ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
بين فرح بالمعلومات المتداولة، معززة بمواقف أميركية وإسرائيلية ضبابية، وتخوف من أن تصح المعطيات مع ما قد يحمله معه استبدال مساعدة المبعوث الأميركي إلى المنطقة، مورغان أورتاغوس، من تطورات وأحداث، تبقى السيناريوهات الغامضة سائدة على خلفية تقديم الرغبات والأمنيات على الحقائق الصعبة، ما لم تضع واشنطن رسميا حدا لكل التكهنات والشائعات.
فالعالمون بخفايا ما يجري في أروقة البيت الأبيض، يجزمون أن ما يحصل من تشكيلات في الإدارة، مرتبط بحسابات أميركية داخلية، خصوصا أن المئة يوم الأولى من الحكم "الترامبي" بينت وجود "ثغرات"، وخلافات أساسية داخل الفريق الرئاسي، حول ملفات استراتيجية، وصلت حدود الاشتباك بين أطرافها، الواقفة على طرفي نقيض.
وليس بعيدا عن ذلك، يعد الملف اللبناني واحدا من تلك الملفات العالقة، في ظل الضغط الكبير الذي يمارسه الكونغرس على الإدارة، ما يؤكد أن وضع لبنان المجمد حاليا ينتظر اكتمال الخطوات الجارية بسرعة هائلة في المنطقة قبل إعادة البحث في قضاياه التفصيلية.
وإلى اللحظة التي يحدد فيها مصير أورتاغوس، ينبغي التوقف عند كيفية تمرير الوقت الفاصل بين آخر زيارة لها والموعد المقبل، مع انصرافها إلى جانب متابعتها للوضع في لبنان للقيام بمهام أخرى إضافية ألقيت على عاتقها، حيث ستشارك في الساعات المقبلة إلى جانب الموفد الرئاسي الأميركي الخاص بالأزمة السورية توماس براك في زيارتهما إلى تل أبيب مطلع الأسبوع المقبل للبحث في بعض الخطوات التي تحققت على الساحتين السورية واللبنانية.
وعليه، فإن تحديد أي موعد لأورتاغوس بعيدا من المواعيد الوهمية والملغومة التي تسربت عن خطأ أو عن عمد، سيشكل مناسبة للكشف عما تحقق من خطوات ما زالت عالقة. ذلك أن ما سيحضر على طاولة المفاوضات سيشكل محطة لإطلاق مرحلة جديدة يمكن أن تقود البلاد إلى مرحلة من الانفراج أو العكس.
مصادر أميركية مطلعة كشفت، أن اللقاء الأخير الذي عقد بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر والمبعوث الأميركي الخاص إلى المنطقة، ستيفين ويتكوف، لبحث ملفي غزة وإيران، تطرق إلى الموضوع اللبناني، حيث أعادت واشنطن طرح فكرة انسحاب إسرائيل الكامل، مع الاحتفاظ بحقها بالمراقبة الجوية، بهدف سحب الحجج من أمام الجانب اللبناني، ما يعزز الموقف الأميركي في مسألة المطالبة بنزع سلاح حزب الله.
غير أن الرد الإسرائيلي لم يكن مشجعا، حيث أصرت تل أبيب، بمستوييها السياسي والعسكري، على مواقفها، معتبرة أنها تعمل "منفردة" وبالتوازي مع القرار الدولي، والغطاء الأميركي على استكمال عملية تفكيك حزب الله التي بدأتها، وتدمير بنيته العسكرية وترسانته، كاشفة في هذا الإطار، أن التقارير الاستخباراتية المختلفة تتقاطع، على أن حزب الله لا زال يحتفظ بآلاف المقاتلين، فضلا عن مئات المخازن والأنفاق، التي تحتوي على آلاف الصواريخ القصيرة المدى والقذائف المدفعية والصاروخية، ومئات الصواريخ المتوسطة المدى، وعشرات الصواريخ البعيدة المدى والدقيقة، فضلا عن الاف المسيرات على أنواعها، والتي يملك القدرات الكافية لتصنيعها بكلفة زهيدة.
إزاء ذلك تتابع المصادر أن ديرمر أبلغ الجانب الأميركي أن بلاده تملك بنك أهداف لبنانيًّا "محدثًا"، وإنها جاهزة لتنفيذ مناورة برية في لبنان، وفقا لخطط القيادة الشمالية، تتقدم بموجبها من المواقع الخمسة التي تحتلها باتجاه نقاط جديدة في عمق جنوب الليطاني، تسمح لها بإعادة فرض سيطرتها على كامل الشريط الحدودي الذي كانت تحتله قبل انسحاب عام ٢٠٠٠، خصوصا أن عودة مستوطني الشمال حتى الساعة لا زالت دون المستوى المطلوب.