عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
رفض ممثل العدو الإسرائيلي في اللجنة الخماسية المعنية بمراقبة تنفيذ وقف الأعمال العدائية، والتي اجتمعت في الناقورة قبل يومين برئاسة الولايات المتحدة وعضوية فرنسا ولبنان والعدو ومندوب عن اليونيفيل، أن يقوم جيشه بالانسحاب من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان "الآن".
وفهم أن إسرائيل لا تعتبر أن وجودها احتلال إنما يرتبط في استكمال تنفيذ بنود الاتفاق ومدته 60 يوماً مضت منها حوالي 25 يومًا. وفهم ايضاً أن العدو يتنظر أن يبدأ الجانب اللبناني عبر الجيش بتنفيذ الشروط المرتبطة بإنهاء وجود حزب الله وتفكيك ترسانته جنوب الليطاني كي يبادر إلى الانسحاب من المنطقة، وهو يقول أن الجيش اللبناني لم يبدأ تنفيذ ما اتفق عليه، ويدعي العدو أن عناصر حزب الله ما زالوا ينتشرون في جنوب الليطاني ويتحركون من شمال النهر إلى جنوبه، ويزعم أنه استهدف مجموعات منهم في أثناء قيامها بنشاطات معينة، كما أنه يعمل على مدار الساعة من أجل ما يسميه "التقليل من تهديدهم" من خلال القيام باستهدافات بحقهم.
وبينهما يعتبر لبنان أن هذه الأفعال تمثل خروقات لاتفاق وقف الأعمال العدائية وقد تجاوزت حتى لحظة كتابة هذا التقرير الـ250 خرقاً برياً وبحرياً موثقة بالتواريخ والأسماء والصور، يزعم العدو أن ما يقوم به من أنشطة معادية في سماء لبنان أو فوق أراضيه، لا تمثل خرقاً لقرار وقف الأعمال العدائية، إذ يعتبر أنه منح حق التحرك في جنوب الليطاني، ويتردد أن هذا الحق نابع من تفاهمات جانبية إسرائيلية – أميركية لا يعد لبنان من ضمنها.
في المقابل، يعتبر لبنان أن ما يقوم العدو أو يستند إليه لأجل عدم السير في التزاماته في قرار وقف الأعمال العدائية، هي أسباب غير واقعية أو حقيقية، ويخفي في طياتها رغبة لديه في استمرار الوضع في منطقة جنوب الليطاني على هذه الحالة، بما يؤكد عزمه على احتلال جزء من الأراضي اللبنانية أو فرض مشيئته عليها لأطول فترة ممكنة، ما يعرض الاتفاق الهش إلى الاهتزاز بقوة.
وبينما يرفض الجانب اللبناني مقولة إن عليه ابتداء إزالة "تهديدات" المقاومة من جنوب الليطاني كي يبدأ العدو انسحابه من قرى احتلها جنوب النهر، يؤكد لبنان أن الاتفاق يقوم على بدء العدو مرحلة من الانسحابات التدريجية تجاه الداخل الفلسطيني المحتل، وقد جرى الاتفاق برعاية أميركية أن يبادر العدو للانسحاب من منطقة القطاع الغربي، قبل أن يقوم بتعديل البرنامج ويدعي أنه على استعداد للانسحاب من قرى في القطاع الشرقي من جنوب لبنان. ومع حلول المواعيد، بدأ العدو التهرب منها تدريجياً، ما أفصح عن نيته المراوغة وعدم الانسحاب لأطول فترة ممكنة، وهو ما حصل فعلاً إذ دام تهربه طيلة أسابيع قبل أن يزعم أنه بدأ التنفيذ مكتفياً من الانسحاب من بلدة الخيام فقط.
هذا الجو، أرخى ظلالاً من الشك حول ما يرمي إليه العدو الإسرائيلي بالضبط، وهل إنه يريد تكريس أمر واقع معين في الجنوب، أم إنه يريد المحافظة على نوع من الاحتلال لغاية نفاذ المهملة المتفق عليها لتطبيق شروط وقف الأعمال العدائية (60 يوماً)، ليعاود استئناف عدوانه بشكل معين تجاه لبنان، مستفيداً من متغيرات وتغييرات حقيقها أو استفاد من حصولها على صعيد المنطقة.
وحتى بلوغ ذلك الموعد، ما زال لبنان يضغط على اللجنة الخماسية المعنية في مراقبة تنفيذ الاتفاق من أجل أن تقوم بالضغط على العدو للإسراع في انسحابه حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار في الجنوب والانتقال إلى المرحلة الثانية من مهمته.