محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
في الوقت الذي أطلق فيه لبنان الرسمي موقفه الداعي إلى وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 كاملاً من قبل لبنان والعدو الإسرائيلي، وذهاب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعيداً من خلال الإعلان عن نية انتخاب رئيس للجمهورية يكون توافقياً فور وقف الحرب، يبدو أن الإسرائيلي ذهب بعيداً من خلال تخطّيه مرحلة القرار 1701 والحديث عن القرار 1559، وربما التفكير بقرار جديد، يتماشى مع طموحه وأهدافه ببناء شرق أوسط جديد.
بحسب مصادر سياسية بارزة، فإن لبنان يعلم أن نتنياهو الذي يعيش نشوة الإنجازات الأمنية التي حققها في لبنان والمنطقة مؤخراً، وآخرها اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، بدأ يفكر جدياً في كيفية استمرار الحرب واستثمار كل ما تحقق في سبيل القضاء على المقاومة في لبنان بشكل كامل، حيث يكون تحقيق هذا الهدف اللبنة الأولى والأساسية في نظرته للشرق الأوسط الجديد الذي لا وجود فيه لقوى المقاومة، ولا حتى لتهديد إيران، وهو أمر لا يجوز غض النظر عنه من قبل الجمهورية الإسلامية.
بالعودة إلى لبنان، تكشف المصادر نقلا عن أحد الدبلوماسيين قوله إن "نتنياهو لن يكون في وارد التفاوض ووقف الحرب طالما استمرت إنجازاته، خصوصاً على أبواب هجوم عسكري برّي، وضع الإسرائيلي له أهدافاً محدودة وبسيطة، لكي لا يكرر أخطاء حرب تموز 2006 وخطأ الحرب على غزة 2023، بوضع أهداف كبيرة وعالية لا يمكنه تحقيقها، فهو تحدث عن عملية محدودة لضرب أهداف لحزب الله، إنما أهدافه غير المعلنة أكبر بكثير، وسيعمل على تحقيقها قبل أي وقف للحرب".
وتُشير المصادر إلى أن من أهداف نتنياهو غير المعلنة إخراج حزب الله من الجنوب اللبناني ككل، والقضاء على فكرة المقاومة، وبالتالي كل ما سبق يقودنا إلى أمر واحد وأكيد، وهو أهمية الميدان في الجنوب لحسم الكثير من النقاط التي سترسم مسار المرحلة المقبلة، وهو ما بدأته المقاومة الأربعاء بشكل واسع وفعّال، خصوصاً أن عروض الاستسلام بدأت تصل إلى لبنان، وبحسب المصادر فقد تواصلت الإدارة الأميركية مع الجيش اللبناني لإبلاغه بوجوب مساهمته بإقناع الحكومة والمسؤولين بضرورة القبول بوقف إطلاق النار بلا شروط، أي توقيع الاستسلام الكامل.
من هنا تشدد المصادر على أن مصير لبنان اليوم ومستقبله يُرسم في الميدان العسكري في الجنوب، فبحسب أوراق القوة هناك يتحرك المفاوض اللبناني، وهنا الحديث عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي شكل في حرب تموز شريكا كاملاً للمقاومة في الجبهة والميدان وفي الساحة السياسية، وهو لا شكّ ينتظر اليوم إنجازات الميدان لتعطيه دفعاً في السياسة، لأن نتنياهو إن لم يتعرض للأذى لن يمنعه شيئاّ من استكمال عمليته البرية، وربما يقطع خلالها نهر الليطاني باتجاه بعض المدن الجنوبية.