مريم حرب - خاص الأفضل نيوز
انتهت الحرب الإسرائيلية على لبنان، ليتبيّن مع عودة الجنوبيين إلى بلداتهم حجم الخراب والدمار. وفي ظلّ غياب إحصاء دقيق، تُظهر الأرقام الأولية تضرّر أكثر من 200 ألف وحدة سكنية و40 ألف محل بالقصف، بين ضرر جزئي وتدمير شامل، مع كلفة خسائر تفوق 20 مليار دولار. وُضِع ملف إعادة الإعمار على طاولة الحكومة الجديدة لإيجاد سبل تأمين الأموال، فماذا سيكون دور مصرف الإسكان في إعادة الإعمار؟
يجول المدير العام لمصرف الإسكان، أنطوان حبيب، على المسؤولين المعنيين في قطر لتأمين قروض مدعومة للسكن وإعادة الإعمار، بعد إبداء قطر استعدادها للمساعدة عقب زيارة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى لبنان. ويؤكّد حبيب أنّ "قطر مستعدّة لتقديم قروض سكنية للبنانيين الذين إمّا تدمرت بيوتهم أو تضرّرت نتيجة الحرب، وكذلك لذوي الدخل المحدود". ويشرح في حديث لموقع "الأفضل نيوز" أنّ "كلّ من تضرّر منزله سيُمنح قرضًا لمدة 15 سنة بفائدة مدعومة، مع سنتين فترة سماح عبر مصرف الإسكان. أمّا بالنسبة للمساكن المدمّرة، فلا يمكن إعطاء قروض قبل أن تستكمل الدولة اللبنانية مسحها، وتحديد المواقع، وإعادة بناء البنى التحتية".
ويلفت حبيب إلى أنّ "المبلغ الذي سيحصل عليه لبنان في المرحلة الأولى هو 100 مليون دولار، ويُدفع على سنوات عدة يُرجّح أن تصل إلى خمس سنوات، وطلبنا رفع سقف القرض إلى 100 ألف دولار". كما سيتمكّن ذوو الدخل المحدود والمتوسط من الاستفادة بدورهم من قروض مدعومة لمدة 20 سنة عبر صندوق التنمية القطري. ويشير حبيب إلى أنّ "طريقة الحصول على القرض هي نفسها التي وضعها مصرف الإسكان للحصول على قرض من القروض التي قدّمها مع الصندوق العربي الكويتي". كما يعمل مصرف الإسكان، في مباحثاته في قطر، على أن يكون لذوي الاحتياجات الخاصة فرصة هم أيضًا للحصول على قرض مدعوم.
في الأيام المقبلة، ستتشكّل بعثة من وزارة الخارجية القطرية لزيارة لبنان والبحث في الأمور التفصيلية وإجراء بعض الكشوفات، على أن تُطلع البعثة رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية ومجلس الوزراء القطري على نتائج زيارتها، لإبلاغ مصرف الإسكان بالموافقة النهائية على القرض القطري وآليته.
مع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، أُعيد الأمل إلى اللبنانيين بمستقبل أفضل، وقد تُرجم هذا بتزايد عدد طالبي القروض السكنية والمطالبين بشراء أسهم في مصرف الإسكان، بحسب ما صرّح حبيب من قصر بعبدا عقب لقائه رئيس الجمهورية وإطلاعه على خلاصة لقاءاته في قطر.