محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
دعت سفارة دولة الكويت لدى لبنان الكويتيين فيه إلى مغادرته وعدم البقاء فيه إلا في الحالات القصوى التي تستدعي بقاءهم، كما دعتهم لأخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم، والابتعاد عن الأماكن غير الآمنة تجنّبًا للمخاطر، كما دعت وزارة الخارجية القطرية جميع المواطنين القطريين إلى عدم السفر إلى لبنان، وطلبت من القطريين الموجودين هناك المغادرة حرصًا على سلامتهم، وكانت كل من السعودية والبحرين حذّرتا مواطنيهما قبل ساعات أيضًا من بيانات الكويت وقطر من السفر إلى لبنان، وأرجعتا ذلك إلى مخاوف أمنية، بينما قالت الإمارات إنها "ستمنع مواطنيها من السفر للبنان".
هذه البيانات ليست جديدة، بل تعود إلى العام 2016 يوم كانت التحذيرات الخليجية من السفر إلى لبنان في أوجها، ولم يكن هناك حرب في لبنان ولا في المنطقة، وما يستجد اليوم من بيانات خليجية مماثلة ليس تحركاً جديداً من قبل هذه الدول بل تأكيد لما كان يرد سابقاً من بيانات، فعلى سبيل المثال أعادت الكويت تحذير مواطنيها من السفر إلى لبنان منذ ساعات قليلة، وهو ما كان تكرر في آب الماضي يوم اندلعت أحداث مخيم عين الحلوة.
نقول هذا الكلام لنُشير إلى أن البيانات هذه لا تعني حتمية وقوع الحرب في لبنان، ولكن هناك من يلعب على هذا الوتر ليزيد الضغوط على اللبنانيين وعلى المقاومة من جهة، ولخلق بلبلة في البلد الذي يعاني على كافة الصعد، لذلك كان هناك حملة نشر أكاذيب وإشاعات عن مغادرة سفراء ألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا من لبنان.
تضع مصادر رسمية لبنانية هذه الأكاذيب بخانة الحرب النفسية المقصودة التي تقف خلفها جهات إسرائيليّة أو صديقة لإسرائيل، مشيرة إلى أن بعض الإعلام اللبناني للأسف ينقل الأخبار من مصادر غير موثوقة ويساهم بعلم أحياناً ودون علم في أحيان أخرى بهذه الحرب التي تُخاض على اللبنانيين.
ترى المصادر أنه بعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان تضاعفت كمية الأخبار التهويلية بخصوص الحرب، حيث كان لافتاً زيادة منسوب هذه الأخبار من داخل كيان العدو نفسه، وصولاً إلى لبنان، ولكن كل هذا لا يعني شيئاً فلا الحرب محسومة ولا عدم حصولها محسوم أيضاً.
في إسرائيل حديث عن قرب انتهاء العمليات العسكرية في رفح من أجل التفرغ لجبهة لبنان، وهذا بالضبط ما جاء هوكستين من أجل بحثه، فهو سأل عن الجبهة اللبنانية بحال تبدلت آلية الحرب في قطاع غزة، ففي حال انتقل الإسرائيليون إلى مرحلة جديدة من الحرب أقل كثافة على القطاع، ما سيكون مصير جبهة لبنان؟
الجواب الذي سمعه هوكستين كان واضحاً بأن الجبهة لن تتوقف سوى بوقف الحرب على غزة، وأن المقاومة لا تسعى للتصعيد ولا تتجه إليه إلّا للرّد على التصعيد الإسرائيلي، وبالتالي فإن انخفضت وتيرة العمل العسكري ستنخفض في لبنان ما دام الإسرائيليّ يقوم بالمثل، أما استمرار العدو بالتصعيد في لبنان سيدفع المقاومة إلى الرّد بالمثل.
حتى اليوم لا جواب حول مستقبل الحرب في لبنان، ولكن تدعو المصادر للتنبه إلى محاولات نشر الذعر بين اللبنانيين، داعية الجميع إلى تبنّي الواقعية في نقل الأخبار، ومحاسبة كل من يعمل على إضعاف الجبهة الداخلية عن سابق تصوّر وتصميم.