منال زعيتر - خاصّ الأفضل نيوز
من المبكر التفاؤل بأن المنطقة ذاهبة إلى استقرار أمني بمعزل عن الانفتاح الإيراني على السعودية والمفاوضات مع واشنطن والتقارب العراقي مع سوريا..كل المؤشرات الإيجابية في المنطقة وحتى الترتيبات الجديدة في لبنان التي يعمل حزب الله على تسهيلها خلافا لكل التوقعات يهددها عدم الاستقرار في غزة واستمرار العدو برئاسة نتنياهو في حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني، وكأن واشنطن تقول لنا "إما الرضوخ لمطالبنا أو نتنياهو حاضر وتجربة غزة خير دليل".
المشكلة أن الحذر الواجب في التعاطي مع المتغيرات الجذرية في لبنان والمنطقة لا ينطبق على البعض في الداخل اللبناني الذين تورطوا في إشهار سلاح الحرب الأهلية في وجه الشيعة وقوى المقاومة في لبنان ، ليبدو المشهد مكملا من حيث يدري هؤلاء أو لا يدرون للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ أيلول والذي لم ولن يتوقف إلا تحت ثلاثة مندرجات وفقا لقيادي في الصف الأول في الثنائي الوطني:
الأول: التطبيع الكامل بين لبنان والعدو الإسرائيلي ،ثمة معلومات موثوقة بأن العدو يرفض العودة إلى هدنة ١٩٤٩ الذي نصت على وقف الأعمال العدائية بين العدو والدول العربية،ويعتبرها هدنة ناقصة لا تؤمن السلام الدائم للمستوطنين في الشمال الفلسطيني.
ثانياً: موافقة لبنان على توطين الفلسطينيين بشكل نهائي، ونزع سلاح المخيمات.
ثالثاً: تدويل قرى الحافة الأمامية وجعلها تحت وصاية الأمم المتحدة.
ما تقدم لا يناسب الدولة اللبنانية أو قوى المقاومة، وسبق للطرفين أن رفضا هذه الطروحات خلال مراحل التفاوض حول توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بعد عدوان أيلول.
للأسف، يقول القيادي لموقع "الأفضل نيوز" إن "التشاؤل" يطبع المرحلة ،وإن استبعاد الحرب الأهلية لا يعني عدم عودة التوترات الأمنية، فيما استبعاد العدوان الإسرائيلي وتجدد الحرب لا يلغي إمكانية أن لم نقل حتمية توجيه العدو لضربات أوسع في الداخل اللبناني تحت حجة استهداف كوادر وقيادات في المقاومة وحتى مراكز يزعم العدو أنها تعود لحزب الله.
ويضيف، إن لبنان يمر بمرحلة انتقالية خطيرة جدا، كل القوى تركز على مسالة سلاح المقاومة فيما لم توضع خطة جدية بعد لإعادة الإعمار ومعالجة الأزمة الاجتماعية التي خلفها العدوان وما زال، والأخطر ما تسرب عن موافقة الدولة اللبنانية بشكل غير رسمي بعد على الطروحات الثلاثة التي قدمتها واشنطن وتم إبلاغها لقوى لبنانية أساسية عبر وسطاء للأسف وليس من الجهات اللبنانية المعنية.
بناء على ما تقدم، يمكننا أن نؤكد من موقعنا أن سياسة العصا والجزرة الأميركية التي تمارس على لبنان بعناوين مختلفة تتطلب أقصى درجات الوعي والحذر والتأني في مقاربة كل المسائل الخلافية والابتعاد عن سياسة التجييش الطائفي التي يتبعها البعض.