عماد مرمل _خاص الأفضل نيوز
خلط العدوان الإسرائيلي على قطر الأوراق في المنطقة ورسم خطًا فاصلًا بين مرحلتي ما قبل قصف الدوحة وما بعده، فارضًا مقاربات جديدة للواقع الإقليمي وواضعًا الدول العربية والإسلامية أمام تحدي مواجهة أو أقله ترويض "الثور" الإسرائيلي الفالت من عقاله.
وإذا كانت قطر لم تنجُ من العدوانية الإسرائيلية رغم أنها "مسلحة" بكل أنواع الضمانات والمظلات الدبلوماسية بحكم تحالفها الوثيق مع واشنطن وأهميتها النفطية بالنسبة إلى الغرب وعلاقاتها الدولية الواسعة ودورها الإقليمي المحوري، فإن ذلك يعني أن كل الدول الأخرى في المنطقة مهددة ولا توجد خيمة فوق رأس أي منها.
وإذا كان البعض قد افترض أن اتفاقيات التطبيع والسلام يمكن أن تحميه وتمنحه حصانة، فقد أتى العدوان الإسرائيلي على الدوحة لينسف هذه المعادلة من أساسها ويثبت أن كيان الاحتلال لا يقيم وزنًا لأي اتفاقيات ولا يفرق بين عدو ومسالم في سعيه الى تنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى."
ومن الواضح أن بنيامين نتنياهو الذي جاهر علنا بهذا المشروع التوسعي بدأ في تطبيقه عبر "السيطرة النارية" على الجغرافيا العربية من لبنان الى اليمن مرورًا بسوريا وقطر، والحبل على الجرار إذا لم يتم لجم نتنياهو قبل أن يضم دولاً إضافية الى بنك أهدافه.
من هنا، تبدو القمة العربية الإسلامية الطارئة التي ستنعقد الأحد والاثنين تضامنًا مع قطر أمام اختبار مفصلي، فإما أن تتخذ قرارات شُجاعة ردًا على الاستهداف الإسرائيلي للدوحة وبذلك تحمي دولها بالدرجة الأولى استنادا إلى قاعدة الأمن الاستباقي قبل أن يأتي الدور على بلدان جديدة، وإما أن تكتفي ببيان استنكار وتنديد سيشجع العدو على مواصلة استباحته للعالم العربي والإسلامي في ظل تخاذل دولي وتواطؤ أميركي.
ومع أن احتمال أن يتخذ الزعماء المجتمعون قرارًا بالرد العسكري على الاستهداف الإسرائيلي لقطر هو "حلم" لن تحققه القمة الطارئة، إلا أن هناك خيارات أخرى مؤثرة وموجعة يمكن اعتمادها لرد الاعتبار وتحصين الأمن القومي للبلدان العربية والإسلامية، وهي ليست مستحيلة لكنها تتطلب فقط إرادة سياسية.
لقد حان الوقت للانتقال من استراتيجية إغراق الكيان الإسرائيلي بالكلام الى استراتيجية الفعل المؤلم الذي وحده يستطيع أن يدفع نتنياهو الى مراجعة حساباته، خصوصًا أن هناك أوراقًا قوية عدة لا تزال في حوزة الدول العربية والإسلامية وبمقدورها استعمالها ليس فقط من أجل حماية أمنها وإنما أولا لحماية كرامتها التي أصيبت في الصميم بشظايا الغارة المعادية على قطر.