عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
مع انتهاء مخاض انتخابات رئاسة الجمهورية، الذي دام عامين وبضعة أشهر، الى اختيار العماد جوزاف عون رئيسا للجمهوربة، تحولت الانظار الى معركة رئاسة الحكومة التي يبدو أنها ستكون حادة، ولكنها ستُحسم في يوم واحد بعد انتهاء الاستشارات الاثنين المقبل، خلافا للوقت الضائع والطويل الذي استغرقه انجاز الاستحقاق الرئاسي.
ويكتسب اسم الرئيس المقبل للحكومة الجديدة أهمية فائقة كونه سيكون شريك رئيس الجمهورية المنتخب في انطلاقة عهد طال انتظاره ويعوّل عليه اللبنانيون الكثير للخروج من ازماتهم، وبالتالي فإن الانسجام والتناغم بين هذا "الديو" هو اساسي لانجاح العهد وتطبيق التطلعات الإصلاحية للعماد عون.
ومن الواضح أن المنافسة تتركز بين الرئيس نجيب ميقاتي والمرشح الذي ستختاره المعارضة من ضمن الخيارين المطروحين وهما النائبان اشرف ريفي وفؤاد مخزومي، من دون تجاهل اسماء أخرى متداولة كنواف سلام والنائب ابراهيم منيمنة.
وبينما يحاول حلفاء كل مرشح تأمين الأكثرية الكافية لتسميته عبر اتصالات مشاورات، يدور بعضها في العلن واغلبها في الكواليس، يلفت المواكبون لهذا الملف الى ان "الصوت المرجّح" سيكون خارجيا، وبالاخص سعوديا، خصوصا انه من المعروف تاريخيا ان موقع رئاسة الحكومة يهم الرياض استنادا إلى علاقتها التقليدية الوثيقة بالمكون السني، فكيف بعد عودتها القوية الى لبنان من بوابة ملف رئاسة الجمهورية، ومشاركتها في هندسة معالم المرحلة الجديدة.
ووفق هؤلاء، فإن كلمة السر التي افضت إلى وصول العماد جوزاف عون الى قصر بعبدا ستسري أيضا على مسألة تكليف شخصية سنية برئاسة الحكومة، معتبرين ان اختيار اسم من سيسكن السرايا حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026، سيكون استكمالا للاتفاق الكبير الذي تم على رئاسة الجمهورية، وامتدادا لمفاعيله.
والى ان تتضح الصورة الكاملة خلال الساعات المقبلة، فان القوى السياسية التي كانت مصنفة في خانة المعارضة، تعتبر ان الصدمة الايجابية التي أحدثها انتخاب جوزاف عون يجب أن تُستكمل بتكليف اسم لرئاسة الحكومة، يستطيع أن يتكامل مع الروح التغييرية التي يحملها عون، "والا فإن الاستعانة مجددا بوجه محسوب على "المنظومة" ستكون انتكاسة مبكرة للعهد الجديد وستشكل خيبة امل لمن استبشروا خيرا بولادته."
اما المؤيدون لعودة ميقاتي الى السلطة، فيكشفون ان اولوية تسميته كانت جزءا من التفاهم الذي ابرمه الثنائي مع عون في الاجتماع الشهير ببنهما قبل انعقاد الدورة الثانية التي أدت إلى انتخابه بمساهمة فعالة من نواب حزب الله وحركة أمل.
ويلفت هؤلاء الى ان من عناصر قوة ميقاتي انه كان على علاقة وطيدة وايجابية مع عون خلال توليه قيادة الجيش وبالتالي يفهم كلاهما الآخر جيدا الأمر الذي من شأنه تسهيل تعاونهما. كذلك يُصنّف ميقاتي، وفق داعميه، بانه صاحب خبرة واسعة، وملم بتفاصيل الملفات التي سيتصدى لها العهد الجديد، ويملك شبكة علاقات اقليمية ودولية واسعة ومؤثرة يحتاج إليها لبنان في مرحلة النهوض، وتربطه صلات ودية مع السعودية تعززت في الفترة الأخيرة، ما يعزز أوراقه في المنافسة.
يبقى ان الانتظار لن يدوم طويلا لمعرفة هوية رئيس الحكومة المكلف وان الاثنين لناظره قريب.

alafdal-news
