مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
عانى لبنان منذ عام 2019 حتّى الآن، من أزماتٍ اقتصادية وزراعية وأمنيةٍ ما أدى إلى تدهور زراعة القمح بشكلٍ تدريجيٍ.
وفي وثيقة رسمية: "في 2019/2020، أبدى المزارعون اهتمامًا ضئيلًا بالحصول على بذور قمح مجانية لزراعتها، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي والعجز الحكومي عن دفع مستحقات الإنتاج لعام 2019"، يومها، كانت الدولة اللبنانية تشتري القمح من المزارعين المحليين بأسعار مدروسة لتشجّع الزراعة، لكن هذا النظام تضرّر، فلم يسعر القمح في موعده، وتأخّر دفع مستحقات المزارعين، ما أضعف الثقة لدى المزارعين. كما أنّ انفجار بيروت دمّر الصوامع الرئيسية لتخزين القمح، ما أضعف قدرة الدولة على تخزين احتياطي غذائي، ومن يومها، الدولة لم تعد مهتمة بتشجيع زراعة القمح حتّى أنّ المزارع اتجه نحو زراعات أخرى أكثر ربحًا.
زراعة القمح ستختفي !
خلصت دراسة أجراها عدد من الباحثين في مركز الاستشعار عن بُعد في المجلس الوطني للبحوث العلمية «CNRS»، إلى انكماش في زراعة القمح في لبنان يظهر بوضوح في تقلّص عدد الحقول المزروعة بنسبة 26%.
وفي السياق، يشير رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين اللبنانيين إبراهيم الترشيشي، إلى أنّ زراعة القمح خفت العام الماضي أكثر من 50%، ومن يقول إنّ لبنان ينتج حوالي الـ130 ألف طن، الكلام غير دقيق وليس صحيحًا. لبنان أيام الخير والعز كان ينتج تقريبًا 60 ألف طن. وانخفض الرقم العام الحالي إلى الـ35 ألف طن لكنه يزرع 126 ألف دلم. كما أنّ لبنان يستهلك 31 ألف طن شهريًا صحيح، وللأسف الدولة لم تستلم موضوع القمح منذ عام 2019، ولم تعد تشجع زراعة القمح لذلك خفت زراعتها تدريجيًا".
ويؤكد في حديثه لموقع "الأفضل نيوز"، أنّه "ومع الجفاف الذي نواجهه اليوم، ومع قلة هطول الأمطار، لا يزال المزارع في حيرة ما إذا كان يريد زراعة أو عدم زراعة القمح وغيره، لذلك فالمزارع في انتظار..
ومن الواضح أننا في مأزق لأنه من الفترض أن يكون المعدّل العام 130 ملم، لكنها قد أمطرت حتى الساعة 2ملم فقط لا غير".
وتمنى أن "تحمل زيارة الموفد السعودي بشائر خير للمزارعين والقطاعات الإنتاجية اللبنانية، وأن يكون رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج على جدول أعمالها"، مؤكدًا "أنّ اللبنانيين يعوّلون كثيرًا على هذه الخطوة، قائلاً: كلّنا أمل بأن تكون هذه الزيارة فاتحة خير، فالمملكة العربية السعودية لطالما عوّدتنا على الخير، وعلى وقوفها الدائم إلى جانب لبنان"، وأشار إلى أنّ الزيارة تأتي بعد سلسلة من الإنجازات الأمنية والنوعية التي حقّقتها الأجهزة اللبنانية في مكافحة عمليات تهريب الممنوعات.
وختم الترشيشي مشدّدًا على أنّ "لبنان لا يزال يفتح حدوده أمام أي إنتاج سعودي، وأنّ قوافل المملكة تدخل الأراضي اللبنانية بسهولة تامة، داعيًا إلى تبادل اقتصادي متوازن يعيد الحيوية إلى القطاعات الزراعية اللبنانية".
الجفاف يصيب الرمان
يقول أحد المزارعين لمواسم الرمان الذي يملك بستانًا في الشوف، "إنّ بستانه الذي كان ينتج نحو طنين من الرمان سنويا تراجع هذه السنة إلى نحو 450 كيلوغراما فقط، وقد أدى العطش إلى تفتح ثمار الرمان باكرًا، ما تسبب بتلف قسم كبير منها، جراء تعرضها في هذه الحال للإضرار من الطيور والحشرات، وقمنا ببيع الإنتاج على أساس نحو نصف دولار للكيلو غرام الواحد".
ويؤكد مزارع آخر كان زرع الرمان في أراضيه في غوسطا، أنّ هذه الفاكهة لم تعد تُزرع في هذه المنطقة بعد اليوم، بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة، رغم أنّ هذه المنطقة كانت تُعدّ رطبة لكننا اليوم لم يعد باستطاعتنا زراعة المنتوجات بما فيها الرمان نتيجة الجفاف. فما مصير الرمان في السنوات المقبلة؟

alafdal-news
