عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
صدمة لدى الطامحين لأداء نائب المبعوث الأميركي بعد تداول أنباء استبدالها.
أُصيب الطامحون لأداء نائب المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، بصدمة بعد شيوع أنباء عن استبدالها بشخصية أخرى.
وعمليًا، لا يمكن الجزم بأن هذا التغيير جاء نتيجة تحولات فكرية لدى قادة البيت الأبيض، بل من المرجح أن يكون مرتبطًا بأسباب تقنية تتعلق بالتعديلات التي تنوي الإدارة الأميركية إجراءها ضمن فريق عملها في الشرق الأوسط، والتي بدأت بتعيين مبعوث خاص جديد إلى سوريا.
ما يهمنا في لبنان هو مسألة بقاء أورتاغوس أو استبدالها، والأهم من ذلك ما إذا كانت زيارتها المُقترحة أو المُحتملة ستُنفَّذ.
في الواقع، طُرحت فكرة الزيارة في إطار تغطية إعلامية شابها الكثير من التأويل. فمنذ أكثر من شهر، تتداول وسائل إعلام معيّنة معلومات تُشير إلى أن أورتاغوس في طريقها إلى بيروت، بل إن بعضها ذهب إلى حد تحديد جدول أعمال مفترض وتسريبه، مما دفع ببعض الجهات الرسمية اللبنانية إلى التواصل مع المعنيين في واشنطن للاستفسار عن دقة تلك المعلومات. ويُنظر إلى هذا التحرك على أنه ذو تأثير فعلي، وربما هذا ما كانت تسعى إليه أورتاغوس.
لكن تبين لاحقًا، بعد التواصل مع أكثر من مصدر، أن أي مواعيد رسمية لم تُحدّد أساسًا بالتنسيق بين الجانبين الأميركي واللبناني. وانطلقت فكرة الزيارة من تصريحات سابقة أدلت بها أورتاغوس في اجتماعات رسمية، أشارت فيها إلى نيتها في زيارة لبنان كل 6 إلى 8 أسابيع.
وقد ساهمت أورتاغوس بمهارة في استخدام الفراغ الإعلامي الذي خلّفه المبعوث الأميركي السابق، آموس هوكشتاين، لزيادة حدة الاستقطاب حولها، ودفعت عبر الإعلام بأفكار مرتبطة بزيارتها المرتقبة، لاختبار مدى تقبّلها في الأوساط اللبنانية. ومن بين ما جرى تداوله، موضوع “مقايضة” مصير اللاجئين السوريين بانسحاب إسرائيلي من بعض المناطق، وهو ما قوبل لبنانياً باستنكار واسع.
حتى الآن، لا تزال فرضية زيارة أورتاغوس قائمة، لكن لا توجد مواعيد محددة من جانب السفارة الأميركية في بيروت. وتروج جهات مقرّبة من “فريق أورتاغوس” في بيروت، أن الزيارة قد تُحدَّد مبدئيًا بعد عيد الأضحى، على أن تتناول مدى التزام لبنان بالمطالب أو التصورات التي سبق أن طرحتها أورتاغوس في مهماتها السابقة، وإن لم يُؤكد ذلك رسميًا بعد.
وعلى الرغم من أجواء الارتياح التي سادت بعض المواقع الرسمية، ومنها قصر بعبدا، بعد تسريب خبر احتمال استبدال أورتاغوس، فإن تلك الجهات لا تزال تواصل إعداد برنامج محتمل للقاءات معها، يتصدره عرض ما أنجزه الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، في إطار يتماشى مع متطلبات تنفيذ قرار وقف الأعمال العدائية الساري منذ 27 تشرين الثاني الماضي.
وفي حين يُفضل الجانب اللبناني أن تُقدّم الولايات المتحدة مساعدات إضافية لدعم الجيش في تعزيز انتشاره، يبدو أن السلطات اللبنانية بدأت تنحو أيضًا نحو هدف لا يقل أهمية: الحفاظ على وجود قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان، خاصة مع اقتراب موعد طرح ملف التجديد لها في مجلس الأمن بعد حوالي شهرين.
وتفيد معطيات بأن الولايات المتحدة تميل إلى دعم مقترح إسرائيلي يقضي بإفساح المجال للجيش الإسرائيلي للقيام بالمهام جنوب الليطاني بدلاً من “اليونيفيل”، وهو ما يُعد خرقًا لاتفاق 27 تشرين الثاني، ويمنح إسرائيل فرصة للتوسع داخل الأراضي اللبنانية أو تولي المهام الأمنية هناك مستقبلاً.
خيار كهذا من شأنه تقييد تحركات الجيش اللبناني وإرباكه، لا سيما أن الجيش لا يتحرك في المناطق التي يوجد فيها العدو الإسرائيلي لتجنّب الاشتباك، ويترك تلك المهام لقوات “اليونيفيل”.
وقد علمت “الأفضل نيوز” من مصادر سياسية مطلعة أن هذا الموضوع طُرح خلال زيارة قائد قوات “اليونيفيل” في لبنان، الجنرال لاثارو، الأخيرة للمسؤولين اللبنانيين. وتفيد المعلومات أن قيادة “اليونيفيل” تُفضّل الاستمرار في مهامها والتفويض الممنوح لها، وتعتبر أن الظروف الحالية تتيح لها تحقيق نتائج لم تكن ممكنة منذ عام 2006، ما يعزز من قناعتها بأن مهمتها تقترب من تحقيق أهدافها.
ومن المنتظر أن يُقدّم لبنان قريبًا طلبًا رسميًا لتجديد تفويض “اليونيفيل”، من دون معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستربط موافقتها بشروط جديدة، قد تشمل توسيع صلاحيات القوات الدولية، وفرض تلك الشروط على لبنان تحت ذريعة الضرورات الأمنية.