أماني النّجار - خاصّ الأفضل نيوز
مع تصاعد وتيرة الحرب في لبنان مع العدو الإسرائيلي ونزوح ما يزيد على مليون شخص من المناطق التي تشهد المعارك أو تلك التي يستهدفها القصف، تمّ تحويل العديد من المدارس إلى مراكز إيواء للعائلات النازحة، بحيث سارعت البلديات والجمعيات المحلية والأجنبية، إلى تقديم المساعدات وتضافرت الجهود لتوفير معظم المستلزمات.
في السّياق نفسه، أصدر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحلبي، تعميمًا يتعلّق بتشكيل لجنة لإدارة العمل والتّنسيق مع الجهات المعنيّة بالطوارئ في المؤسسّات التربوية المعتمدة كمراكز، وتشكيل لجنة عليا لإدارة التّعليم في حالات الأزمات والكوارث ووضع خطط التّعليم، كما وأكّد الحلبي وجوب المشاركة مع الجهات المانحة والمجتمع المدني؛ لتوزيع التلاميذ على المدارس المحيطة بمراكز الإيواء في فترة بعد الظهر وتأمين تغطية تكاليف هذه العملية كافّة.
وفي اتّصالٍ خاصّ للأفضل نيوز مع رئيس لجنة التّربية النّيابية النّائب حسن مراد قال: "بالنّسبة للمناطق التي تتعرّض للقصف، جميع مدارسها وثانوياتها ومهنياتها الرسميّة والخاصّة تعتمد التّعليم عن بُعد، وقد بلغ عددها بحسب وزارة التربية ٣٩٧ مدرسة ولكن العدد ممكن أن يزداد بناءً على توسّع القصف وبناءً على خطورة موقع المدارس".
وأضاف: "الوزير يسعى دائمًا لإنصاف الجسم التعليمي، وخطة الوزارة تعمل على تقليص عدد الأيام آملين أن تتجاوب معه الحكومة مجتمعة، ونحن بدورنا من واجبنا كلجنة الوقوف إلى جانب الوزارة من أجل الأفضل للتّربية وللوطن".
مع توسّع العمليات العسكرية في لبنان، استطاع قسم من مدراء المدارس تأمين مراكز جديدة لتعليم الطلّاب نتيجة اعتماد مدارسهم كمركز إيواء، في حين لجأ بعضهم الآخر إلى التّعليم عن بُعد.
في هذا الصدّد، يقول مدير ثانوية قب الياس الرسميّة الأستاذ فادي حلّاق لموقعنا: "بدايةً كانت ثانوية قب الياس سبّاقة في فتح أبوابها أمام أهلنا النازحين من المناطق التي تشهد القصف، وقرّرنا الوقوف إلى جانبهم، وبالمقابل كانت أعيننا مصوّبة نحو طلّابنا وحقّهم في التّعلم، ومع تعمّق الأزمة واتّساع دائرة الحرب وضعف الأمل في التّوصل لوقفٍ لإطلاق النار، اتّخذنا القرار بتأمين مبنى آخر لتعليم طلّاب الثانوية؛ لأنّ التّعليم هو الرسالة الأسمى التي يقدّمها المدرّس لأبنائنا ما يحقّق التكافل الاجتماعي والعدالة الإنسانية بين جميع أبناء هذا الوطن".
وتابع قائلًا: "اتّجهنا بداية للحصول على مبنى رسمي لبدء العام الدراسي، لكن استمرار الحرب زاد من أعداد النازحين ولم يتبّق في بلدة قب الياس أي مبنى رسمي خالٍ من النازحين، فكان الحل بأن استأجرنا مبنى خاص تابع لجمعية الثّقافة الإسلاميّة والمدرسة الأهلية، على أن نعتمده للتّعليم الحضوري في فترة بعد الظّهر عقب انتهاء دوام طلّاب المدرسة الخاصّة وتمكّنا من الحصول على إذن وزارة التربية لاستخدام هذا المبنى، مع ما يترتب على هذا الأمر من كلفة مادّية، لا سيّما القدرة التشغيلية وأعمال الصيانة وبدل استئجار المبنى بشكل شهري، وأقدمنا على هذه الخطوة بمبادرة فردية استتبعها معالي وزير التربية بالتعهد بتأمين هذه الأكلاف".
وأضاف: "قد تمكّنا من بدء التّعليم في هذا المبنى على أساس الدوام المسائي رغم الصّعوبات التي تواجه حضور المعلّمين والمعلّمات الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن قب الياس بحضور كامل للكادر التعليمي في المدرسة، والذين أوجّه لهم التحية على جهودهم واستعدادهم للعمل رغم الظّروف ورغم صعوبة التعليم في الدوام المسائي لا سيّما المعلّمات، وبذلك تمكّنا من مساعدة أهلنا النازحين وتأمين متطلباتهم في مبنى مدرسة ثانوية قب الياس الرسميّة بالتوازي مع متابعة تعليم طلّابنا في مبنى مستأجر لتأدية رسالتنا الإنسانية آملين أن تنتهي هذه الحرب وتعود الأمور إلى طبيعتها".
لا نكاد نعتاد على أزمة ونتعايش معها حتى يأتينا ما هو أصعب منها وأشدّ وطأة، واليوم نتساءل هل نُصارع من أجل تأمين سُبل العيش أم من أجل البقاء؟.