قاسم قصير - خاص الأفضل نيوز
حرص المسؤولون في حزب الله على عدم التعليق السريع على التطورات المتسارعة في سوريا والاكتفاء ببيان لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا والتمنى للشعب السوري بمستقبل أفضل واكتفى النائب الدكتور حسن فضل الله في القول أن ما يجري في سوريا يحتاج لتقييم بعيدًا عن المنابر.
طبعًا سقوط نظام الرئيس بشار الأسد شكل ضربة قاسية لحزب الله كون سوريا كانت الممر الأساسي للدعم العسكري لكن قد يكون من السابق لأوانه إعطاء تقييم واسع لما يجري قبل استقرار الأوضاع في سوريا.
لكن كل هذه التطورات الضخمة في المنطقة، وحزب الله يواصل ترتيب أوضاعه.
ولم تمض أيام قليلة على وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني حتى عادت مؤسسات حزب الله للعمل بشكل منتظم وخصوصًا المؤسسات المعنية بإعادة الإعمار والترميم ومواكبة مرحلة ما بعد وقف النار، وانتشر مهندسو جهاد البناء في مختلف المناطق التي تعرضت للعدوان الصهيوني لإحصاء الأضرار وبدء الترميم، فيما عمدت جمعية القرض الحسن لفتح العديد من مراكزها من أجل دفع الأموال للمودعين والمقترضين، فيما تنشط البلديات لتقديم الخدمات الأساسية للسكان، كما انطلقت مؤسسات أخرى مثل مؤسسة وعد وشركة آرش وغيرها بالتعاون مع جهاد البناء من أجل التحضير لمرحلة الإعمار، في حين أطلق تجمع المهندسين المسلمين دعوات لكافة المهندسين للتطوع والتعاون مع كافة المؤسسات المعنية في إحصاء الأضرار وبدء الترميم.
وعلى ضوء الخطط التي وضعت خلال الحرب تم وضع آلية لدفع الأموال الخاصة بالإيواء لحين إعادة الإعمار وقد أعلن تفاصيلها الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في أخر إطلالة له، كما نشرت البلديات والمؤسسات المعنية تفاصيل أخرى حول الترميم وكيفية إجراء الإحصاءات والدراسات حول مختلف المباني التي تعرضت للتدمير أو تحتاج لترميم.
وإلى جانب العمل الخاص بالترميم والإيواء والإعمار عادت مؤسسات الحزب السياسية والإعلامية والفكرية والثقافية والصحية لتنظيم صفوفها والتحرك مجدّدًا لمواكبة التطورات والمتغيرات في لبنان والمنطقة، وبدأت تعقد لقاءات لتقييم الأوضاع وتحديد المواقف منها، مع أن التطورات المتسارعة في سوريا قد فاجأت الجميع وهي تتطلب مواكبة خاصة على كافة المستويات السياسية والأمنية والعسكرية في ظل انشغال حزب الله بمواكبة ما يجري في لبنان على صعيد وقف إطلاق النار واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق والخوف من عودة الحرب مجدّدًا.
ومن خلال مواكبة النقاشات واللقاءات التي يشارك فيها مسؤولون في الحزب حول التطورات في لبنان والمنطقة يبدو واضحًا أننا سنكون أمام أداء جديد للحزب داخليًّا وخارجيًّا، فالحزب يجري تقييمًا شاملًا لما حصل خلال حربي الإسناد والمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، وما جرى في سوريا ويشمل التقييم كل الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية، وعلى ضوء هذا التقييم سيكون الحزب أمام مرحلة جديدة من الأداء تأخذ بالاعتبار كل التطورات التي حصلت حتى الأن.
وعلى الصعيد السياسي بدأنا نشهد مرحلة جديدة في مواقف الحزب تركز على الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف والدعوة لتعزيز مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي يجب أن يقوم بدوره في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية مع التنسيق الكامل بين الجيش والمقاومة.
وتتحدث مصادر مطلعة على بعض النقاشات الدائرة في البيئة القريبة من الحزب أنه ينبغي أن يكون لدينا خطاب جديد قادر على مواكبة المتغيرات الداخلية والخارجية.
وبانتظار تبلور الرؤية الكاملة لحزب الله للمرحلة المقبلة ومواكبة التطورات والمتغيرات الحاصلة في لبنان والمنطقة، فالشيء المؤكد أن الحزب تعافى رغم الضربات القاسية التي تعرض لها خلال هذه الحرب وأن كل مؤسساته عادت للعمل بشكل منتظم وسريع مما سيمكنه من العمل السريع لاستيعاب التطورات والانطلاق نحو مرحلة جديدة من العمل السياسي والجهادي والثقافي تأخذ بالاعتبار المتغيرات الحاصلة في لبنان وسوريا وكل المنطقة والعالم.