف هما الركن الأساس الذي اتفق عليه اللبنانيون وبرعاية عربية ودولية لبناء لبنان الدولة التي يعيش فيها اللبنانيون في ظل الدولة بعيداً عن الدويلات والقوى المعطلة لاستمرار الحياة المؤسساتية".
وختم، "في ذكرى الاستقلال نسأل الله الرحمة لشهدائنا والشفاء للجرحى في فلسطين ولبنان شعباً ومؤسساتنا عسكرية وأمنية، وستبقى فلسطين جارة وقضية للعرب والمسلمين. وسيبقى لبنان وفياً لمن كان له مسانداً، لنكون بعد الاستقلال على طريق الاستقرار".