عبدالله قمح _خاصّ الأفضل نيوز
بصرف النظر عن البيان الأخير الذي صدر عن اجتماع سفراء "الدول الخمسة" في مقر السفارة الأميركية في عوكر والذي أوحى بوضع "إطار زمني" لانتخاب الرئيس ينتهي مع نهاية شهر حزيران المقبل، ولمّح بشكلٍ واضح إلى ضرورة عبور أزمة انتخاب الرئيس من جانب اللبنانيين بالحوار والتشاور كما سبق وإن دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإنه وعلى أهمية ما تقدم، تجمع المصادر السياسية على عدم وجود "إشارات واضحة حتى الآن" تقود إلى توفير أجواء مؤاتية لانتخاب رئيس للجمهورية، على الرغم من الأجواء التي بثها رئيس المجلس، وأظهرت تعاطٍ بإيجابية مع دعوة السفراء الخمسة إلى حد أن أبدى التزامه بالدعوة إلى جلسات انتخاب متتالية حتى يتأمن الانتخاب.
لكن وعملياً وما يجب الالتفات إليه، أن البيان الذي صدر من عوكر، مثل باكورة اجتماعات "السفراء"، الذين جالوا على مقار بعضهم البعض في خمس مناسبات، ما حكم أن يكون "إعلان عوكر" هو النهائي من ضمن هذا المسار، على اعتبار أن الجولة انتهت، وما قد يأتي منها لن يكون مقيداً بمهل زمنية للاجتماع أو محكوم بمقار دورية. وفهم من مضمون البيان، أن أعاد تأكيد الجميع إن لم يكن التزامهم، بأن الولايات المتحدة هي صاحبة القرار الأول والأخير في مسألة إيجاد حل لمعضلة رئاسة الجمهورية، وإن جميع السفراء الحاضرين يدورون في فلكها. وعلى ما بدا، تقصدت السفارة الأميركية أن يكون ختام الاجتماعات في دارتها بعوكر، كي يصدر الإعلان النهائي والحاسم عنها، وأن تعيد التأكيد أن حل الأزمات في لبنان، مهمة أميركية صرفة تأتي بالتعاون مع مجموعة من الدول الباقية. وفهم أن سفراء آخرين وإن كانوا منضوين من ضمن البيان أو وقعوا عليه، لكنهم تركوا لأنفسهم هامشاً للتحرك ضمن إطار مختلف لكنه غير بعيد عما تم إرساؤه في البيانات الخماسية لاسيما الأخير منها، في محاولة منهم لإيجاد خرق لاسيما في الملف الرئاسي، بعد أن وصل هؤلاء إلى تقدير مفاده أن الملف الأمني المرتبط في جبهة المساندة في جنوب لبنان، لا يمكن التوصل لحلول له سوى من خلال النافذة الأميركية.
ويتحدث مرجع سياسي كبير عن أن المهل المعطاة أو المشار إليها في تحليل بيان الدول الخمسة "غير ملزمة لبنانياً كونها تنتقص من السيادة وتظهر أن ثمة طرفاً يريد الفرض على لبنان مع التقدير لأهمية ما يقوم به هؤلاء". هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ما فهم لبنانياً، لاسيما بعيد زيارة الوسطاء والمبعوثين الأجانب، أن الملف الرئاسي أضحى مرتبطاً بشكلٍ واضح في نتائج معركة غزّة، مع الإشارة إلى أن الاستعصاء الرئاسي ولد منذ ما قبل غزة، ولم يكن الجو مختلفاً عما هو موجود حالياً خلال ما سبق السابع من تشرين الأول تاريخ اندلاع معركة طوفان الأقصى. غير أن ما يفهم، أن الجو الحالي الدافع صوب إيجاد حلول، يتزامن وحلول الذكرى السنوية الأولى لجلسة الانتخاب في 16 حزيران، والتي شهدت على تنافس قوي بين مرشحين هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور. ومن خلفية ذلك، يسعى سفراء "الخماسية" الاستفادة من حلول الذكرى لإعادة ترشيد مفاهيم كانت طرحت سابقاً وتتعلق بـ"خطة طريق" للوصول إلى انتخاب.
فوضى في مفارز السير
شهدت مفارز السير في المناطق حالات ازدحام خانقة بسبب المراجعات المرتبطة بحجز الدراجات النارية بما في ذلك تسطير المحاضر. وقد مكث مواطنون لساعات طويلة في بهو المفارز منتظرين تسيطر المحاضر كممر لاستئناف المعاملات من أجل فك الحجز. وأكد مصدر أمني لـ"الأفضل نيوز"، أن هذه الحالات لم نشهد لها مثيلاً خلال الفترة الماضية، وقد أدت إلى حصول إشكالات بين المواطنين ورجال الأمن. وأقر بأن هذه النتيجة أتت بفعل الفوضى التي تسبب بها إطلاق الحملة الأمنية.
رهان فاشل!
لم يؤدِ سوء التفاعل الذي وقع بين وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأي فائدة تذكر على العلاقة "المتذبذبة" بين سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، رغم أن كثر ظنوا أن سليم قد يلجأ إلى تصحيح علاقته بعون رداً على باسيل.