تمجيد قبيسي - خاصّ الأفضل نيوز
بخطابه الأول كرئيس للجمهورية اللبنانية اكتسب جوزيف عون شعبيةً إضافية ومتنوعة من كل أطياف المجتمع اللبناني، بعد أن كان أحد الأعلام الجامعة كقائد للجيش اللبناني، هذه الوعود التي من المفترض أن تكون مطبقة في كل البلاد، تُصنف كحاجة رئيسية ومطلب أساسي للشارع اللبناني والمواطنين الذين عاشوا الويلات منذ العام ٢٠١٩، وحلت على رؤوسهم مصائب إضافية بعد المآسي التي تُصنف اليوم ضمن خانة الأمور العادية.
أمام الرئيس الجديد تحدياتٌ كثيرة لا خلاف حول هذا الأمر، أولهم الموازنة بين جميع مكونات البلد، ومراعاة هواجسهم، أكان لناحية ملفات التقسيم والتوطين والاستراتيجية الدفاعية والعلاقات الدولية وإعادة الإعمار وضبط الحدود، إضافةً إلى الملفات المجتمعية والمعيشية، ولديه مدة زمنية كافية إلى أن يحل موعد الانتخابات النيابية التي تُعد فرصة حقيقية أمام الرئيس عون لقطف ثمار هذه الفترة، بعد تكوين حزب مسيحي وكتلة نيابية ستحظى بشعبية، أولاً عن طريق احتضان نواب التيار الوطني المنشقين والمفصولين الذين يتمتعون بشعبية موجودة، وثانياً من خلال العمل على خلق جمهور مؤلف من مناصري حزبي القوات اللبنانية والتيار في وقت يعيش الجمهوريون حالةً من التعلق برئيسٍ مسيحي جامع ومعتدل، إضافةً الى غير المحزبين الذين سرعان ما سيُستقطبون الى جناح عون.
غير أن أرضية هذا المسار موجودة، وتصب في مصلحة الكثيرين، وأولهم الثنائي الشيعي الذي تحكم علاقته بحزبي القوات والتيار فجوة كبيرة، خصوصاً بعد توتر العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحر، أما حزب الكتائب فهو من الأحزاب المعروفة بموالاة رئيس البلاد تاريخياً، مما سيخلق علاقة وطيدة بين الطرفين، وحالهم كحال حزب المردة الذي يخدمه حتماً انخفاض شعبية الحزبين الأكبر مسيحياً.
وعلى المقلب الخارجي فلا تمانع الولايات المتحدة هذا الاتجاه، نظراً لموقفها العلني من التيار الوطني الحر، أما فيما يخص حزب القوات فمن البديهي أن الدعم الأمريكي المطلق له ينبع عن عدم توفر خيارات أخرى ووجود أرضية صلبة لهذا الحزب، كما أن فشل رئيس الحزب سمير جعجع تاريخياً بعدة مواقف وإحباطه العائد لعدم قراءة سياسية لمشاريع عديدة دُفع عليها أموال طائلة سيصل به الى غض طرف غربي عن منافس جديد على الساحة اللبنانية.
بهذا تجتمع عدة عوامل داخلية وخارجية وشعبية وسياسية مع وجود أرضية موجودة لصالح الرئيس الجديد من أجل خلق بيئة مسيحية جديدة، والجدير بالذكر أن السير قدماً بهذا المسار سيلحقه عدة عوامل مريحة وإضافات لإتمام الخطوة بنجاح، وتحديداً على المستوى المالي، ومن أبرز الأسماء التي قد تقف الى جانب عون هي رئيس مصرف سوسيتيه جينرال أنطوان الصحناوي الذي شهدت علاقته بالقوات اللبنانية تزعزعاً تجلى بابتعاد النائب جان طالوزيان عن معراب.

alafdal-news
