كمال ذبيان – خاص "الأفضل نيوز"
يعيش لبنان في مرحلة ضغوطٍ خارجية، لا سيّما أميركية، لتنفيذ ما طُلب منه، وهو إنهاء الوجود المسلّح لحزب الله خلال فترةٍ زمنيةٍ محدّدة لا تتجاوز نهاية العام الحالي، بعد تلكّؤ الحكومة برئاسة نواف سلام عن ذلك، ولو أنّها اتخذت قرارًا بحصرية السلاح بيد الدولة، وهذا لا يكفي وفق الإدارة الأميركية التي تصرّ عبر موفديها على أن تتخذ الحكومة قرارًا جزئيًّا يبدأ فيه الجيش اللبناني بنزع سلاح "حزب الله" ولو بالقوّة، وهذا ما سبق ونقله الموفد الأميركي إلى لبنان توم براك.
والموفدةُ مورغان أورتاغوس، وما أعلنه السفيرُ الأمريكيّ الجديدُ المعيَّنُ في لبنان ميشال عيسى اللبنانيّ الأصل، والذي سيحضر إلى بيروتَ ويباشر عملَه رسميًّا، ومن أوّل مهامه متابعة الجيش لتنفيذ نزع السلاح غير الشرعي.
وفي هذا الإطار تأتي زيارة الموفدة الأمريكية أورتاغوس، التي بدأت بلقاء المسؤولين اللبنانيين، وهي الآتية من الكيان الصهيونيّ، حيث تفقّدت الجبهة الشمالية مع لبنان يرافقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وقائد الجبهة الشمالية في جيش العدو، وكبار الضباط. وهي ستتابع مع اللجنة العسكرية المشرفة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار أعمالها، وهي كانت معطلة وتحصي الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان يوميًّا أمامها، دون أن يوقف العدو الإسرائيلي أعماله العسكرية، التي تُعد انتهاكًا للقرار 1701، الذي استند إليه اتفاق وقف إطلاق النار، والذي لن تلزم أميركا إسرائيل بتطبيقه وفق ما قال براك في زيارته الأخيرة إلى لبنان.
فزحمة الموفدين من العرب والأجانب على لبنان، ومنهم رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، لهدف واحد لا غير، تحضير لبنان لعمل عسكري واسع إذا لم يُقدم على نزع سلاح "حزب الله"، وهذا ما لمح إليه السفير المصري في لبنان، علاء موسى، في زيارته إلى رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، بأن لبنان أمام فرصة عليه أن ينتهزها، وهو اجتثاث الوجود العسكري لـ "حزب الله" ليس في جنوب الليطاني فقط، بل في شماله وكل لبنان، أو أن العدو الإسرائيلي يقوم بالمهمة بضوء أخضر أمريكي، وأن تفقد أورتاغوس الجبهة الشمالية في فلسطين المحتلة بحضور عسكري إسرائيلي، رسالة أرادت إيصالها إلى المسؤولين اللبنانيين.
هذا ما ينتظر لبنان من عملية عسكرية إسرائيلية تؤدي إلى تدمير القدرات العسكرية لـ "حزب الله"، الذي تصاعدت الاتهامات الإسرائيلية له بأنه أعاد بناء بنيته العسكرية، وأنه يتعافى كما يقول أمينه العام الشيخ نعيم قاسم. ويأخذ المسؤولون الإسرائيليون كلامه على محمل الجد، وهم يخططون لمنعه من ذلك وما زال العدو يخطط للدخول إلى الجليل وفق ما يعلن المسؤولون الصهاينة، وهذا ما ينفيه "حزب الله" من جهة الهجوم، بل يؤكد الشيخ قاسم أنه في حالة الدفاع عن لبنان إذا لم يقم الجيش اللبناني بمهامه.
لبنان يعيش مرحلة ما قبل العاصفة من جهة احتمال حصول عدوان إسرائيلي عليه، لكن دون تأكيد ذلك، لا سيّما من "حزب الله". لكن الموفدين إلى بيروت يحذرون من احتمال حصول عملية عسكرية إسرائيلية، وعلى لبنان أن يتحاشاها بإبلاغ "حزب الله" بأنه لم يعد من مجال للمناورة والتباطؤ. فكما حصل التجاوب في جنوب الليطاني، يجب أن يتوسع نحو شماله لنزع ما يتذرع به العدو الإسرائيلي.
إن المرحلة دقيقة وخطيرة خلال الشهرين القادمين، والتحذيرات الخارجية تتزايد.

alafdal-news
