محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
مع نهاية الأسبوع الماضي وبداية الحالي، برز قرار إسرائيلي برفع مستوى العمل العسكري على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، واعتبار إعادة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال هدفًا من أهداف حربهم، التي لم ينجحوا بتحقيق أي منها حتى الساعة، وكان من المنتظر حصول رد من حزب الله أو المحور على هذا القرار، فكانت عملية إطلاق الصاروخ الباليستي من اليمن على تل أبيب.
لم يتأخر المحور بالرد على القرار الإسرائيلي، والتهديدات المستمرة لقادة الكيان للبنان، تقول مصادر قريبة من المقاومة في لبنان، مشيرة عبر "الأفضل" إلى أن توقيت إطلاق الصاروخ اليمني يرتبط بشكل أساسي بنوايا التصعيد الإسرائيلية ضد حزب الله، فكانت الرسالة واضحة ومتعددة الأهداف، فالهدف الأول كان تأكيد تماسك المحور ووحدة الساحات بعد كل الحديث الذي حصل خلال الأيام الماضية عن اتفاق أميركي – إيراني يفكك جبهات المساندة، مشددة على أن الأميركيين والإيرانيين متفقون على رفض الحرب الواسعة، ولكن في حال لم تتمكن أميركا من لجم نتنياهو ستصبح كل المشاورات بلا قيمة، لأن الأساس هو أن الاستفراد بلبنان سيكون مستحيلاً.
إذًا، تتعلق الرسالة الأولى بوحدة الساحات، ومعناها أن الحرب مع لبنان، كما يقول الأميركي، ستفتح حرباً أوسع في كل المنطقة، والجبهة اليمنية ستكون حاضرة لتصعيد كبير في عملها العسكري المباشر على وسط إسرائيل، وذلك يعني أن التصعيد العسكري بين الحزب وإسرائيل بحال كان مضبوطاً جغرافياً بين شمال فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، فإن ذلك لن يعني أن تل أبيب ستكون بأمان، حتى لو لم يستهدفها الحزب.
الرسالة الثانية كانت بامتلاك الحوثيين لهذا النوع من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، القادرة على الوصول إلى هدفها على بعد 2000 كيلومتر بأقل من 12 دقيقة، إذ تُشير المصادر إلى أن أعداء اليمن كانوا يتطرقون إلى امتلاك الحوثيين لهذا النوع من الصواريخ من باب "الاحتمالية"، فهم لم يكونوا متأكدين من ذلك، لكنهم اليوم تأكدوا بعد إطلاق الصاروخ الذي تمكن من اختراق منظومات الدفاع الأميركية أولا، ثم العربية، ومن بعدها الإسرائيلية ووصل إلى عاصمة الكيان وأدخل مليوني إسرائيلي الى الملاجئ.
أما الرسالة الثالثة التي وصلت مع الصاروخ، هي امتلاك حزب الله لهذا النوع من الصواريخ أيضاً، وترى المصادر أن الأميركيين والإسرائيليين مقتنعون بأن حزب الله يمتلك صواريخ باليستية وفرط صوتية وهو بالأساس كان المسؤول عن تدريب اليمنيين على استعمال هذه الصواريخ، وهذا ما يشكل خطراً كبيراً على كل الكيان في أي حرب واسعة مقبلة.
صاروخ واحد كان كفيلًا بحمل كل هذه الرسائل، لذلك تدعو المصادر إلى تخيل عشرات الصواريخ من هذا النوع، التي تُطلق على إسرائيل، مترافقة مع مسيرات وصواريخ من أنواع أخرى، كما تدعو لتخيل إطلاق هذه الصواريخ من لبنان، لمسافة 150 كيلومتراً، إلى قلب تل أبيب، فكيف سيكون المشهد؟
تعتبر المصادر أنَّ هذا المشهد يُدركه الطرف الأميركي جيداً، ويحذر الإسرائيلي منه، على لسان مسؤولين في البيت الأبيض، لذلك قد تكون الحرب الموسعة مستبعدة بحسب بعض الدبلوماسيين الغربيين، تقول المصادر، إنما التصعيد قد يكون قريباً، ولكل تصعيد ردٌّ مناسب من المقاومة.