نور أخضر ـ خاص الأفضل نيوز
في عالم يشتدّ فيه الصّراع وتتباين فيه المواقف، تبقى المقاومة هي القرار الوحيد للشّعوب الّتي تعي جيّدًا معنى الحرّيّة. فهي ليست مجرّد فعل عسكريّ أو سياسيّ، بل هي ثقافة تنبثق من إيمان الأجيال في حقّها في الدّفاع عن الأرض، والعيش بكرامة.
المقاومة هي التّعبير الأسمى لحماية البلاد والصّمود، أمام محاولة العدوّ الطّغيان واحتلال الأرض.
الاعتداءات الصّهيونيّة على لبنان: استراتيجيّة مستمرّة بهدف الهيمنة
تستمرّ الاعتداءات الصّهيونيّة على لبنان بشكل متوالٍ، حيث يسعى الكيان إلى فرض واقع جديد في المنطقة، من خلال قصف المنشآت المدنية والعسكرية، حتّى المناطق السكنية.
يظهر العدوّ مرارًا تجاهله للقوانين الدّوليّة وحقوق الإنسان مستهدفًا الشّعب اللّبناني في أرضه.
المقاومة: حقّ أم إرهاب؟
لطالما سعت قوى الاحتلال ووسائل إعلامية تابعة لها إلى تشويه صورة المقاومة ووصفها بالإرهاب؛ ورد في المادّة 51 من ميثاق الأمم المتّحدة الّتي تنصّ على أنّ: "الثابت حسب قواعد القانون الدولي هو أن للشعب الرازح تحت نيران الاحتلال الحق في المقاومة، والدفاع عن نفسه بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الكفاح المسلّح للتّخلّص من أسر الاحتلال." وعليه، فإن المقاومة ليست خيارًا، بل واجب اتجاه النّفس والوطن.
الهدف الاستراتيجي للكيان الصّهيونيّ في لبنان
إنّ هذه الممارسات الإجرامية ليست جديدة فهي تمثل استراتيجية ثابتة للكيان الصهيونيّ، الذي يعتبر لبنان نقطة جغرافية حيوية في مسار تحقيق أهدافه السّياسيّة والعسكريّة في المنطقة. فمن خلال الانتهاكات المستمرة والممارسات العدوانية، يسعى العدوّ إلى إثارة الفوضى وإضعاف الإرادة الوطنيّة للّبنانيّين في سبيل صرف أنظار العالم عن القضيّة الفلسطينيّة والتّمدّد في محيطه الإقليمي.
إذًا يسعى الكيان لزعزعة الاستقرار وتحقيق ما يخطّط له، فيتطلّب منّا كلبنانيّين وعي أكثر وتكاتف في مواجهته.
حزب اللّه نموذجًا للمقاومة في لبنان
تأسّس حزب اللّه بعد اجتياح الـ 1982 وكان الهدف الأهم آنذاك هو طرد الاحتلال من الجنوب اللّبناني. بعدها تحوّل من قوّة عسكريّة إلى حزب سياسيّ وعسكري ّليصبح لاعبًا رئيسًا في السّاحة اللّبنانية.
في تموز 2006 خاض حزب اللّه حربًا قاسية ضد العدوّ الصّهيونيّ ورغم القوة العسكرية الّتي كان يمتلكها الأخيرة إلا أن الحزب تمكن من إلحاق خسائر كبيرة بالقوّات المحتلة وإجبارها على الانسحاب دون تحقيق أي من أهدافها، وكان ذلك بمثابة معادلة ردع أثبتت المقاومة من خلالها قدرتها على حماية لبنان وشعبه.فكانت حرب تموز المرحلة المفصلية في تاريخ لبنان 2006
المقاومة أكثر من مجرد رد فعل عسكري
المقاومة في لبنان كما يجسدها حزب الله ليست ردًّا عابرًا على الاحتلال، بل تمكّن من فرض معادلة جديدة، حيث إنّ أي محاولة للاعتداء على الأرض لن تمر مرور الكرام، بل سيقابلها ردّ قويّ مهما كان الثّمن.
في الوقت الّذي تواصل فيه المقاومة التّصدّي للعدوان، هناك تساؤلات عدّة مطروحة: هل سيضع المجتمع الدّولي حدًّا لهذه الانتهاكات المتكرّرة أم سيبقى الصّمت سيّد الموقف؟