حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ‏وسائل إعلام إسرائيلية: اشتباكات بالأيدي بين الشرطة ومتظاهرين في تل أبيب ضمن الاحتجاجات المناوئة للحكومة   /   دولة الإمارات ترحب بإعلان أذربيجان وأرمينيا التوصّل إلى اتفاق سلام تاريخي   /   القناة 11 الإسرائيلية: ‎نتنياهو ألغى لسبب غير معلوم مؤتمرا صحفيا هذا المساء   /   قيادي بحماس: نتواصل باستمرار مع الوسطاء للحديث عن وقف حرب غزة   /   تحليق متواصل للطيران المسير الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء بنت جبيل   /   كان العبرية عن مصادر: هناك إمكانية للتوصل إلى صفقة على الرغم من معارضة وزراء في الكابينت   /   ‏القناة 12 العبرية نقلاً عن سموتريتش: في جلسة الكابنيت الأخيرة فقدتُ الثقة بأن نتنياهو قادر أن يقود الجيش الإسرائيلي إلى النصر في غزة   /   سموترتش: نتنياهو استسلم للضعف والعاطفة   /   الخارجية السعودية: نشيد بجهود الجيش اللبناني لبسط سيادة الحكومة على كافة أراضي البلاد   /   الخارجية السعودية: نتضامن مع لبنان حكومة وشعبا   /   الخارجية السعودية: نعرب عن التعازي جراء وفاة وإصابة أفراد من الجيش اللبناني بجنوب لبنان   /   وزارة الدفاع: أي كلام عن تنسيق للواء منسى مع العدو الإسرائيلي محض اختلاق وافتراء   /   وسائل إعلام إسرائيلية: متظاهرون بدأوا بإغلاق شوارع وسط تل أبيب في إطار الاحتجاجات ضد الحكومة   /   ‏القناة 13 العبرية: الحكومة ستصدق غداً على تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط   /   هيئة البث الإسرائيلية: الكابينيت أقر زيادة المساعدات لغزة بهدف إضفاء شرعية على توسيع العملية العسكرية في غزة وتحضير الظروف الميدانية لنقل السكان جنوبا   /   مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة لإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة   /   الحزب التقدمي الإشتراكي يقدم "أحرّ التعازي بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا اليوم في الجنوب أثناء تأديتهم لواجبهم" ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى   /   معلومات الجديد: قطر أظهرت دعماً للبنان خاصة في مجال الطاقة والجانب القطري وافق على مبلغ 200 مليون دولار للكهرباء والبحث يجري حول كيفية صرف هذا المبلغ ‎   /   وول ستريت جورنال: أوروبا وأوكرانيا قدمتا مقترحا مضادا لخطة بوتين لوقف النار   /   وزارة الخارجية تشجب تصريحات المستشار السيد علي أكبر ولايتي وتعتبرها "تدخّلًا سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية"   /   "يدفع ضريبة الـ.ـدم مجددًا".. مراد يعزّي بشـ.ـهداء الجيش   /   مصادر للجزيرة: مستوطنون يقتحمون خربة سمرة بالأغوار الشمالية في الضفة الغربية   /   مؤتمر لشيوخ القبائل الليبية: يجب الدخول في مرحلة جديدة لبناء دولة مدنية موحدة   /   عمّار: جيشنا الوطني يشكّل صمام أمان للوطن وصنع مع المقاومة والشعب ثلاثية ذهبية واجهت العدو وأطماعه بأرضنا   /   عضو لجنة الدفاع الوطني النائب علي عمار: الجيش الوطني يشكل صمام أمام للوطن وصنع مع المقاومة والشعب ثلاثية ذهبية واجهت العدو وأطماعه   /   

سقط الستار على المسرح.. وداعاً زياد الرحباني

تلقى أبرز الأخبار عبر :


فقد لبنان اليوم أحد أبرز رموزه الثقافية والفنية، برحيل الفنان والمسرحي والموسيقي زياد الرحباني، الذي توفي عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد مسيرة استثنائية ترك خلالها بصمة لا تُمحى في الوجدان اللبناني والعربي.

 

 

زياد، الذي وُلد في الأول من كانون الثاني عام 1956 في بلدة أنطلياس، هو الابن البكر للفنانة السيدة فيروز والفنان الراحل عاصي الرحباني. ومنذ سنواته الأولى، عُرفَ  بحمله جينات الفن والتمرّد، ليشق طريقًا خاصًا به بعيدًا عن النمط التقليدي الذي اتّبعه الأخوان رحباني، واضعًا بصمته في المسرح والموسيقى والكتابة السياسية الساخرة.

 

 

انطلق زياد في مسيرته بعمرٍ مبكر جدًا، حين لحن أول أغنية له بعنوان “ضلك حبيني يا لوزية” وهو لا يزال في السادسة عشرة. لكنه برز أمام الجمهور العريض حين كتب ولحن أغنية “سألوني الناس” لوالدته فيروز عام 1973، وهي الأغنية التي غنّتها خلال غياب عاصي الرحباني إثر أزمة صحية، فحملت في كلماتها وموسيقاها وجعًا مزدوجًا -شخصيًّا وفنيًّا.

 

 

لاحقًا، قدّم زياد سلسلة من الأعمال المسرحية الجريئة واللافتة، خرجت عن السياق الغنائي الرومانسي الذي ساد في زمنه، واتّخذت طابعًا نقديًا ساخرًا جسّد من خلاله قضايا الفقر، الفساد، الحرب الأهلية، وازدواجية المجتمع اللبناني. 

 

 

كانت أولى مسرحياته “سهرية” عام 1973، تبعتها أعمال أيقونية مثل “نزل السرور”، “بالنسبة لبكرا شو؟”، “فيلم أميركي طويل”، “شي فاشل”، “بخصوص الكرامة والشعب العنيد”، و“لولا فسحة الأمل”. كلها أعمال قدّمت رؤى سياسية واجتماعية بعيون الشارع، لا من فوق منصّات القرار.

 

 

مسرح زياد لم يكن مجرد خشبة، بل تحوّل إلى مساحة وعي جماعية تفضح التناقضات وتسخر من المسلّمات، مزج فيه النكتة بالحزن، واليأس بالأمل، والكلمة البسيطة بالرسالة العميقة. كان جمهوره من كل الطبقات: من المثقفين إلى الناس العاديين الذين وجدوا فيه صوتًا يشبههم ويتكلم لغتهم.

 

 

أما على صعيد الموسيقى، فقد طوّر زياد الرحباني لونًا خاصًا، متأثرًا بالجاز والموسيقى الشرقية والغربية، مزجها بذوق فريد في أعماله مع فيروز مثل: “عودك رنان”، “كيفك إنت؟”، “أنا عندي حنين”، و“بكتب اسمك يا حبيبي”، كما أصدر أعمالًا موسيقية خاصة به منها: “هُدوء نسبي”، “أنا مش كافر”، و“مونودوز”. كل عمل كان تجربة موسيقية وفكرية كاملة، لا تخلو من البُعد السياسي أو الوجداني.

 

 

إلى جانب أعماله الفنية، تميز زياد أيضًا بمشاركته في برامج إذاعية حملت توقيعه النقدي الساخر، أبرزها “بعدنا طيبين، قول الله” و“العقل زينة”، حيث فتح النار على السياسيين، وسخر من الشعارات الجوفاء، واستفزّ المستمع ليعيد التفكير في كل شيء.

 

 

سياسيًا، لم يُخفِ زياد ميوله إلى اليسار، وكان طوال حياته مناصرًا لقضايا العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ومواقفه الجريئة لطالما أثارت الجدل، لكنه بقي ثابتًا في قناعاته، غير معنيّ بالشعبوية أو التنازلات.

 

 

برحيله، تُطوى صفحة من أجمل ما كتبه العقل اللبناني المعارض. لم يكن زياد فنانًا تقليديًا، بل حالة فكرية وإبداعية متكاملة، جمعت بين الرفض والتحليل والابتكار، ووقفت في وجه السائد والسطحي والمُزيّف.

 

 

ودّع لبنان اليوم صوتًا لطالما قال ما لم يُقَل، وكتب ما خاف منه الكثيرون، وغنّى للناس لا للمنابر. ومع أن جسده رحل، يبقى إرثه الفني والمسرحي حيًا، يُقرأ ويُشاهد ويُستعاد كلما أردنا أن نتذكر ما تبقّى من عقل وكرامة في هذا البلد.