ليديا أبودرغام.. خاصّ الأفضل نيوز
عُقدت قمة القادة والزعماء العرب في البحرين، في ظروف اسثنائية وتحديات كبرى تعصف بالقضايا العربية الملحة ومن أهمها القضية الفلسطينية وتحديداً الحرب في غزة التي عليها سيتحدّد مستقبل المنطقة.
قمة لم تختلف عن غيرها من القمم بشيء -إن من حيث كلمات القادة أو من حيث البيان الختامي الذي يُعد قبل موعد انعقاد القمة -لتجرى عليه، كالعادة الموافقة الأميركية، وأهم ما فيها الموافقة العربية باستثناء محور المقاومة على مشروع حل الدولتين الذي كان ولا يزال مادة دسمة للانتخابات الأميركية المقبلة بعد ما أفرزته حرب غزة من نتائج في كافة دول العالم حيث اهتزّت شوارع دول العالم بأصوات التنديد بمجازر الإبادة الصهيونية في غزة.
وحاولت أميركا من خلال القمة رسم تسوية كبرى تبدأ من فلسطين وصولاً إلى باقي الدول، إلا أنه استناداً لمجريات الحرب في غزة لا يمكن التوصل إلى حل وفق الرؤية الأميركية التي هدفت دائماً إلى حرف الأنظار عن الوجه الحقيقي للحرب ألا وهو فصول طويلة من المواجهة لن تنتهي إلا بالإقرار بخريطة سياسية وحدود جديدة للدول تحددها المقاومة وفق شروطها وليس وفق شروط الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة بعد أن تخطت المفاوضات الأسرى ليصل الحديث فيها عن مستقبل المنطقة وترتيب البيوت الداخلية للدول وتحديداً القطاع، ما قد يؤدي إلى فشل تمرير المشاريع الأميركية في المنطقة بدءًا بالملف النووي الإيراني مروراً بالتطبيع السعودي الإسرائيلي الذي يصب في صالح أمن الكيان انطلاقاً من دمجه في المنطقة وصولاً إلى المشروع الهندي المتوسطي إلى أوروبا الذي لا يقوم دون تصفية المقاومة في المنطقة وهو ما فشلت به الولايات المتحدة وحلفاؤها حتى الآن ما اضطرها إلى إنشاء ميناء بحري بحجة تأمين المساعدات إلى غزة، في حين أن فكرة الرصيف جاءت كخطوة من بايدن للالتفاف على الدعم السياسي والعسكري الفج لجريمة الإبادة، ولإقناع الناخب الأميركي أنه قدم مبادرة إنسانية لحل أزمة المجاعة الخانقة في شمال غزة.
تدرك المقاومة جيداً ما يجول في أذهان الإدارة الأميركية ومَن يدور في فلكها وتتعامل معها باستراتيجية مضادة وبذكاء حاد وهو ما شهدناه منذ اندلاع "طوفان الأقصى" حتى اليوم سواء في الميدان أو في المفاوضات.