حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وزارة الصحة في غزة: 145 شهيدا جرّاء عدوان الإحتلال على قطاع غزة، منذ فجر اليوم   /   العربية: أذربيجان تعلن أنها ستصدر الغاز إلى سوريا عبر تركيا   /   الوكالة الوطنية: الطيران المسير الاسرائيلي يحلق في أجواء مدينة صور   /   يديعوت أحرونوت: إصابة 5 جنود في الجيش الإسرائيلي اليوم في ثلاثة حوادث مختلفة في قطاع غزة   /   "فرانس برس" عن مصدر فلسطيني: مفاوضات الدوحة تواجه تعثراً وصعوبات نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة لإعادة التموضع وليس للانسحاب   /   محلقة إسرائيلية قامت بإلقاء قنبلة صوتية باتجاه أحد المواطنين في بلدة الناقورة   /   الجديد: بعض الوزراء تفاجأوا بأسماء الذين سيتمّ تعيينهم عبر وسائل الإعلام   /   الجديد: وزير المالية ياسين جابر يتجه الأسبوع المقبل إلى رفع دعوى قضائية على كازينو لبنان لتحصيل حقوق وزارة المال بعد التحقيقات والتوقيفات في المراهنات الإلكترونية و bet Arabia   /   القناة 12 عن مصادر: إسرائيل ستعرض غدا الأحد في مفاوضات الدوحة خرائط جديدة لخطوط الانسحاب من غزة   /   الميادين: أكثر من 40 غارة كأحزمة نارية شنت على بيت حانون   /   وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي بدأ بعملية كبيرة في بيت حانون بعد مقتل 5 جنود   /   برّاك: ملتزمون بدعم العلاقات بين سوريا ولبنان على أساس جارين متساويين وذوي سيادة   /   برّاك: تصريحاتي عن خطوات سوريا المثيرة للإعجاب ليست تهديدا للبنان   /   برّاك: قادة سوريا يريدون التعايش والازدهار المتبادل مع لبنان ‏   /   المبعوث الأميركي توم برّاك: سوريا تتحرك بسرعة لاغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحها رفع العقوبات   /   الرئيس إيمانويل ماكرون معلقاً على رسوم ترامب: على الاتحاد الأوروبي الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية   /   "بيروت هويتنا".. مراد: بالشباب والتعليم نبني دولة المؤسسات ونكافح الفساد   /   مصدر سياسي إسرائيلي: وفدنا في الدوحة حصل على التفويض اللازم لإجراء محادثات غزة   /   القناة 12 عن مصدر سياسي إسرائيلي: مفاوضات الدوحة مستمرة وعقدت أيضا خلال اليوم السبت   /   ‏رئيس وزراء هولندا: الرسوم الجمركية الأميركية على الاتحاد الأوروبي مقلقة   /   إيطاليا: مواصلة التركيز على المحادثات التجارية مع أميركا ضرورية   /   الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو استهدف عضوا في ‎حزب الله من وحدة الصواريخ المضادة للدروع بمنطقة الخيام   /   ‏سقوط مسيّرة معادية في جنوب لبنان   /   مراد: أحيي إصرار الخريجين رغم الظروف وبفضلهم يبقى لبنان حيًا وبيروت منارة لا تنطفئ   /   مراد: محاولة فصل لبنان عن عروبته فشلت وستفشل ولا خلاص لنا إلا بوحدتنا   /   

نتنياهو وغالانت.. "طابخ السم آكله"

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. أكرم حمدان - خاص الأفضل نيوز

 

إن قرار المحكمة الجنائية الدولية الذي قضى بإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، وارتكازه على"أسبابٍ منطقية" للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، يطرح الكثير من الأسئلة والتساؤلات، خصوصاً حول المنظومات السياسية الدولية والإرث الذي انبنى بعد الحرب العالمية الثانية، ودور ومستقبل الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، وما إذا كانت الشرعية الدولية قادرة على حماية هذه المنظومات أم أن تحالف ترامب ـ نتنياهو سيقوم بدفنها؟!.

 

 إن حيثيات القرار وما تضمنه من اتهام واضح لنتنياهو وغالانت بأنهما أشرفا على هجمات على السكان المدنيين، واستخدما التجويع سلاحا للحرب، إلى جانب جرائم ضد الإنسانية تتمثل في القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية ضد الفلسطينيين في غزة، تُعتبر مهمة جداً لأنها تتهم نتانياهو وغالانت بالإبادة الجماعية، وبجرائم الحرب، لأن هذه التهم هي التي سبق أن ساقها الصهاينة ضد الحكم النازي، وبنوا عليها روايتهم للمحرقة، ثم جاؤوا إلى فلسطين ليرتكبوا الجرائم نفسها.

 

هذا يعني أن "طابخ السم آكله" وبالتالي سوف يأتي اليوم الذي يُحاسب فيه قادة هذا الكيان المزعوم والمصطنع، مهما طال الزمن وعلى الرغم من الشكوك الكبيرة حول تنفيذ القرار والجهود الحثيثة التي تُبذل لإبطاله أو تعطيله.

 

إن أهمية هذا القرار لا تنبع فقط من صدوره عن المحكمة الجنائية الدولية، التي لم تصدق حكومة الكيان على ميثاقها، ولم تنتمِ إليها، وإنما من كون الدول الموقعة على ميثاق إنشاء المحكمة، ملزمة بالتطبيق وتنفيذ الاعتقال.

 

كما أن هذا القرار كشف وعرًى وأدان الأنظمة العربية والإسلامية وحتى الدولية التي لا تزال عاجزة أو متواطئة مع العدوان على غزة ولبنان.

 

كما أن القرار سيضع حداً للسردية الصهيونية ومعها بعض الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، حول توصيف كل ما لا يتناسب معهم بأنه "مكافأة للإرهاب" و"معاداة للسامية" و"حق الدفاع عن النفس"، حيث سمعنا لغة التهديد والوعيد التي أطلقها مسؤولون في كيان الاحتلال وأمريكا، والتي وصلت حد التلويح باستخدام القوة،والتي برزت من خلال موقف مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للأمن القومي الذي توعد برد قاس خلال الفترة المقبلة، وكذلك ما اقترحاه (الإرهابيّان الصهيونيّان) سموتريتش وبن غفير، لجهة استكمال ضم الضفة الغربية وحلّ السلطة الفلسطينية.

 

كل هذا العويل، لن يمنع من أن هناك حقيقة باتت موجودة وهي أن على الدول الـ124 الأعضاء الموقعين على ميثاق روما والمنتسبين إلى نظام المحكمة، باتوا ملزمين باعتقال الإرهابيين المطلوبين دولياً نتنياهو وغالانت في حال سفر أي منهما إلى أي من الدول الأعضاء وتسليمهما إلى مقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.

 

إن وصف نتنياهو وغيره من قادة كيان الاحتلال للقرار بأنه "مخزي ومعادي للسامية"وانتقاد الرئيس الأميركي جو بايدن للقرار ووصفه بالـ"الشائن "وتهديد مايكل والتز المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس ترامب برد قوي في يناير/كانون الثاني المقبل والتهديدات التي وُجهت للمحكمة، يؤكد بما لا يقبل الشك بأن هذا القرار كان صائباً وموجعاً وكان ربما ينقصه فقط أن يضم إلى لائحة المتهمين جو بايدن كونه شريك في حرب الإبادة التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

 

إن مذكرة المحكمة الجنائية الدولية هي بمثابة "انتصار أخلاقي" لفلسطين أكثر من أي شيء آخر، كما أنها ستعمق الضغط الدولي على إسرائيل، إذ لا يمكن لنتنياهو السفر إلى العديد من الدول الصديقة لها دون إحراج حكوماتها بالحد الأدنى.

 

يبقى أخيراً توجيه الشكر والتحية لقضاة المحكمة الجنائية الدولية ولدولة جنوب أفريقيا التي قادت وما زالت هذه المواجهة لتعرية قادة الاحتلال وممارساتهم الإرهابية من خلال كل من هذه المحكمة وأيضاً محكمة العدل الدولية.