ملاك درويش - خاصّ الأفضل نيوز
في الآونة الأخيرة، شهدت الجامعات حول العالم موجة من الحركات الطلابية المناهضة لفلسطين بشعار موحّد "Free Palestine”، هذا الأمر أثار العديد من التساؤلات حول دوافع هذه الحركات وتأثيرها على المستقبل السياسي والاقتصادي العالمي.
هذه الثورات الطلابية تأتي في سياقٍ أوسع من التحولات الاجتماعية والسياسية، مما يضع أنظمة الرأسمالية الليبرالية تحت المجهر ويثير التساؤلات حول قدرتها على التكيّف مع التحديات الراهنة.
بادئ ذي بدء، تعتبر الجامعات بؤرًا للنشاط السياسي والنقاش الفكري، ولكن الحركات الطلابية المناهضة لفلسطين تتجاوز النقاش الأكاديمي التقليدي إلى الدعوة العلنية لدعم القضية الفلسطينية والوقوف ضد أنظمة الدول التي تدعم الكيان المحتل.
وفي السياق نفسه، تلعب وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في هذه الدول "الديمقراطية"دورًا كبيرًا في تشكيل وجهات نظر الطلاب، حيث يتم تقديم روايات موجّهة ومؤطرة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما وتركز على جوانب محددة دون إظهار الصورة الحقيقية والكاملة.
إضافة إلى ذلك فإن الإيديولوجيا السياسية لها تأثير كبير أيضاً في الترويج لأفكار غير مناهضة للفلسطينيين ضمن سياق أوسع يتبنى سياسات اليمين المتطرف، تحت كل هذه العناوين وأكثر انتفض طلاب العالم نصرةً للحق غير آبهين لأنظمة بلدانهم الليبرالية، في الوقت الذي أدت هذه الحركات إلى توترات كبيرة داخل الجامعات، حيث انقسم الطلّاب وأعضاء هيئة التدريس بين مؤيدين ومعارضين لهذه الحركات. وقد تسببت بعض الأحداث في حدوث مواجهات لفظية وأحيانًا جسدية بين الأطراف المختلفة.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد عن ما مصير أنظمة الرأسمالية الليبرالية في ظل كل هذه التحديات؟
من المؤكد أن الثورات الطلابية المناهضة لفلسطين تعكس تحديات كبيرة تواجه أنظمة الرأسمالية الليبرالية بشكل مباشر.
علماً أن هذه الأنظمة تعتمد على حرية التعبير والانفتاح الفكري ولكن ضمن السياق الذي تريده لا العام كما هو، وتندرج التحديات في التعامل مع الانقسامات السياسية العميقة والتحولات الاجتماعية المتسارعة. وتتجلى هذه التحديات في:
تآكل الثقة بالمؤسسات: إذ تتسبب النزاعات الداخلية في تآكل الثقة بالمؤسسات التعليمية والسياسية، مما يضعف من قدرة هذه الأنظمة على الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
صعود الحركات المتطرفة: الانتشار المتزايد للأفكار المتطرفة على جانبي الطيف السياسي يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار، مما يهدد الأسس الديمقراطية للرأسمالية الليبرالية.
التحديات الاقتصادية: الانقسامات السياسية تؤثر على الاقتصاد، حيث أن الاستقطاب يعوق من تنفيذ السياسات الاقتصادية الفعالة ويزيد من عدم اليقين الاقتصادي..
خلاصة الأمر، أن الثورات الطلابية المناهضة لفلسطين في الجامعات حول العالم تعكس تحولات عميقة ولافتة في المشهد السياسي والاجتماعي العالمي، وتطرح تحديات كبيرة لأنظمة الرأسمالية الليبرالية التي ظنّ العالم أنها تعتمد على لغة الحوار والانفتاح الفكري.
إن التحدي الأكبر اليوم أمام هذه الأنظمة يكمن في قدرتها على التكيف مع هذه التحولات وتصويب قيمها الديمقراطية التي أوهمت فيها دول العالم الثالث وصمتت أمام ألم غزّة وأطفال غزة في وقتٍ أصبح فيه العالم يسير في زمن نصرة فلسطين.

alafdal-news
