حمل التطبيق

      اخر الاخبار  حركة المرور طبيعية من ‎الصيفي مرورا بالكرنتينا وصولا الى ‎النقاش على المسلكين   /   اقتحام مخيم بلاطة في الضفة الغربية وإصابة شابين في قصف من طائرة "درون"   /   حركة المرور طبيعية على طريق انفاق ‎المطار و ‎الاوزاعي باتجاه ‎خلدة   /   ‏"التحكم المروري": يطلب من السائقين توخي الحذر وتخفيف السرعة على اوتوستراد الجية باتجاه صيدا بسبب تسرب مادة المازوت والعمل جار على المعالجة   /   الخارجية الأمريكية: بلينكن أكد أهمية استمرار الدبلوماسية لإدارة المنافسة بمسؤولية بين الصين والولايات المتحدة   /   كتائب الأقصى: مجاهدونا دكوا جنود وآليات العدو شمال شرق خان يونس بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل   /   كتائب القسام: قصفنا قوات العدو المتوغلة شمال جحر الديك وسط القطاع بقذائف هاون   /   كتائب القسام: قصفنا قوات العدو المتوغلة في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة بقذائف هاون   /   صفارات الإنذار تدوي في شتولا بالجليل الغربي   /   قوات الاحتلال تقتحم المنطقة الشرقية ومحيط مخيم بلاطة في نابلس بالضفة الغربية   /   القسام: استهدفنا ناقلة جند صهيونية حولها جنود بقذيفة الياسين 105 وأوقعناهم بين قتيل وجريح في حي تل الهوى   /   سرايا القدس- كتيبة بلاطة: مجاهدونا تصدوا لقوات الاحتلال بالرصاص والعبوات المتفجرة من عدة محاور في مخيم بلاطة   /   تظاهرة حاشدة في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن رفضًا للإبادة الجماعية في غزة   /   المفوض العام للأونروا: نحو ٢٠٠ من أعضاء فريقنا قتلوا حتى الآن في غزة   /   كتائب القسام: استهدفنا غرف قيادة العدو في محور "نتساريم" بصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114ملم   /   ترامب: عدم كفاءة هاريس سيطيل أمد الحرب بشكل كبير وسيؤخر إطلاق سراح الرهائن   /   الدفاع الروسية: قواتنا سيطرت على بلدة لوزوفاتسكويه في مقاطعة دونيتسك   /   هيئة بث العدو: إصابة جندي بجروح طفيفة في إطلاق نار قرب نابلس بالضفة الغربية   /   المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: من بين شهداء مجزرة مدرسة خديجة غربي دير البلح 15طفلًا و8 نساء   /   المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: من بين شهداء مجزرة مدرسة خديجة غربي دير البلح 15طفلا و8 نساء   /   "إسرائيل هيوم": سقوط مسيرتين أطلقتا من لبنان في منطقة راموت نفتالي   /   حركة فتح: مجزرة دير البلح ترجمة عملية لتصفيق ودعم الكونغرس الأميركي لمجرم الحرب نتنياهو   /   رويترز عن مسؤول بالخارجية الأمريكية: وزير خارجية الصين بحث مع بلينكن الإعلان الذي توصلت له فصائل فلسطينية   /   الطيران الحربي المعادي يخرق جدار الصوت مجدداً فوق أجواء الجنوب   /   مراسل الأفضل نيوز: الأصوات التي سمعت في البقاع ناتجة عن خرق لجدار الصوت   /   

هل تُعتَبرُ القواعدُ العسكريةُ الأمريكيةُ المنتشرة في دول العالم استعمارًا؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د.علي ناصر - خاصّ الأفضل نيوز

 

القواعد العسكرية

 

تمتلك جميع دول العالم قواعد عسكرية تكون منتشرة على أراضيها وتكون بطبيعتها مرافق تديرها وتشغلها الدولة نفسها، وهي تابعة لقواتها العسكرية. ولا يمكن لها أن تستقل عن محيطها بالمطلق فهي تبقى على احتكاك وتواصل مع البيئة المجتمعية بفعل طبيعتها ومتطلباتها وحاجياتها المستجدة، وتختلف طبيعتها باختلاف مهمتها وأغراضها، التي تتنوع كالتدريب والتخزين والمأوى والعمليات العسكرية وتختلف أحجامها وفقاً لذلك.

 

تختلف القاعدة العسكرية الأجنبية عن القاعدة العسكرية الوطنية فقط من ناحية الإدارة والسيطرة التي تعود للدولة الأجنبية، ولا سلطة أو ولاية أو تدخل للدولة المضيفة في شؤونها. ويتم بناؤها بموجب اتفاق أو عن طريق الإجبار والضغط والاستغلال السياسي. القاعدة العسكرية الأجنبية التي تنشأ بالقوة وبعدم رغبة الدولة الموحدة وغير المنقسمة على نفسها هي بالضرورة مستعمرات تستدعي مقاومة مسلحة تحميها القوانين الدولية. بينما القواعد العسكرية التي تنشأ بموجب اتفاق مع الدولة المضيفة يفترض العمل المسلح وأحياناً التظاهر أو الاحتجاج ضدها المحاسبة والمساءلة وفق القوانين والأنظمة السائدة للدولة المضيفة التي تتذرع بالمصلحة الوطنية العليا في قبولها لتلك القواعد. ورغم ذلك يشكل وجودها استفزازاً لمواطني الدولة المضيفة.

 

 وتدار القاعدة العسكرية من أفراد ينتمون إلى جنسية الدولة الأجنبية، ولكن يمكن للدولة المضيفة وحسب الاتفاق تشغيل جزء منها أو مساهمة بتأمين بعض حاجاتها الاقتصادية مما يخفف من نسبة الاعتراض على تواجدها وهذه الحالة قائمة حيث تتواجد القواعد العسكرية الأمريكية في أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية. 

 

القواعد العسكرية الأمريكية الكلفة والعدد

 

وفقاً للسنة المالية 2024، بلغت ميزانية القواعد العسكرية الأمريكية حول العالم 173 مليار دولار، وفوق ذلك هي بصدد إنفاق 12.4 مليار دولار، على عمليات عسكرية خارج الحدود. في سنة 2023 بلغت النفقات 171 مليار دولار، إضافة إلى 14.5 مليار دولار عمليات إضافية. بينما وصلت عام 2022 إلى 161 مليار دولار، يضاف إليها 14.2 مليار دولار عمليات عسكرية متوقعة. وبلغت كلفتها 78 مليار دولار عام 2001 من دون إي طلب إضافة. تؤشر هذه الأرقام المتصاعدة على التورط الأمريكي العسكري في مختلف دول العالم. والميزانية الضخمة لذلك تظهر الإصرار الأمريكي على إبراز القوة الصلبة التي تمتلكها في علاقاتها مع الدول الأخرى، وهذا بطبيعته يعكس المفاهيم الأمريكية للعلاقات الدولية.

 

تنتشر القواعد العسكرية الأمريكية في 80 دولة وإقليما حول العالم، ويبلغ عددها 750 قاعدة وموقعًا عسكريًا وفق آخر إحصاء صادر عام 2023، وهي متنوعة بين جوية وبرية وبحرية، وتأخذ أشكال أخرى وفق الحاجة وطبيعة الموقع. ومقارنة مع الدول الأخرى تملك الصين، إنكلترا، فرنسا وروسيا مجتمعة قواعد عسكرية لا تتجاوز 40 قاعدة، تبلغ حصة الصين منها 8 قواعد، وروسيا 9 قواعد عسكرية، قاعدة واحدة في سوريا، والباقي ينتشر في 8 دول ومنطقة ضمن نطاق الاتحاد السوفياتي السابق، بينما باقي القواعد العسكرية من حصة إنكلترا وفرنسا. من أهم الدول التي تنتشر فيها القواعد العسكرية الأمريكية، ألمانيا، اليابان، كوريا الجنوبية، وإيطاليا، وعدد كبير من الدول العربية أبرزها دول الخليج العربي وسوريا والعراق.

 

يبلغ عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في العالم حوالي 175000 جندي، ويتصاعد العدد ويهبط، حسب المهمات والمناورات، وما تفرضه حركة الجنود، والسياسة الأمريكية، وتطور الأحداث. يبلغ عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في منطقة الشرق الأوسط حوالي 30000 جندي تم تعزيزهم، بعد عملية طوفان الأقصى، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعدة آلاف من الجنود، وعدد من القطع البحرية بهدف حماية أمن إسرائيل. ولكن ما هي الحجج والعوامل التي تدفع الولايات المتحدة لإنشاء قواعد عسكرية؟

 

كيف تنشأ القواعد العسكرية؟

 

تنشأ القواعد العسكرية الأمريكية وفقاً لمقتضيات متعدّدة، هناك الطبيعة العسكرية التي يفترضها الصراع الدولي ويقتضيها الحلف العسكري والسياسي، وهي تكون برغبة الدولة المضيفة ولا تشكل إي مساس بالسيادة الوطنية للدولة المضيفة على الرغم من نشوء معارضة لتلك القواعد من شرائح اجتماعية وسياسية واسعة وهذا هو الحال في ألمانيا، اليابان، وإيطاليا. 

 

والطبيعة الثانية للقواعد العسكرية الأمريكية تنطلق من استغلال الولايات المتحدة للأوضاع الاقتصادية والأمنية السائدة في بعض دول العالم، فتعمل على إقامة قواعد عسكرية على أراضيها حيث تأخذ هذه القواعد طابع القوة . يهدف بناء القاعدة هنا إلى زيادة النفوذ السياسي على مستوى الدولة والوضع الإقليمي وهذه الحال تنطبق على جيبوتي التي تؤمن لها القواعد العسكرية استفادة اقتصادية كبيرة، وتركيا التي تحصل على مكاسب أمنية واسعة من التواجد العسكري الأمريكي على أراضيها مع أن تركيا جرت فيها حركة احتجاج واسعة ضد القواعد العسكرية الأمريكية.

 

الطبيعة الثالثة للقواعد العسكرية الأمريكية هي استغلال الفوضى التي تحصل في بعض الدول وهنا تعمل الولايات المتحدة على التدخل وإنشاء قواعد عسكرية، والتدخل هنا قسري أو بالاتفاق مع الحكومة القائمة نفسها، وهذه هي الحال في الصومال، سوريا، والعراق، وتنشأ القاعدة، في هذا الإطار، سواء برغبة الدولة أو معارضتها، وفي كلتا الحالتين يقترب الوجود العسكري الأمريكي هنا من مفهوم "القواعد العسكرية الاستعمارية" رغم أن الولايات المتحدة تبحث عن شرعية الوجود العسكري بطرق متناقضة حيث في الصومال والعراق تبرِّر وجودها باتفاق مع الحكومة بينما في سوريا تبرِّر وجودها بالاتفاق مع معارضي الحكومة. 

 

الاستعمار الجديد

 

 الإشكالية التي تطرحها القواعد العسكرية الأمريكية عندما تقدم الولايات المتحدة على استغلال الأوضاع الاقتصادية وحالة الفوضى لإنشاء قواعدها العسكرية. وهي ما يسميها البعض "بالقواعد العسكرية الاستعمارية"، والتي تهدف من ورائها إلى السيطرة والتحكم بالتطورات والأحداث السياسية ومنع منافسيها الدوليين من تحقيق أهدافهم. فالتواجد العسكري الأمريكي في سوريا، هدفه التأثير في الأحداث السورية، ومنع روسيا وإيران من التحكم بالجغرافيا الإقليمية. والتواجد في العراق يعود إلى الموقع الجغرافي للعراق بالنسبة إلى الشرق الأوسط، والتعويض الاستراتيجي عن الهزيمة الإسرائيلية والانسحاب من جنوب لبنان عام 2000. أما الانتشار العسكري الأمريكي في الصومال لكون هذا البلد يشرف على البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن. 

 

تصنف الولايات المتحدة من القوى العالمية الكبرى ودول مثل العراق، تركيا، سوريا، والصومال، وغيرهم من الدول الصغيرة لاتملك قدرة متكافئة ومتساوية للتعامل مع الولايات المتحدة، وحجم التأثير الأمريكي الاقتصادي والسياسي كبير وفعال، لذلك عندما تقوم دولة كبرى على إنشاء قاعدة عسكرية على أراضي دولة صغرى فإن التبعية والإكراه هو الذي يغلب، وليست الإرادة الحرة للدول الصغرى. وهذا الأمر يشمل القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في كوبا ودول أمريكا الوسطى. ومعارضة القواعد العسكرية الأمريكية تنتشر وتتزايد حول العالم الاحتجاجات ضدها، لكونها تؤدي إلى الانتقاص من سيادة الدولة مهما كانت طبيعتها ومقتضاها، وتتعرض لعملية ضغط شعبي كبير حتى مع المجاهرة الحكومية بالموافقة على إنشائها.

 

خلاصة

 

  تمثل القواعد العسكرية إحدى أدوات الهيمنة الأمريكية وتتوسع باستمرار ووصفها "بالاستعمار الجديد" يتوافق مع الحركة العسكرية الأمريكية غير الثابتة. لا تلتفت الولايات المتحدة لرغبة الشعوب في رفضها للقواعد العسكرية بل تتقدم المصالح الأمريكية على حرية الشعوب وتقرير مصيرها. تمارس الولايات المتحدة من خلال القواعد العسكرية نشاط استعماري وهذا النشاط له شقه الثقافي والاقتصادي ويتكامل مع القواعد العسكرية. تشكل القواعد العسكرية أحد الاسترتيجيات الأمريكية للهيمنة على البحار والولايات المتحدة ليست في وارد التخلي عنها. تعمل الولايات المتحدة على عسكرة العالم عبر القواعد العسكرية وحركتها المستمر. استخدمت الولايات المتحدة قواعدها العسكرية المنتشرة في العالم لشن الحروب وتقويض الأنظمة السياسية وفي عمليات تجسس على خصومها الدوليين وهذا ينتقص من سيادة الدول التي تقام القواعد على أراضيها. القواعد العسكرية الأمريكية أداة من أدوات القوة الصلبة الأمريكية تستخدم لأهداف سياسية وإلا لماذا لاتوجد قواعد عسكرية أجنبية على أرضي الولايات المتحدة.