أشار النائب حسن مراد في ذكرى ثورة 23 يوليو في البقاع ، إلى أن هذه الثورة ليست مجرّد ذكرى سنوية، بل هي مسار حي ونهج والتزام، مؤكدًا أنها غيّرت وجه العالم العربي وأسقطت التبعية وبنت الحلم العربي الكبير.
ومن وهج هذه الذكرى الخالدة، قال مراد إن جمال عبد الناصر دعا لوحدة العرب وتحرير فلسطين والعدالة الاجتماعية، لافتًا إلى أن الثورة كانت تجربة أصيلة عبّرت عن وجع الناس، ورسّخت قناعات صالحة للأمس وضرورية للحاضر وواعدة للمستقبل.
وأكد أن العروبة التي يؤمن بها حزب الاتحاد هي عروبة ثورة 23 يوليو، معتبرًا أن الالتزام بقضية فلسطين دون مساومة، وانتهاج خط المواجهة، والسعي إلى الاستقلال الوطني وحرية القرار، كلها مستمدة من دروس تلك الثورة.
وعلى درب الإصلاح، شدّد على أن مكافحة الفساد، وبناء دولة عادلة، وتطوير المؤسسات، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والتكامل العربي، ومواجهة الطائفية والفتنة، هي من ثوابت ثورة يوليو التي شكّلت وعي الحزب ومبادئه.
وإيمانًا بقدسية المبادئ، أكد مراد أن التمسك بمبادئ هذه الثورة ضرورة، وأنها نقطة تحول أعادت الكرامة ودعمت فلسطين، وأن خلاص الأمة مرتبط بالعودة لهذه المبادئ.
ومن رحم النضال المتجدد، رأى أن حزب الاتحاد والمؤتمر الشعبي يشكلان أمل الناصريين، داعيًا الجميع إلى الانضمام إلى هذا المشروع والتكامل والتنسيق لتعزيز التيار الناصري وحماية القضية.
وبوجه العواصف التي تعصف بلبنان، لفت إلى أن لبنان يمرّ بأزمة شاملة من تدهور اقتصادي وانسداد سياسي وهجرة، لكنه رفض الاستسلام أو الحياد، داعيًا إلى الوحدة الوطنية وتطبيق اتفاق الطائف كاملًا وبناء دولة مدنية عادلة تحمي كرامة الإنسان.
وتأكيدًا على الثوابت الوطنية، شدّد على ضرورة إعادة الاعتبار للهوية الوطنية الجامعة، ورفض الطائفية والحياد الزائف وصفقات التوطين والاستسلام، مؤكدًا أن لبنان سيبقى مع فلسطين وكل أحرار الأمة.
وفي مواجهة الاحتلال والغطرسة، أشار إلى الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان واحتلال أجزاء من أراضيه، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701، محذرًا من أن لبنان يحتفظ بحق الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه بكل الوسائل القانونية.
ومن قلب الموقف الصلب، قال: "نحن كنا وسنبقى في صفّ الحق مع فلسطين، وسوريا، ومصر، والسعودية، والعراق، والجزائر، والمغرب، والخليج، ومع كل أحرار الأمة أينما كانوا"، موجّهًا تحية للجنوب والضاحية وبعلبك وكل من قاوم الاحتلال والظلم، مؤكدًا وقوفه إلى جانبهم وبوصلتهم الدائمة فلسطين.
وأنهى مراد كلمته بالتشديد على أن السياسة تُصنع من وجع الناس، وأن حزب الاتحاد سيظلّ صوتًا لا يلين في وجه المساومات، ورايةً ترفرف بالعروبة والناصرية والوفاء للقضية. وأهدى تحية لثورة 23 يوليو ولجمال عبد الناصر، متمنيًا دوام العروبة وازدهار لبنان.