ليديا أبودرغم – خاصّ الأفضل نيوز
في ظل التحركات العسكرية الصهيونية في قطاع غزة المتوزعة بين انسحابات من محاور قتالية معينة وإعادة تموضع في أخرى، والتهديدات بعملية واسعة في مدينة رفح آخر المحاور في القطاع، نشهد خلطاً للأوراق، خاصة بعد رفض حكومة الحرب الصهيونية شروط المقاومة الفلسطينية على بنود ورقة المقترح الذي قدمه الوسطاء بهدف إنهاء الحرب ووقف العدوان ووضع حد للإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه العدو بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ما يجعل مشروع تقسيم الشرق الأوسط يعود إلى الواجهة من جديد إذ لم تكن مخططات كيان الاحتلال لتفريغ قطاع غزة من أهله ودفعهم نحو سيناء المصرية، جديدة، فثمة وثائق تشير إلى مساعٍ إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية عبر دفع الفلسطينيين مرة أخرى إلى خارج أراضيهم، في تكرار لمأساة عام 1948، وفي هذا المشروع الشرق أوسطي، يخطط الصهاينة، وبدعم من الولايات المتحدة الأميركية والدول الاستعمارية الأخرى وعلى أنقاض التشتت العربي ليصبح الكيان الصهيوني، القطب الاقتصادي المهيمن على أسواق المنطقة، وكيلاً حصريًّا لتلك الدول، إلا أن نتائج معركة غزة سوف تفوق تغيير ملامح الشرق الأوسط لتترك بصمة بارزة على خارطة العالم، على شتى المستويات الجيواستراتيجية والجيوسياسية الجيواقتصادية، خاصة وأن العديد من القوى الغربية والشرقية تتنافس على الشرق الأوسط، وتريد تسجيل حضورها وضمان مصالحها في المنطقة خلال فترة ما بعد طوفان الأقصى، وروسيا ستكون الرابح الأكبر لأن نتائج الحرب الراهنة سوف تؤثر بشكل مباشر على حرب الممرات الدائرة بين القوى الغربية والشرقية، وعلى رأسها الصين والولايات المتحدة.
نعم شرق أوسط ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، والأفق ليس واضحاً مع وصول الصراع الدائر في غزة إلى ذروته في التصعيد، ويبدو أن هناك الكثير من التطورات التي ستسهم في رسم سيناريو المرحلة الشرق أوسطية المقبلة، والأمر هنا لا يقتصر على غزة، فقد اتسع نطاق الأزمة وبات يشمل جميع دول وشعوب المنطقة، وبات من الصعب التكهن بما يحمله المستقبل ليس للقضية الفلسطينية فقط، بل للمنطقة بأكملها.