مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
في الآونة الأخيرة، أعلن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام خلال كلمته بعد نيل الحكومة الثقة من مجلس النواب، عن ضرورة تطوير المرافئ في لبنان بما في ذلك مرفأ جونية السياحي. إلّا أنّ المطالبات بتنفيذه لا تزال قائمة (منذ عام 2017 حتّى الساعة).
ورغم ضرورة استكمال مشروع مرفأ جونية السياحي، خاصةً في ظل وضعنا الحرج إلّا أنّ هذا المشروع يبقى معلقًا. فما السبب؟ وما دوره الاقتصادي بالنسبة للبلد ككلّ؟
خلفية المشروع
عام 2006، تم تدشين المرفأ والذي تُقدّر تكلفته بـ16 مليون دولار. وقد أُقرّت هذه الموازنة ورُصدت لها الأموال، إلا أنّ التنفيذ لم يبدأ بعد. وصحيح أنّ الدراسات أُنجزت عام 2008، إلا أنّ العمل لا يزال متوقفًا حتى يومنا هذا. فما السبب وراء تجميده؟
عام 2016، تم البدء في إنشاء الحوض الرابع الذي يضم سنسولًا بطول 3 كلم، وهو قادرٌ على استيعاب 3 سفن سياحية ضخمة. ولكن تم رصد 15 مليار ليرة فقط من قبل وزارة الأشغال على مدى 3 أعوام، مما أدى إلى توقف الأعمال بسبب الأزمة الاقتصادية تلتها أزمة كورونا.
الجدوى الاقتصادية
بحسب المعلومات، يُقدّر أنّ هذا المشروع سيخلق آلاف الفرص وسيعزز السياحة في مناطق واسعة تشمل منطقة كسروان بشكلٍ خاصٍ. ويُتوقّع أن يستقبل المرفأ حوالي 5 آلاف سائحٍ يوميًا مما سيسهم في تنشيط العجلة الاقتصادية.
فهل نأمل خيرًا مع تشكيل الحكومة وما هي الشروط الملحّة لتطوير مرفأ جونية السياحي؟
بحسب ما أشار إليه رئيس بلدية جونية جوان حبيش، فإنّ "مرفأ جونية يتكوّن من 3 أحواض، الأول سياحي، الثاني للصيادين والثالث عسكري. والعسكري كان يستخدم خلال الحرب لنقل المسافرين من جونية إلى قبرص. وكانت تُنقل البضائع للسفن التجارية الصغيرة. وللأسف، السياحي اليوم لا يصلح لأنه وفي كل مرة يتم الحديث عن مرفأ جونية السياحي، تبوء محاولاتنا بالفشل، نتيجة الانهيار المالي والأمني في البلد".
وأوضح في حديثه لموقع الأفضل نيوز "أنّ الـ 10 ملايين دولار لم تكن كافية لتنفيذ هذا المشروع الضخم، وهو يحتاج اليوم إلى تلزيمه لشركة خاصة عبر BOT، وهو الخيار الأنسب في الوقت الحالي؛ لأن البلد عاجز عن إصلاحه في الفترة الصعبة هذه.
أما المشكلة الأساسية هي بالتكاليف، فتكلفة الرحلة البحرية من قبرص هي أغلى بكثير من سفر بالطيارة بحدود النصف الساعة".
لماذا بدأت المطالبات باستلام الشركة الخاصة المرفأ؟
الأسباب عديدة ومنها: التمويل أولًا، لأن الشركات الضخمة لديها تقنيات حديثة باستطاعتها تمويل هكذا مشروع ما يعزز استدامته. الخبرة ثانيًا، لأنّ الشركات الكبيرة تتمتع بخبرة كبيرة وتعاون دولي ممّا يساعد على التنفيذ وفق الشروط العالمية. أما النقطة الأهم هي الموارد البشرية، فلدى هذه الشركات أساليب متطورة للموارد البشرية مما يساعد في تفادي التأخيرات والتكاليف الزائدة".
حبيش أمل "ألّا يكون الحديث المستجدّ عن تطوير مرفأ جونية مجرّد كلام، وأنّه يمكن لمس جدية الموضوع عندما يموّل المرفأ من قبل شركات ضخمة عالمية فقط".