حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وزير الخارجية الأمريكي: الرئيس ترامب يريد السلام لا بدء حروب جديدة   /   رويترز عن وزير الخارجية الأمريكي: الرئيس ترامب لن يسمح لإيران أبدا بالحصول على قاعدة في الأمريكيتين   /   الشاباك: تصريحات نتنياهو اتهام خطير لمنظمة حكومية في "دولة إسرائيل"   /   رويترز عن مصادر مطلعة: المندوب الروسي انتقد حل الجيش السوري والتخفيض الهائل في القوى العاملة في القطاع العام   /   وزير الخارجية ‎الأمريكي: بنما دولة صديقة للولايات المتحدة ولذلك امتيازاته   /   أ. ف. ب: الرئيس ‎البرتغالي يدعو لانتخابات برلمانية مبكرة في 18 أيار المقبل   /   الدفاع الروسية: دفاعاتنا الجوية دمرت 4 مسيرات أوكرانية في الأجواء الروسية خلال الساعات الماضية   /   الأبراج البريطانية تطرح مجدداً   /   وفد سوري يجول في السجون   /   القناة ١٢ الإسرائيلية عن مصدر أمريكي رفيع: لم تتم إقالة بولر وهو يواصل عمله في الشرق الأوسط دعما لفريق ويتكوف   /   نتنياهو: الهدف الوحيد هو منعي من اتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح جهاز الشاباك بعد فشله الذريع في 7 أكتوبر   /   نتنياهو: لم يسبق بتاريخ إسرائيل أن هدد رئيس سابق لجهاز أمني رئيس وزراء في منصبه وابتزه على الهواء مباشرة   /   زيلينسكي: إذا كان ضغط الولايات المتحدة على روسيا كافيا ستتاح فرصة حقيقية للبدء في اتخاذ خطوات نحو السلام   /   الإدارة الذاتية الكردية: الإعلان الدستوري لا يمثل تطلعات شعبنا ولا يدرك هوية سوريا   /   زيلنسكي: موقف بوتين من الهدنة مجرد تلاعب والاقتراح الأمريكي غير مشروط   /   بلومبرغ عن مصادر مطلعة: المناقشات بين واشنطن وموسكو بشأن إمكانية التعاون مع غازبروم لا تزال في مرحلة مبكرة   /   ترامب: أعتقد أنه لن يتم استئناف إطلاق النار بعد أن نتوصل إلى اتفاق بين أوكرانيا وروسيا   /   يسرائيل هيوم: حماس تطالب بالانسحاب من محور صلاح الدين والالتزام بالمرحلة الثانية من الاتفاق   /   مستشار المرشد الإيراني: الرئيس الأمريكي يدعي أنه رجل سلام مع أنه نكث العهود بنقضه الاتفاق النووي   /   إعلام أميركي: الكرملين أبلغ الولايات المتحدة أنه لا يريد حضور مبعوث ترامب لأوكرانيا وروسيا محادثات السلام   /   مراسلة الأفضل نيوز: غارات معادية جديدة تستهدف البقاع   /   يسرائيل هيوم عن مصادر: ويتكوف سيزور إسرائيل للاجتماع مع رئيس الوزراء بشأن مقترح الصفقة الجديد   /   القناة 12 الإسرائيلية: رغم أن جميع الأطراف في ‎الدوحة من غير الواضح إلى أين يمكن أن تصل المفاوضات   /   الجيش الإسرائيلي: هاجمنا قبل قليل موقعا لإنتاج وتخزين أسلحة استراتيجية لحزب الله في منطقة البقاع شرقي ‎لبنان   /   مراسلة الأفضل نيوز: غارات معادية على السلسلة الشرقية مع تحليق كثيف للطيران الحربي   /   

حكومةٌ أو حكومتان؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كتب جوزف الهاشم في الجمهورية: 

 

استمعنا بشغَفٍ إلى مناقشة البيان الوزاري في البرلمان، وراح النواب يحلّلون مضامين البيان إجتراراً على اجترار في منافسة منبريّة، والمنابر المجلسيّة طالما اشتاقت إلى أربابها.

 

في مراجعة للبيانات الوزارية منذ الاستقلال، يتبيّن أنّ هناك ثمانيةً وسبعين بياناً لثمانٍ وسبعين حكومةً، ولم تكن ممارسات الحكومات منطبقة على مضمون البيانات، ما يعني أنّ لا جدوى من مناقشةِ ما يُكتب بالحبر على صفحات الورق، بل ما يُكتبُ بماء الوجهِ على صفحات التاريخ.

 

لذلك، لم يشغلني في البيان المحتوى، بقدر ما شدّني إليه الشكل، والشكلُ هو المظهر البليغ الذي يعكس جوهر المضمون.

 

في الشكل اللفظي: استمعتُ إلى وزير الإعلام يتلو العناوين الكبرى للبيان الوزاري في القصر الجمهوري فلفتَتْني تسميةُ رئيس الجمهورية بالسيد الرئيس، ورئيس الحكومة بالسيد، عبارةٌ تحلّ محلّ أصحاب الفخامة وأصحاب الدولة وأصحاب المعالي، وهي ألقابٌ تتمتّع بالعصمة والحصانة وتتقارب من أسماء الله الحسنى، حتى إذا شئتَ أن تحاسبها فكأنّكَ تحاسب ألقاباً إِلهيّة.

 

على أنّ كلمة السيّد لا تقلّ مهابةً عن الفخامة، لدرجة أنّ خطيب الثورة الفرنسية «ميرابو» رفض استبدال الألقاب الأرستقراطية بلقب السيد لأنّه يُعبّر عن استعلاء الحاكم على المحكوم، فأطلق على كل إنسان فرنسي لقب المواطن.

 

ألا ترَون أننا نحن أوْلى باعتماد لقب: الرئيس المواطن والوزير المواطن والنائب المواطن، في الوقت الذي نحتاج فيه كثيراً إلى التذكير بالوطنية والمواطن والوطن؟

 

في الشكل، يبرز أيضاً في البيان اسم «الدولة» طاغياً على كلّ المضامين والعناوين: فجاء فيه: «إصلاح الدولة، تحصين الدولة، إعلاء بناء الدولة، الدولة القادرة، دولة تردع المعتدي، بسط سيادة الدولة، حق الدولة في احتكار السلاح، دولة تملك قرار الحرب والسلم، دولة جيشها صاحب عقيدة، دولة وفيّة للدستور، دولة محايدة في التنافس السياسي، إلى ما جاء في نهوض الدولة، وترفُّعها عن الإنحياز...».

 

في علم النفس السياسي إنَّ التشدّد بتكرار اسمٍ ما أو حالةٍ ما، يعبّرُ عن قلقٍ وخوفٍ وترقّب، وهل هناك أشدُّ من الخوف على دولةٍ تكاد تفقد أبرزَ مرتكزات وجودها الكياني والسيادي والقانوني؟

 

أحببت أن أذكر هذه العناوين للدولة، تعميماً للفائدة، وحتى تظلّ راسخة في أذهان المواطنين ووجدان المواطن الرئيس والمواطن النائب والمواطن الوزير.

 

من أجل استيعاب كل ما تعنيه كلمة الدولة ومفرداتها في البيان، على هذه الحكومة أن تخرج من كوابيس التقليد، وأن يكون لها في البُعد السياسي بيانان: بيانٌ مكتوب، وبيانٌ موثوق - أي ميثاقي - والميثاق في القاموس هو العهد، والعهد لا يبَرُّ بهِ الكلامُ المعسّل، بل هو الإقدامُ مهما كانت الصعوبات، كما جاء في ردّ رئيس الحكومة على النواب «ولا بدّ عند الشهدِ من إبَرِ النحلِ».

 

وعلى هذه الحكومة، أن تكون حكومتين: حكومة موالاة وحكومة معارضة معاً، بحيث تراقب نفسَها بنفسها، لأنّ المجلس النيابي المتورّط بالمخالفات لا يستطيع أنْ يحاسب الحكومة على أدائها، ولأنَّ المعارضة النيابية لهذه الحكومة هزيلةُ الحجم واهيةُ الحجّة، شأنها شأنُ الذين ألقوا يوسف في البئر وراحوا يتودّدون إليه عندما أصبح وزيراً في قصر فرعون. هناك رهان تاريخي على هذه الحكومة، وعلى هذا العهد العارمِ الدعم ورهانات التاريخ قلّما تتكرّر. فما لكَ بعدَ هذا اليومِ يومٌ فإنْ لمْ تستطعْ لنْ تستطيعا.