حمل التطبيق

      اخر الاخبار  حماس: الاحتلال رفض دخول فرق مشتركة من الصليب الأحمر والمقاومة الفلسطينية لمناطق بقطاع غزة للبحث عن جثث جنوده   /   ‏القناة 12 الإسرائيلية: أميركا وافقت على مقترح إسرائيل بإمكانية توسيع الخط الأصفر   /   سلام: قرار الحكومة حصر السلاح سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي   /   رئيس الحكومة نواف سلام خلال لقائه أورتاغوس: هدف أي مفاوضات هو تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائية لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية   /   ‏أبو الغيط: عودة الحرب أمر وارد ولكن من وجهة نظري لا يوجد هناك خطر مباشر وحاد   /   ‏أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي: نتنياهو أكد ضرورة التنسيق مع أميركا لتحديد الخطوات المقبلة   /   أمين عام جامعة الدول العربية ‎أحمد أبو الغيط من قصر بعبدا: الرئيس عون أطلعني على محادثاته مع أورتاغوس ولمست منه تفاؤلاً بالمستقبل ولديه ثقة بأن الأمور في لبنان تسير بالشكل السليم   /   ‏العاهل الأردني يبحث مع الرئيس العراقي في عمّان جهود استعادة الاستقرار في المنطقة   /   مراسل الأفضل نيوز: تحليق للطيران المُسير فوق بلدة سحمر والجوار   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: القضاة في محكمة نتنياهو يرفضون طلب الدفاع بعدم عقد جلسات 4 أيام أسبوعياً 3 منها سيشهد فيها نتنياهو   /   حركة المرور كثيفة على جادة شارل مالك ‎الاشرفية   /   ‏معلومات ‎الجديد: تم إرجاء زيارة المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى لبنان لايام قليلة بعدما كانت مقررة ان تحصل في الساعات المقبلة   /   معلومات "الأفضل نيوز": أورتاغوس بحثت مع عون وبري تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم"   /   معلومات "الأفضل نيوز": أورتاغوس لم تنقل تهديدات بالحرب على عكس ما أشيع   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎الكرنتينا باتجاه ‎الدورة وصولا الى ‎نهر الموت   /   وزيرة الخارجية البريطانية: نواصل بحث المسائل الأمنية مع الحكومة السورية   /   قناة «كان» العبرية: رئيس أركان الجيش الأميركي سيزور إسرائيل نهاية هذا الأسبوع   /   ‏الخارجية البريطانية: الحكومة السورية الجديدة أظهرت التزاما قويا للعمل معنا   /   عون خلال لقائه أورتاغوس: لتفعيل عمل لجنة «الميكانيزم» ولاسيما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وتطبيق القرار 1701   /   ‏معلومات mtv: أورتاغوس طرحت أيضاً في لقائها عون توسيع عمل لجنة "الميكانيسم" وأبدت جهوزية الإدارة الأميركية لمساعدة لبنان في طروحاته   /   مصادر عين التينة لـmtv: كلّ ما حُكي عن أنّ أورتاغوس نقلت لبرّي تهديدات أمنيّة وتحدّثت عن حتميّة الحرب "غير صحيح"   /   الجيش اللبناني يزيل ساترًا ترابيًّا أقامه الجيش الإسرائيلي في خراج بلدة مركبا - مرجعيون   /   وصول أورتاغوس الى السرايا الحكومي   /   يسرائيل هيوم: تقديرات إسرائيلية رسمية بأن إيران نقلت أسلحة إلى حزب الله عبر العراق وسوريا وأن حزب الله يمتلك نحو 10 آلاف صاروخ   /   الرئيس السوري يلتقي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض   /   

رسالةٌ إسرائيليةٌ لجوزاف عون.. فكيف سيردُّ؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


 

ميشال نصر- خاصّ الأفضل نيوز

 

 

في مشهد يختزل تعقيدات اللحظة اللبنانية والإقليمية، حلّقت طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق محيط القصر الجمهوري في بعبدا، لتفتح باباً واسعاً أمام التأويلات حول الرسائل الخفية التي تحملها هذه الخطوة الجريئة.

 

 

فالقصر الجمهوري، الذي يُعتبر رمز السيادة الوطنية ومركز القرار السياسي الأول في البلاد، لم يكن يوماً هدفاً مباشراً لأي تحرك إسرائيلي منذ نهاية الحرب في التسعينات، ما يجعل هذا التحليق حدثاً استثنائياً في توقيته وموقعه ومعناه.

 

 

أكيد أن التحليق لم يأتِ في فراغ، بل في لحظة يشهد فيها الوضع العسكري توتراً متصاعداً، مع انطلاق تدريبات فرقة الجليل، وتوسيع تل أبيب لمروحة غاراتها، كمًّا ونوعا، وفي ظل سجال لبناني داخلي وخارجي، حول مبادرة رئاسية لفتح حوار غير مباشر مع إسرائيل برعاية دولية، زاد طينه بلَّة "تغريدة" توم براك الطويلة والمفصلة على منصة "اكس". 

 

 

من هنا، بدا وكأن الطائرة المسيرة لم تكن فقط أداة استطلاع أو جمع معلومات، بل وسيلة دبلوماسية "من نوع آخر"، استُخدمت لتوجيه رسالة سياسية إلى رئيس الجمهورية نفسه، مفادها أن إسرائيل تراقب عن كثب، وتملك القدرة على خرق الرموز السيادية متى شاءت، هي التي لم توفر مقر رئاسة الحكومة اليمنية، وقبلها قصر الرئاسة السوري.

 

 

بالنسبة للمراقبين العسكريين ما حدث، يصنف على أنه تطور نوعي في مسار الانتهاكات الجوية الإسرائيلية، إذ تجاوز الطابع الروتيني للتحليقات فوق الأراضي اللبنانية، إلى مشهد استفزازي بالقرب من أهم موقع سيادي في البلاد، على بعد أيام من استهداف منشآت للدولة في النبطية وآليات هندسية لها أيضا في المصيلح. 

 

إشارة إلى أنه، على المستوى العسكري، لا يُستبعد أن تكون المسيّرة في مهمة استطلاع لجمع صور ومعلومات عن محيط القصر والمنشآت الأمنية المحيطة به، رغم أن بعض الخبراء يرون أن الهدف الأعمق يتمثل في اختبار مدى جهوزية الدفاعات اللبنانية وقدرتها على رصد الطائرات من دون طيار، خصوصاً في مناطق حساسة من العاصمة، مشيرين إلى أن تل أبيب دأبت في السنوات الأخيرة على تنفيذ مثل هذه التحليقات في أوقات محددة لقياس ردود الفعل اللبنانية، سواء من الجيش أو من حزب الله.

 

 

أما في البعد السياسي، فيرى كثيرون أن الخطوة تأتي ضمن سياسة "الرسائل غير المباشرة" التي تنتهجها تل أبيب منذ أشهر، في محاولة لفرض إيقاعها على النقاشات اللبنانية حول مستقبل العلاقة معها، سواء في إطار مفاوضات ترسيم جديدة أو في سياق ترتيبات أمنية محتملة على الحدود.

 

 

وبين من يعتبر ما حدث تهديداً مباشراً لهيبة الدولة، ومن يراه مجرد رسالة تحذيرية مشفّرة، يبرز القاسم المشترك الأوضح، الذي أرادت إسرائيل قوله: أولا، للبنان، بإن أجواءه ليست بمنأى عن الاختراق، وثانيا، لجوزاف عون، بإن القرار السياسي في بعبدا، مهما بدا صوِّر على أنه مستقل أو سيادي، يبقى خاضعاً لمعادلة الردع والرقابة التي تفرضها القوة الجوية الإسرائيلية.

 

 

عليه فإن الحادثة، التي أربكت الأوساط السياسية والأمنية في آن، أعادت طرح سؤال جوهري: كيف يمكن للبنان أن يحافظ على هيبته وسيادته في مواجهة حرب "الرسائل الجوية" الإسرائيلية المباشرة، والأميركية بالواسطة، التي لا تنفك تتطور في الشكل والمضمون؟ وهل يكون الردّ اللبناني دبلوماسياً هادئاً أم خطوة تصعيدية تحفظ ماء الوجه وتعيد تثبيت قواعد الاشتباك؟

 

 

بهذه الأسئلة، يدخل لبنان مرحلة جديدة من اختبار سيادته، حيث لا تقتصر المواجهة على الحدود الجنوبية، بل تمتد إلى عمق العاصمة ورموزها، في معركة عنوانها الحقيقي: من يملك القرار في سماء بعبدا؟