بولا مراد
يبدو أن لبنان مقبل على مرØلة صعبة سياسياً واقتصادياً، ليس بÙعل الأوضاع الداخلية الدقيقة، بل نتيجة ضغوط أميركية كبيرة تمارسها إدارة الرئيس دونالد ترامب على الدولة اللبنانية، وتØمل ÙÙŠ طياتها أبعاداً مختلÙØ© أهمها إرغام هذا البلد الصغير على القبول بمجموعة من الشروط السياسية، أولها ترسيم الØدود البØرية مع إسرائيل، والقبول بخطّ هوÙØŒ الذي يقتطع ثلث المنطقة الاقتصادية اللبنانية الغنية بالنÙØ· والغاز Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¯ÙˆÙ„Ø© العبرية، والثاني تجميد أموال «Ø³ÙŠØ¯Ø±» الى Øين Ùرض إصلاØات تبدو بعيدة المنال ÙÙŠ ظلّ أوضاع اقتصادية واجتماعية تنذر بانÙجار شعبي، والثالث جرّ الØكومة الى شروط أميركية لا Ù…Ùرّ منها، مقابل تلاÙÙŠ الانهيار الاقتصادي الوشيك ÙÙŠ لبنان أو تأخيره بالØدّ الأدنى، وتجنّب انهيار الليرة جراء الضغوط التي تطال القطاع النقدي.
كلّ عوامل الغليان ÙÙŠ الشارع ليست وليدة صدÙØ© أو ترجمة لمطالب عمالية ÙØسب، بقدر ما هي انعكاس Ù„Øالة من الضياع الذي يصيب لبنان أولاً، وترجمة واضØØ© للضغوط الأميركية التي تجعل من لبنان رهينة قرارات كبرى، وتؤكد مصادر سياسية مطلعة على ما يدور ÙÙŠ مواقع القرار الأميركي، أن «Ù…ا يجري ÙÙŠ لبنان هو Ø£Øد مؤشرات مخاض المشروع الأميركي الجديد الذي ستشهده المنطقة، وعلى رأسه «ØµÙقة القرن» التي اقترب إعلانها، والتي لا يمكن للبنان أن يكون بمنأى عنها، بالاستناد الى عاملين أساسيين، الأول ترسيم الØدود البرية والبØرية بين لبنان والكيان الإسرائيلي، والثاني Ùرض التوطين Ù„Øوالى 400 أل٠لاجئ Ùلسطيني مقيمين ÙÙŠ لبنان».
ومع اقتراب موعد الاستØقاق الدولي غير Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ù„Ù…ØŒ والاعلان عن المشروع التاريخي الأميركي المسمّى بـ«ØµÙقة القرن»ØŒ ينتظر أن يكون لبنان ÙÙŠ قلب هذه المعادلة التي ترسم تطورات المنطقة لعقود، ما يعني أنه سيكون ÙÙŠ خضم الأØداث ÙÙŠ هذه المرØلة الشديدة الاضطراب، وسيواجه مزيداً من الصعوبات الاقتصادية، ومزيدا من الضغوط الخارجية عليه، ÙˆØرمانه من الاستÙادة من ثرواته الطبيعية بما Ùيها النÙØ· والغاز قبل ترتيب ملÙات المنطقة، وترسيم Øدوده البرية والبØرية مع الدولة العبرية، مقابل تسخين الأرض بمطالب شعبية ونقابية Ù…Øقّة، قد تستغلّها الإدارة الأميركية Ù„Ùرض تنازلات سياسية.
ولا تخÙÙŠ المصادر السياسية إمكانية رÙع منسوب الضغط الخارجي بأوجه مختلÙØ©ØŒ وهي ترى أن «ÙˆÙ„وج لبنان مرØلة التنقيب عن النÙØ· والغاز واستخراجه من المياه الاقليمية غير قابلة للتØقق ÙÙŠ هذه المرØلة، خصوصاً بالنسبة للبلوك رقم 9ØŒ ÙÙŠ غياب اتÙاق دولي يكرّس Øصّة إسرائيل النÙطية». وتشير المصادر الى أن تلزيم اØدى الشركات الروسية عملية استخراج النÙØ· من المياه الإقليمية ÙÙŠ شمال لبنان لا تعني دخول لبنان نادي الدول النÙطية، لأن النÙØ· الذي سيستخرج لن يجد مكاناً ÙÙŠ الأسواق العالمية الا بالشروط الأميركية، وبالتالي، Ùإن ما يشهده لبنان داخلياً من أزمات اقتصادية ومالية وموجة إضرابات غير مسبوقة ÙÙŠ القطاع العام ولا سيما ÙÙŠ مصر٠لبنان، ليس الا وجهاً من أوجه الضغوط المتÙاقمة على البلاد.
من هنا يبدو أن أزمات لبنان أبعد من العوامل الداخلية، وبرأي مصادر مطلعة Ùإن الØكومة وبدل أن تعالج هذه المشاكل بمواجهة الضغوط الخارجية، تبØØ« عن الØلول من جيوب الÙقراء، خصوصاً وأن شروط مؤتمر «Ø³ÙŠØ¯Ø±» ليست الا عملية ضغط Ù…Ùروضة على لبنان، ومØاولة الزام البلد بالشروط السياسية التي تعدّ على مستوى المنطقة، بدءاً من «ØµÙقة القرن» وما ترتبه على لبنان، وصولاً الى Ù…Øاولة ابعاد خطر Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§ÙˆÙ…Ø© عن جبهة إسرائيل الشمالية.
قد يكون لبنان ساØØ© من ساØات المنازلة الأميركية ÙÙŠ مرØلة خلط الأوراق على صعيد المنطقة، لكنّ ذلك لا يعني تسليم أوراقه للأميركي والانصياع الى مشروعه، وتؤكد المصادر ان الساØØ© اللبنانية لم تكن يوماً ورقة رابØØ© ÙÙŠ المشروع الأميركي، لأن عوامل مواجهته موجودة وبقوّة، مذكرين بأن المشروع الأميركي Ùشل خلال Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¥Ø³Ø±Ø§Ø¦ÙŠÙ„ÙŠ ÙÙŠ العام 1982 ÙˆÙÙŠ Øرب تموز 2006ØŒ وعندها كان لبنان أكثر ضعÙاً ووهناً، وبالتالي Ùإن المخطط الأميركي قد ÙŠÙ†Ø¬Ø Ù…Ø±Øلياً ÙÙŠ تعميم Øالة الÙوضى، لكنه سيخÙÙ‚ بانتزاع أوراق القوّة اللبنانية مقابل بعض المكاسب المالية والاقتصادية، مشيرين الى أن ما يجري الآن ÙÙŠ غزّة يكش٠معالم Ùشل «ØµÙقة القرن» مسبقاً، بدليل أن إسرائيل تهرول لوق٠التصعيد مع المقاومة الÙلسطينية وليس العكس.
المصدر : الديار