د. زكريا حمودان _ خاصّ الأفضل نيوز
عادت حركة سفراء الدول الخماسية إلى الواجهة بعدما تعطلت في بداية معركة طوفان الأقصى، أو حتى هُمشت بشكل بديهي بعدما سيطر المشهد العسكري على أي حراك سياسي.
في هذا الإطار يقول مصدر سياسي مطلع أنَّ أي حراك محلي أو دولي لا يُبنى على أساس ما يحدث في المنطقة هو حركة بلا بركة خاصةً أن محور المقاومة ينجز ما عجزت عنه شعارات الأمة وخطاباتها التي قدمت المنبر على الميدان. ويتابع المصدر أنَّ الحق يتقدم على الباطل، لذلك كيف يكون هناك حق لأي فريق سياسي في أن يسمي مرشحه الرئاسي فيأتي فريق آخر يسلبه هذا الحق متذرعًا برفضه للمرشح الآخر؟
بيان اللجنة الخماسية الأخير فصل حركته الدبلوماسية والسياسية معبرًا عنها إيجابًا بأنه يوجد نوايا حقيقية لدى الكتل النيابية في الوصول الى مسار لانتخاب رئيس للجمهورية.
كذلك البيان عبّر بإيجابية غير مباشرة عن تفاصيل مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي أطلقها بري منذ تسعة أشهر ونصف الشهر أي منذ ذكرى تغيِّب الإمام موسى الصدر.
من النقاط المهمة التي مرت مرور الكرام في البيان هي جهوزية لبنان لكي يكون على طاولة المفاوضات الإقليمية عبر وجود رئيس للجمهورية.
يقول مصدر سياسي بارز أنه وبالرغم من الوصاية المقنعة التي يتحدث بها سفراء اللجنة الخماسية، فإنهم عجزوا عن تجاوز مبادرة رئيس مجلس النواب التي وحدها قد تكون الممر إلى قصر بعبدًا. ويتابع المصدر، أنه إذا استمر البعض في الداخل اللبناني في محاولة تغييب المبادرة الوطنية التي اطلقها رئيس المجلس وذهبوا باتجاه قبول الوصاية الخماسية، فإن ذلك قد يعرقل جميع جهود انتخاب رئيس للجمهورية.
ما نعيشه اليوم في ملف انتخاب رئيس للجمهورية يشبه إلى حد كبير رهانات التعطيل التي اعتادت عليها بعض القوى اليمينية والتي تعتقد بأنَّ اليمين الغربي يستطيع أن يفرض رئيس على لبنان المساند لقطاع غزة والذي يواجه العدو الإسرائيلي والذي هو جزء من الاشتباك بالنار في الميدان الحربي، والمشتبك كلاميًا كحال بعض القوى المحلية والإقليمية.
ما حصل في الأشهر الأخيرة في ملف انتخاب رئيس للجمهورية فصلته اللجنة الخماسية، قرأته القوى السياسية وفهمته جيدًا، بحيث بات واضحًا للجميع بأنه لا حل إلا بالعودة الى عين التينة حيث مبادرة دولة الرئيس نبيه بري.